أكد أحمد محمد الكعبي الوكيل المساعد لقطاع النفط والغاز والثروة المعدنية في وزارة الطاقة ومحافظ دولة الإمارات لدى منظمة الدول المــصدرة للنفط «أوبك»، أن العام 2016 شهد العديد من المستجدات في تاريخ صناعة النفط على مستوى العالم والتي سيكون لها تأثير كبير على مسار الأسواق العالمية خلال الأشهر المقبلة، في حين واصلت أسعار النفط الحفاظ على استقرارها مع انضمام روسيا إلى أوبك في خفض الإنتاج، فيما لم تستبعد السعودية تعزز استثماراتها النفطية في أميركا.
وبحلول الساعة 0749 بتوقيت غرينتش جرى تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت عند 55.63 دولارا للبرميل بارتفاع خمسة سنتات عن الإغلاق السابق. وصعد خام غرب تكساس الأميركي خمسة سنتات إلى 52.86 دولارا للبرميل.
وأضاف فــي تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»: أن ثمرة الجولات المتواصلة من تعاون وتنسيق ووصولا إلى اتفاق بين الدول المنتجة من أعضاء «أوبك» ومن خـــارج المنظمة ساعد على بث روح التفــــاؤل في الأسواق العالمية، حيث شهد العام الماضي تواصلا في جولات التشاور بين المنـــتجين بصورة غير مسبــــوقة وشاركت جمـــهورية روسيا الاتــــحادية فيها بطريقة فاعلة أيضا.
تعاون
وأكد الكعبي أن روح التعاون والاحساس بالمسؤولية المشتركة تجاه المجتمع الدولي واستقرار الأسواق هي مهمة سامية لتحقيق الازدهار ومستقبل مثمر للجميع، مثمنا دور المنظمة الحيوي لتنظيم المعروض في الأسواق والاتفاق على سقف للإنتاج بين 32.5 و 33 مليون برميل يوميا.
مصداقية
وذكر أن العام الماضي شهد اتفاق المنظمة في فيينا لتوزيع الإنتاج ومقدار الخفض لكل دولة بطريقة ضمنت مصداقية كبيرة وأسهمت في تعافي أسعار النفط، مشيرا الى انه للمرة الأولى في تاريخ «أوبك» يكون هناك استعداد من الدول من خارجها للمساهمة في الخفض لإعادة التوازن في السوق النفطي ووضع خارطة واضحة المعالم وطريق لاستعادة توازن السوق النفطية واعتماد مسؤولية المنتجين لذلك إضافة إلى تشكيل لجنة لمراقبة الإنتاج من المنظمة ضمت كلا من الكويت والجزائر وفنزويلا ومن الدول من خارجها تشمل روسيا وسلطنة عمان.
وأضاف الكعبي أن حركة أسعار النفط العالمية شهدت العام الماضي عدة تذبذبات، حيث انخفض سعر النفط عالمياً إلى أدنى مستوى له خلال العام حين بلغ مستويات الـ 20 دولارا للبرميل الواحد خلال شهر يناير 2016 وصولا الى أعلى مستوى له خلال ديسمبر الماضي بما يقارب 57 دولارا للبرميل أي بنسبة زيادة بلغت 65 %.
وأوضح أن أبرز العوامل التي أدت إلى انخفاض الأسعار لتلك المستويات هي استمرار الفائض في الأسواق العالمية وضعف التعاون ما بين المنتجين إضافة إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني وغيرها من العوامل المختلفة التي ساهمت بشكل كبير في انخفاض الأسعار.
السعودية
قال خالد الفالح وزير الطاقة السعودي في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن المملكة قد تزيد استثمارات النفط في الولايات المتحدة بفعل سياسة الطاقة التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب والتي تعتمد بشكل أكبر على الوقود الأحفوري.
وأضاف الفالح: «الرئيس ترامب لديه سياسات جيدة لقطاع النفط وأعتقد أن علينا أن نقر بذلك».
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك مخاوف بشأن وعد ترامب بالسعي للاستقلال في مجال الطاقة قال الفالح «ليست لدينا مشكلة فيما يتعلق بالنمو الطبيعي لإمدادات النفط الأميركية. قلت مرارا وتكرارا إننا نرحب بذلك طالما أنها تنمو بالتماشي مع الطلب العالمي على الطاقة»،
«استثمرنا مليارات الدولارات في التكرير والتوزيع بالولايات المتحدة وقد نعزز تلك الاستثمارات بناء على سياسات إدارة ترامب المساندة للقطاع وللنفط والغاز في الولايات المتحدة».
أسعار
واستقرت أسعار النفط أمس في الوقت الذي انضمت فيه روسيا إلى أوبك في خفض إنتاج الخام بهدف تحقيق توازن في السوق لكن وفرة الإمدادات في أماكن مثل الولايات المتحدة ألقت بظلالها على الأسعار.
وعكست الأسعار اتجاهها بعد الانخفاضات التي سجلتها في وقت سابق بعد تقارير حول خفض روسيا لإنتاجها من النفط ومكثفات الغاز بنحو 100 ألف برميل يوميا في الفترة بين ديسمبر ويناير الماضيين إلى 11.11 مليون برميل يوميا.
وتأتي تخفيضات روسيا غير العضو في أوبك في إطار جهود تقودها أوبك لدعم السوق والقضاء على وفرة في إمدادات الوقود العالمية.
وكجزء من الاتفاق قالت أوبك إنها ستخفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يوميا في النصف الأول من 2017. وتعهد منتجون آخرون من بينهم روسيا بخفض الإنتاج بواقع 600 ألف برميل إضافية.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز أمس أن إنتاج أوبك هبط بأكثر من مليون برميل يوميا في يناير إلى 32.27 مليون برميل يوميا خلال ديسمبر ويناير.