قالت وزارة التجارة الصينية أمس، إن الصين جذبت استثمارات أجنبية مباشرة قيمتها 704.33 مليارات يوان (114 مليار دولار) في الأحد عشر شهراً الأولى من العام الحالي بارتفاع 7.9% عن الفترة نفسها قبل عام..

بينما تراجع اليوان الصيني 0.5 % أخرى مقابل الدولار في المعاملات المحلية، بعد أن حددت السلطات نقطة المنتصف للسعر الرسمي الخاضع لسيطرة محكمة عند أدنى مستوى في أكثر من أربع سنوات.

ويعتبر انخفاض سعر صرف اليوان أمراً داعماً للاقتصاد الصيني، حيث انخفاض قيمة اليوان يسهم في دفع الصادرات، لكن على العكس من ذلك، قد يضر انخفاض سعر صرف اليوان في الدول الأخرى المصدّرة للصين، التي تحتاج فعلاً للاقتصاد الصيني لزيادة كميات مبيعاتها.

وزادت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر 1.9% عنها قبل عام في نوفمبر لتصل إلى 64.9 مليار يوان. وفي الفترة من يناير إلى نوفمبر استقطب قطاع الخدمات بالبلاد 69.58 مليار يوان بزيادة 18.8% على أساس سنوي وفقاً لبيان من الوزارة. والاستثمار الأجنبي المباشر مؤشر مهم لاهتمام الاستثمارات الأجنبية عموماً بالصين، لكنه عامل صغير في سياق مجمل التدفقات الرأسمالية عند مقارنته بقطاع التصدير العملاق.

وتشجع الحكومة الشركات في الفترة الأخيرة على زيادة الاستثمار في الخارج، لتعزيز قدرتها على المنافسة العالمية.

بوادر انتعاش

وقال المكتب الوطني الصيني للإحصاءات، إن اقتصاد الصين يظهر بوادر تعاف، وإن مزيداً من المؤشرات الإيجابية ستظهر في الأشهر المقبلة مع اكتساب سياسات الدعم الحكومية قوة دفع.

وقال شنغ لاي يون المتحدث باسم المكتب، إن من المحتمل بشدة أن يكون الإنتاج الصيني قد تعافى في نوفمبر نظراً لتحسن الطلب المحلي.

وجدد شنغ في بيان بموقع المكتب على الإنترنت التعبير عن الثقة في أن بمقدور الصين تحقيق هدفها لنمو اقتصادي يبلغ نحو 7% في 2015.

تحذيرات

إلى ذلك، قالت الصحيفة الرسمية للجيش الصيني إن القوات المسلحة تغامر بأن تجلب على نفسها العار وأن تخسر حروباً إذا تباطأت في تطبيق الإصلاحات وحذرت من أن برامج التحديث متأخرة عن الدول الأجنبية المتقدمة.

وكشف الرئيس الصيني شي جين بينغ الشهر الماضي عن برنامج إصلاحي واسع النطاق، يهدف إلى تحديث الهيكل القيادي لأكبر قوات مسلحة في العالم يشمل تقليص بعض الوظائف لتمكين الجيش من تحقيق النصر في حرب معاصرة. ويتمسك شي بالتحديث في الوقت الذي تتخذ فيه الصين موقفاً أكثر حزماً في النزاعات على الأرض في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي.

وتستثمر البحرية الصينية في الغواصات وحاملات الطائرات بينما يطور سلاح الجو مقاتلات شبح (ستيلث). وثار جدل حول الإصلاحات التي بدأت في سبتمبر مع إعلان شي أنه سيقلص عدد أفراد القوات المسلحة بالاستغناء عن 300 ألف فرد. ونشرت صحيفة القوات المسلحة الصينية سلسلة من التعليقات تحذر من معارضة الإصلاحات وتقليص الأفراد.

وفي تعليق مطول نشرته القيادة العسكرية لتشونغتشينغ قالت صحيفة جيش التحرير الشعبي الصيني إن الصين تمكنت من تقليص الفجوة بينها وبين نظرائها في الدول المتقدمة من خلال برامج إصلاح قائمة.

وقالت: لكن بشكل عام لا يتماشى مستوى تحديث الجيش مع الاحتياجات الأمنية لأكبر دولة نامية في العالم ومع الفجوة القائمة مع الجيوش المتقدمة في العالم. وأضافت الصحيفة أن الصين لديها مستويات متعددة للقيادة، و«تخلف» في الفاعلية القتالية وبيروقراطية متفشية.

تراجع اليوان

وتراجع اليوان الصيني نصفاً في المئة أخرى مقابل الدولار في المعاملات المحلية أمس، بعد أن حددت السلطات نقطة المنتصف للسعر الرسمي الخاضع لسيطرة محكمة عند أدنى مستوى في أكثر من أربع سنوات، حيث نزل اليوان 0.7% في الأسواق الخارجية إلى 6.5373 للدولار بعد أن هبط 0.3% في السوق المحلية إلى 6.4538.

ويدفع تراجع اليوان خسائر العملة إلى 2% على مدار أسبوع تقريبا في تحرك كبير مقارنة مع النطاقات الضيقة التي أبقى بنك الشعب الصيني العملة داخلها بشكل تقليدي، وفي دليل جديد على أن بكين عازمة على خفض قيمة العملة بدرجة كبيرة..

كما توقع العديد من البنوك الرئيسة. وارتفع اليورو ارتفاعاً طفيفاً أمام الدولار، بعد أن تراجع عن صعود فوق 1.10 دولار في وقت سابق من الأسبوع، وتقدم كل من اليورو والدولار على حساب الين.

