يتوقع أن يشهد قطاع خدمات حقول النفط موجة جديدة من عمليات الاندماج والاستحواذ خلال 2016 مدفوعاً بمساعي الشركات العاملة في القطاع للاستفادة من حالات التعثر، وزيادة حصتها السوقية على المستوى الدولي، إضافة إلى تملك تقنيات جديدة وفقاً لبحث قامت به أخيراً شركة بينسنت ماسونز، شركة المحاماة الرائدة عالمياً.
شارك في الاستطلاع 200 من كبار المديرين التنفيذيين في الشركات العاملة في قطاع خدمات حقول النفط من بينها 50 شركة استثمارات خاصة.
وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن 86% من المشاركين يتوقعون حدوث نشاط كبير في صفقات الاندماج والاستحواذ خلال الشهور الاثني عشر القادمة في ظل تقلبات أسعار النفط، بينما أشار 70% إلى أنهم يدرسون بشكل جدي إتمام صفقة استحواذ خلال العام الحالي.
اقتناص الفرص
وأكد 74% من المشاركين في الاستطلاع توجههم نحو توسيع عمليات شركاتهم في الخارج باعتبارها الدافع الرئيس وراء هذا النشاط في صفقات الاندماج والاستحواذ، بينما توقع 70% من المشاركين رغبتهم في اقتناص فرص جديدة للاستحواذ على الأصول المتعثرة لدفع نشاط الصفقات.
ويتطلع 60% من المشاركين إلى اقتناص فرص تعتمد على تملك تقنيات جديدة. وتعتبر الشركات العاملة في قطاعات التكنولوجيا والمعدات البحرية الأكثر جاذبية على قائمة الشركات المستهدفة.
وقال مدير عام شركة للملكية الخاصة في الشرق الأوسط: من المتوقع أن يشهد قطاع خدمات حقول النفط إبرام المزيد من اتفاقيات التعاون وصفقات الاندماج والاستحواذ لمساعدة الشركات على تخطي الأزمات التي تواجهها منذ بدء التقلبات في أسعار النفط.
قيادة النمو
وأشار مسؤولون عن 10 بنوك من إجمالي البنوك الرئيسة الناشطة في قطاع خدمات حقول النفط، إلى أن الولايات المتحدة وكندا، واللتين تشهدان استمرار الإنتاج كما تتميزان بسهولة الوصول إلى القطاع المصرفي، ستواصلان قيادة النمو. ومع ذلك، سيشهد الشرق الأوسط انفتاحاً متزايداً تجاه الشركات الناشطة في قطاع الخدمات النفطية في الخارج والتي تحتاج إلى تمويل.
وأشار المشاركون في الاستطلاع أيضاً إلى أن دولة الإمارات وقطر تتربعان على قائمة الدول العشر الأوائل في الأسواق الناشئة الأكثر جاذبية، بينما جاءت سنغافورة والمكسيك وإندونيسيا والصين ونيجيريا على قائمة الدول الأكثر شعبية مع انخفاض التقييمات وهيكلية الصفقات الاستراتيجية الجديدة لعرض فرص استثمارية مربحة على خلفية استمرار التقلبات في أسعار النفط.
تغييرات كبيرة
وقال جون ياب، الشريك في شركة بينسنت ماسونز في هونغ كونغ: أصبحت العديد من الدول التقليدية المصدرة للنفط مثل اندونيسيا وماليزيا وتايلاند مستوردة.
ويشهد القطاع إجمالاً تغييرات كبيرة في ظل المخاطر التي تواجهها الأسواق الناشئة، ونرى أنه الوقت المناسب لاستقطاب الاستثمارات إلى المنطقة. من جهته، قال بوب رودمان، رئيس قسم الطاقة في شركة بينسنت ماسونز:
يختلف المشهد الحالي عن حالات الركود الأخرى. نحن نعيش في عالم أكثر تعقيداً حيث العرض والطلب والأحداث الجيوسياسية تواجه عواقب لا يمكن التنبؤ بها. وبالرغم من ذلك، من المشجع أن نرى أن هناك حالة من التفاؤل في القطاع في ظل مساعي شركات خدمات حقول النفط لإيجاد الفرص لمواجهة التحديات القائمة.
تحول
قال جايسون روزيشك، الخبير في قطاع النفط والغاز في شركة بينسنت ماسونز دبي: يؤكد بحثنا أن قطاع النفط والغاز يشهد تحولاً، وتعمل الشركات والمستثمرون على تعزيز عروضاتهم الخارجية والدولية، ويبدون استعداداً أكبر للاستثمار في قطاع التكنولوجيا.
وستشهد منطقة الشرق الأوسط مزيداً من الكفاءة واستقطاب التكنولوجيا ما يؤدي إلى هوامش مقبولة.