قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي أمس إن زعماء منطقة اليورو توصلوا إلى اتفاق بالإجماع في محادثات استمرت طوال الليل في بروكسل للمضي قدماً في تقديم حزمة إنقاذ بـ 35 مليار يورو لليونان حيث تم الاتفاق على إعادة هيكلة الديون لتجنب خروج اليونان من منطقة اليورو..

فيما أكد رئيس وزراء مالية منطقة اليورو أن التوصل لاتفاق نهائي بشأن الخطة الجديدة لإنقاذ اليونان سيستغرق «أسابيع فيما أكد رئيس المفوضية الأوروبية يونكر يؤكد لفرانس برس زوال سيناريو خروج اليونان من اليورو».

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سأوصي البرلمان بإجازة التفاوض مع اليونان إذا وافقت أثينا على الشروط، موضحة أن أثينا ستحصل على حزمة إنقاذ مالي ولكن دون إسقاط جزء من الدين.

وتوصل زعماء منطقة اليورو إلى اتفاق تاريخي مع اليونان أمس للتفاوض على حزمة إنقاذ ثالثة تبقي على البلاد التي شارفت على الإفلاس في منطقة اليورو بعد مباحثات استمرت طوال الليل في قمة طارئة.

وكتب توسك قائلاً في تغريدة على موقع تويتر «قمة اليورو توصلت إلى اتفاق بالإجماع. الكل جاهز للمضي نحو برنامج آلية الاستقرار الأوروبية لليونان بإصلاحات جادة ودعم مالي».

هيكلة الديون

وقال رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس إن بلاده حصلت على إعادة هيكلة لديونها وتمويل متوسط الأجل في حزمة بقيمة 35 مليار يورو في إطار اتفاق مع دائنيها يسمح لأثينا بالبقاء في منطقة اليورو.

وأضاف أن الاتفاق قد يجلب استثمارات جديدة تساهم في انتشال البلاد من الركود وتفادي انهيار نظامها المصرفي.

وقال تسيبراس للصحفيين بعد محادثات استمرت طوال الليل «الاتفاق صعب لكننا تجنبنا محاولة نقل أصول الدولة إلى الخارج. تفادينا الخطة الرامية للخنق المالي ولانهيار النظام المصرفي... في هذه المعركة الصعبة تمكنا من الفوز بإعادة هيكلة للديون».

من جانبه صرح رئيس وزراء مالية منطقة اليورو بأن التوصل لاتفاق نهائي بشأن الخطة الجديدة لإنقاذ اليونان سيستغرق «أسابيع».

سلسلة إصلاحات

وقال يروين ديسلبلوم إن الاتفاق على سلسلة من الإصلاحات التي توصل إليها زعماء منطقة اليورو أمس، يجب أن يتم التصديق عليه من جانب العديد من البرلمانات، من بينها البرلمان اليوناني، قبل التمكن من تدشين مفاوضات الإنقاذ.

كما يتعين على البرلمان اليوناني إصدار تشريع سريع على مجموعة أولى من إجراءات الإصلاح.

وأوضح ديسيلبلوم أن لجنة وزراء منطقة اليورو ستقوم في وقت لاحق بالنظر في إمكانية «التمويل المؤقت» على المدى القصير، لضخ المساعدات سريعاً إلى اليونان التي أوشكت على الإفلاس.

سيناريو الخروج

وأكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر لوكالة فرانس برس أن اليونان لم تعد تواجه خطر الخروج من منطقة اليورو مبدياً ارتياحه للاتفاق الذي تم التوصل إليه الاثنين حول خطة مساعدة ثالثة لهذا البلد.

وقال يونكر في تصريح مقتضب لفرانس برس «زال احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو» وأكد خلال مؤتمر صحافي «لقد توصلنا إلى اتفاق وكان شاقاً» مضيفاً أن «المفوضية ظلت منذ البداية تشدد على أنه لا يمكن أن نقبل بأي شكل من الأشكال خروج اليونان من منطقة اليورو».

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن منطقة اليورو راغبة في منح اليونان حزمة إنقاذ مالي ولكن دون إسقاط جزء من الديون.

وفي تعليقها حول الاتفاق الذي تم الإعلان عنه أمس حول البرنامج الجديد للإنقاذ المالي لليونان، قالت ميركل: «بشكل إجمالي الفوائد تفوق الخسائر ... أعتقد أن ذلك يمنح اليونان فرصة للعودة إلى مسار نحو النمو».

وأضافت أنه فقط عبر وضع تشريعات للمجموعة الأولى من التدابير الإصلاحية سوف تتمكن اليونان من استعادة «عملة الثقة المفقودة» في منطقة اليورو.

وقالت المستشارة الألمانية إنها ستوصي البرلمان «بقناعة تامة» بإعطاء الضوء الأخضر لبدء المفاوضات مع اليونان بشأن حزمة إنقاذ ثالثة فور موافقة البرلمان اليوناني على البرنامج بأكمله وقيامه بسن قوانين مبدئية.

ولم تذكر ميركل متى سيحدث ذلك لكنها قالت إنها ستقدم تقريراً إيجابياً للجنة برلمانية هذا الأسبوع. وذكرت المستشارة الألمانية أن من الأفضل عدم استدعاء المشرعين من عطلتهم الصيفية لحين إقرار القوانين اليونانية.

وبعد مفاوضات استمرت طوال الليل شاركت فيها مع رئيس الوزراء اليوناني اليساري أليكسيس تسيبراس قالت المستشارة الألمانية المحافظة إن أثينا زادت أوضاعها سوءاً بالتدهور الحاد الذي شهده اقتصادها على مدى الأشهر الستة الماضية وإغلاق بنوكها خلال الأسبوعين الماضيين.

وقالت ميركل رداً على سؤال عما إن كانت تثق في تنفيذ اليونان لحزمة الإنقاذ القاسية «سيكون طريقاً طويلاً وصعباً». وأقرت المستشارة بأن ألمانيا تخلت عن مطلبها بأن ينص بيان القمة بوضوح على ضرورة تعليق عضوية اليونان في منطقة اليورو مؤقتاً إذا لم تلب أثينا شروط الإنقاذ.

مواعيد نهائية

قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه من المقرر أن تتم إعادة هيكلة ديون اليونان، في إطار اتفاق الإنقاذ الذي تم التوصل إليه مع شركائها في في منطقة اليورو.

وأضاف هولاند: سيكون هناك إعادة هيكلة ديون اليونان عن طريق تمديد فترة المواعيد النهائية لاستحقاق الديون وتمديد المفاوضات، ومما لا شك فيه فوائد الديون، وهو ما يأتي في إطار الاتفاق.

 فرنسا تنفي احتمال منح أثينا قرضاً

نفى مصدران رسميان فرنسيان تقريراً لمسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي قال إن فرنسا قد تمنح اليونان قرضاً ثنائياً لمساعدتها على التغلب على أزمة تمويل فورية إلى أن يتم التوصل لاتفاق بشأن منح اليونان برنامج إنقاذ ثالثاً.

وكان مسؤول الاتحاد الأوروبي قد قال إن قرضاً ثنائياً من باريس أحد الخيارات التي يجري بحثها للمساعدة في جمع نحو سبعة مليارات يورو تحتاجها اليونان بحلول 20 يوليو تموز لتفادي التخلف عن سداد دين للبنك المركزي الأوروبي وهو ما قد يجبر البنك على وقف تمويل البنوك اليونانية.

وأضاف المسؤول أن من بين الخيارات الأخرى دفع نحو 3.4 مليارات يورو في شكل أرباح من حيازات البنك المركزي الأوروبي لسندات يونانية أعيدت للدول الأعضاء واستغلال صندوق حجمه 60 مليار يورو تملكه المفوضية الأوروبية يعرف باسم «آلية الاستقرار المالي الأوروبي».