دشن جلالة محمد السادس ملك المغرب الخط الأول لترامواي الدار البيضاء، باعتباره احد المكونات الرئيسية لبرنامج التنمية الحضرية للدار البيضاء وللارتقاء بحركة المواصلات بالعاصمة الاقتصادية للمملكة الى مصاف المدن العالمية الكبرى والذي تكلف نحو ثلاثة مليارات درهم "600 مليون يورو". ويسهم المشروع ىبحسب خبراء إلى تقليص حجم فاتورة النفط التي ترهق الاقتصاد المغربي. ورافق الملك في رحلة افتتاح الخط جون مارك آيرو وعبد الاله ابن كيران رئيسا الحكومتين الفرنسية والمغربية، والتي ربطت بين ساحة الأمم المتحدة وساحة محمد الخامس في وسط مدينة الدار البيضاء وجاء المشروع كثمرة شراكة مغربية فرنسية. ووفرت شركة "الستوم" الفرنسية معدات وتجهيزات ووحدات الترامواي ليساهم في حل إشكالية النقل بالمدينة ، وضمان نوع من التكامل مع شبكات الحافلات وسيارات الأجرة، علاوة على الحفاظ على البيئة من خلال تقليص التلوث ومصادر الضوضاء، ومواكبة النمو الاقتصادي الذي تشهده الجهة ككل عبر خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.
أحياء رئيسية
ويربط الخط الجديد ، الذي يعبر المدينة من الشرق الى الغرب على مسافة 31 كلم ، الأحياء الرئيسية للمدينة ( شوارع محمد زفزاف ، وعقبة ، وتاشفين والشهداء، وعلي يعتة ، ومحمد الخامس، والحسن الثاني، وعبد المؤمن ومكة، وبانوراميك، والعمالات ، وأنوال، وعمر الخيام، وعبد الرحمن) ويشتمل على 48 محطة. وتم دراسة واختيار مسار ترامواي الدار البيضاء ، ليندرج ضمن "مسلك استراتيجي" يربط الأحياء المجاورة بوسط المدينة. ويساهم هذا المسار "ثنائي التفرع" في ربط أفضل لخدمة الركاب، وإنعاش قلب مدينة الدار البيضاء ومناطق الرواج التجاري، وتسهيل الترابط مع وسائل النقل الحضرية الأخرى وتحسين إطار حياة الساكنة من خلال ضخ أنشطة جديدة في الأحياء المجاورة.
المرحلة الأولى
وتشمل المرحلة الاولى للمشروع تشغيل 37 قاطرة ترامواي، يمكن أن تقل الواحدة منها 604 ركاب وبها 105 مقاعد للجلوس بإجمالي 250 ألف راكب يوميا بحلول العام 2015 ، يصل طول الواحدة منها الى 65 مترا، وتضم عدة عربات، هي آخر ما أنتجته الشركة الفرنسية "الستوم" . وتتوفر العربات على نظام للتكييف ودرج منخفض يسهل ولوج الأشخاص محدودي القدرة على التنقل.. وبموازاة إنجاز الخط الأول للترامواي ، تم إنشاء مركز للصيانة بحي سيدي مومن لإنجاز عمليات الصيانة وتخزين المعدات والتجهيزات الثابتة، وشملت اعمال المشروع إعادة التهيئة الحضرية لمساحة تقدر بـ 90 هكتارا تمتد على طول مسار الترامواي تضمنت زراعة 2000 شجرة ونخلة وإعادة زراعة 2000 شجرة أخرى ، وتهيئة الأرصفة والطرق والممرات الأرضية والإشارات الضوئية وزرع حزام أخضر ، وكذا تثمين بعض الأحياء ومباني وساحات ذات قيمة تراثية وثقافية وسياحية هامة وتقليص التلوث والضوضاء، وإحداث فضاءات خاصة بالراجلين ، وهي كلها إجراءات وتدابير كفيلة بتمكين سكان الدار البيضاء من فضاء جذاب يوفر العيش المريح.
رمز للتعاون
وقال رئيس الوزراء الفرنسي جون مارك أيرو إن مشروع ترامواي الدار البيضاء "يرمز للتعاون الوثيق للغاية" القائم بين المغرب وفرنسا. وقال ان اللجنة المشتركة بين البلدين ناقشت ضمن اجتماعها على هامش احتفال تدشين المشروع مشاريع التعاون الثنائي وتوقيع اتفاقيات للتعاون في المجال الاقتصادي والتعليم والبحث العلمي والطاقات المتجددة والنقل والبنيات التحتية. وأشار إلى أن هذه الاتفاقيات ستعود بالنفع على المغرب وفرنسا لا سيما في مجالي الاقتصاد والتشغيل مذكرا بأن رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند سيقوم بزيارة إلى المملكة في مطلع 2013 .ويعتبر إنجاز ترامواي الدار البيضاء نقلة لقطاع النقل الحضري بالمغرب، الذي يشكل رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، يفرض ذاته كوسيلة نقل ومواصلات سريعة ومريحة وناجعة شريكا يوميا سيغير من العادات اليومية لأهل المدينة ويمنح قيمة مضافة للنشاط الحضري والتنمية المحلية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية.