شيعت الرياض أمس رجل الأعمال السعودي والمصرفي المعروف صالح عبدالعزيز الراجحي الذي توفي أول من أمس السبت بعد صراع طويل مع المرض. وأشار تقرير نشرته «العربية نت» إلى أن صالح بن عبدالعزيز الراجحي يعتبر المؤسس لاسم عائلة الراجحي في عالم المال والأعمال إلى جانب أخيه الأصغر سليمان. بدأت قصته من دكان صغير للصرافة في مركز الرياض التجاري القديم، ليصبح فيما بعد شركة مالية عالمية عريقة ذات سمعة دولية معروفة. وعرف الراجحي بعصاميته وبساطته ونجاحه الكبير في ميدان التجارة والزراعة وحضور لافت في أعمال الخير. ويعتبر الراجحي من أثرى وأشهر رجال الأعمال السعوديين والعرب على الإطلاق؛ فهو مؤسس ومالك مصرف الراجحي، إلى جوار عشرات المؤسسات المالية والشركات الكبيرة.
ولد الشيخ صالح بن عبدالعزيز الراجحي في عام 1923 في مدينة البكيرية وسط القصيم شمال العاصمة السعودية الرياض، وفيها نشأ وبدأ أول أعماله كتاجر خردة، كما طلب العلم إلى جوار التجارة، فحفظ القرآن الكريم في الثالثة عشرة من عمره، ثم انتقل إلى الرياض. وبدأ مشواره التجاري في الرياض عبر دكان صغير للصرافة كمبدل للعملة لكي يستخدمها حجاج بيت الله الحرام، وكان ذلك في عام 1366 هـ، وبعد سنوات انضم إليهما الأخوان عبدالله ومحمد الراجحي، وكان هذا الدكان الصغير نواه تأسيس مصرف الراجحي العملاق.
ويتولى صالح حتى وفاته عن عمر 88 عاما رئاسة مجموعة الراجحي السعودية التي ومنذ تأسيسها عام 1990 استطاعت تطوير حزمة عريضة من الخدمات المتنوعة التي تشمل المقاولات والصيانة والإمداد والتموين والتصنيع والزراعة والتجارة والاستشارات.. وفقا لمجلة فوربس يملك أحد أكبر مصانع الدواجن في الشرق الأوسط، وهو يملك ثروة تصل لـ4,7 مليارات دولار.
وللرجل العديد من الأبناء والبنات، ويتردد أنه أب لـ 61 ابنا، وفي آخر سني عمره عانى من الشيخوخة ورقد في مشفى صغير في قصره في الرياض، ويدير أمواله مجلس وصاية عينته المحكمة.
ومن القصص الموثقة التي أوردها أحد الكتب عن الراجحي أنه خلال كساد وأزمة اقتصادية عاشتها السعودية ذهب الشيخ صالح مع تجار آخرين يشكون الحال وما أصابهم من خسائر للملك سعود رحمه الله، رد الملك: «والله ما تجوعون وأنا شبعان».. ثم قام بشراء أراضيهم كلها برأسمالها من دون خسارة، ودفع المبالغ على فترات. وعانى الراجحي في سنوات عمره الأخيرة كثيراً من أمراض الشيخوخة، وتشكل مجلس للوصاية مكون من ممثلين عن أبنائه وبعض رجال القانون والقضاء لإدارة أمواله، وقام بعمل وقف خيري هو الأكبر على مستوى العالم الإسلامي.