وتقدم اليورو إلى 1.0959 دولار وهو يتحرك في نطاق ضيق نسبياً منذ نزوله عن أول اختراق لمستوى 1.10 دولار يوم الأربعاء الماضي. وزاد الدولار 0.3% إلى 121.99 يناً لكنه يتجه لخسارة أسبوعية نسبتها 1% مقابل الين. واستقطبت العملة اليابانية التي تعتبر ملاذاً آمناً طلبات شراء خلال الأسبوع بفعل انخفاض أسعار السلع الأولية، الذي نال من شهية المستثمرين للمخاطرة.

تحويل الرنمينبي

وأعلن البنك المركزي الصيني أمس أن بكين أعطت الضوء الأخضر لقابلية تحويل الرنمينبي (اليوان) في حساب رأس المال ضمن حد معين عند 10 ملايين دولار أميركي في مناطق التجارة الحرة الثلاث لتيانجين وقوانغدونغ وفوجيان. من جانبه، قال جهاز تنظيم النقد الأجنبي في الصين، إن التقلبات الحالية في سعر صرف الرنمينبي ليست علامة على انخفاض قيمته.

وصرح وانغ تشون يينغ، المسؤول بإدارة الدولة للنقد الأجنبي، خلال مؤتمر صحافي بأن السوق متسامحة بدرجة غير كافية مع تقلبات سعر صرف الرنمينبي. وقال وانغ إنه يتعين اتخاذ المزيد الاعتبارات بشأن سعر الصرف التعددي للرنمينبي مقابل سلة العملات. وانخفض معدل التكافؤ المركزي للرنمينبي، أو اليوان، 96 نقطة أساس ليصل إلى 6.4236 مقابل الدولار الأميركي أمس الأول..

وذلك بحسب نظام تداول النقط الأجنبي في الصين. ويقول وانغ يون قوي، مسؤول آخر في إدارة الدولة للنقد الأجنبي، إن تلك التقلبات هي النتيجة المتوقعة لتسويق سعر صرف الرنمينبي، الذي يعكس العرض والطلب المحليين والتغيرات في السوق المالية العالمية، مضيفاً أنه في ضوء الأساسات الاقتصادية والسوقية المستقرة في الصين فلا يوجد أساس لانخفاض قيمة اليوان على المدى الطويل.

وقال نائب محافظ بنك الصين الشعبي يي قانغ في وقت سابق هذا الشهر إن الصين قادرة على الإبقاء على سعر صرف اليوان عند مستوى «معقول»، ولا ترى حاجة لاستمرار انخفاض قيمة العملة.

توسيع نطاق التجارة الحرة مع شيلي .. ومفاوضات مع جورجيا

تستهدف الصين وتشيلى توسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة القائمة بينهما في اجتماع من المقرر عقده في بكين في مارس 2016، وفقاً لما ذكرت وسائل الإعلام المحلية، كما بدأت الصين وجورجيا مفاوضات حول اتفاقية تجارة حرة، ذكرت ذلك وزارة التجارة الصينية.

وذكرت صحيفة ((فاينانشيال ديلى)) الصينية أنه في الاجتماع المقبل «تتوقع الحكومتان إحراز تقدم نحو إجراءات ملموسة تختتم عملية توسيع نطاق (الاتفاقية) في عام 2016».

وأضافت الصحيفة أن البلدين وقعا في نوفمبر 2005 الاتفاقية، التي جعلت الصين منذ ذلك الوقت أكبر شريك تجارى لتشيلي.

واختتم فريقا التفاوض للبلدين للتو محادثات استمرت يومين في سانتياجو في مجالات مثل الخدمات والتجارة الإلكترونية وقواعد المنشأ والإجراءات الجمركية، وفقاً لما ذكرت الصحيفة نقلاً عن معلومات من الإدارة العامة للعلاقات الاقتصادية الدولية.

دفعة

وقال بابلو اوريا مدير الشؤون الاقتصادية الثنائية في الإدارة: لدينا اتفاقية ناجحة أعطت التجارة الثنائية دفعة ديناميكية قوية. وأضاف «ومع ذلك اتفقت الحكومتان على أن هناك حاجة إلى إدخال عناصر تسمح لنا بتحديث وتوسيع نطاق الاتفاقية، بهدف زيادة تحفيز التجارة».

وفى إطار الاتفاقية، وقع البلدان الاتفاقية التكميلية للتجارة في الخدمات التي بدأ سريانها في يوليو 2010 وفتحت أسواق الخدمات في كل من الدولتين أمام الدولة الأخرى،

كما وقع البلدان اتفاقية تكميلية، بشأن الاستثمار في إطار اتفاقية التجارة الحرة في سبتمبر 2012 لتستكمل بناء منطقة التجارة الحرة بين الصين وتشيلى، ووفرت مناخاً ملائماً للبلدين لتحسين بيئة الاستثمار وتوسيع الاستثمارات المتبادلة.

مفاوضات

وبدأت الصين وجورجيا مفاوضات حول اتفاقية تجارة حرة أمس الأول.

وقالت وزارة التجارة الصينية قي بيان مقتضب إن مذكرة تفاهم تم التوقيع عليها من قبل وزارة التجارة الصينية والإدارة الاقتصادية في جورجيا، للبدء في المحادثات. وذكر بيان وزارة التجارة الصينية أن الجانبين أكملا دراسات الجدوى التي أظهرت كيفية قيام اتفاقية التجارة الحرة بتعزيز التجارة بين الدولتين. وتمثل الصين الآن ثالث أكبر شريك تجاري لجورجيا على المستوى العالمي وثاني أكبر مصدر للواردات.