في ما مضى، كنت استهجن سفر بعض الأصدقاء والأقارب إلى إندونيسيا، وأتساءل في قرارة نفسي عما يميز هذه الدولة التي تقع في جنوب شرق آسيا. ولكن قراءة سريعة في جغرافيا البلاد، تقودك إلى استكشاف هذا الأرخبيل الأخضر الساحر، الذي يضم نحو 17508 جزر تقع في أعلى المحيط الهادئ، وقد حباها الله بتنوع جغرافي ومناظر طبيعية خلابة تنافس كبريات الدول السياحية.
تمتد رحلة السفر إلى إندونيسيا نحو 8 ساعات بالطائرة، وثمة الكثير من شركات الطيران تُسْير رحلاتها إلى عاصمتها جاكرتا، وعن طريق المطار هناك يمكنك حجز تذكرة الطيران إلى أي منطقة يقصدها المسافر، فالخيارات كثيرة وتستحق معظمها الزيارة والاستكشاف.
وتنفرد كل جزيرة في اندونيسيا عن سواها بخصائص مميزة، ووجه الاختلاف يتجلى في فروقات طفيفة في المناخ بين جزيرة وأخرى نتيجة الامتداد الجغرافي الواسع، ولكن جميعها تتفق في سيطرة اللون الأخضر على الجبال وطغيان المياه الزرقاء. لا يمكن حصر المواقع السياحية في اندونيسيا بسهولة، ولا يمكن المرور عليها جميعها في زيارة خاطفة، إذ تبلغ مساحتها 1.919.443 كلم مربع وتحتوي على ثلاثين مطاراً.
انعدام التسول
وما يميز هذه البلاد توفر الأمن بدرجة عالية رغم عدد سكانها الضخم الذي يقدر بنحو 235 مليون نسمة، وانعدام مشاهد التسول إلى حد ما رغم انخفاض مستوى المعيشة، فضلاً عن اختلاط الأديان والأعراق وتعددها، إذ تبلغ نسبة المسلمين %87 والمسيحيين %10 والهندوس %2.
ولعل رحلتنا الباكرة من مطار جاكرتا التي استغرقت نحو ساعتين ونصف إلى مدينة مانادو، التي تقع في شمال إقليم "سولاويزي" كشفت عن بعض الحقائق عن ثروات طبيعية سياحية.
هذه المدينة المنزوية في شمال البلاد كانت بصمات وطأتها تحت الاستعمار الهولندي فيما مضى، بارزة بصورة ملحوظة للزائر، إذ اعترتها ملامح أوروبية في الشكل والبناء ووسائل النقل والمواصلات أيضاً، فالحافلات الصغيرة أيضاً كمثيلاتها في هولندا. وثمة أقليات استقرت في هذه المنطقة، منها الصينية، ويعتنق معظم سكان هذه المنطقة المسيحية.
مانادو الهادئة
مانادو الهادئة، اشتهرت بالجزر المحابية لها على الساحل وثرواتها البحرية المكنوزة في أعماق البحار، ويسهل اكتشاف هذا السحر المائي عبر القوارب المتوفرة في الميناء.
كما شرعت الحكومة في حظر صيد الأسماك في هذه المنطقة، ويتكون معظم الشريط الساحلي من غابات "المانغروف" والرمال البيضاء. ونتيجة هذا الامتزاج المفعم بالسحر والجمال تزخر هذه المنطقة بتقاطر عدد ضخم من السياح وهواة الغوص على وجه الخصوص، لاسيما وأنه يسهل مشاهدة طبيعة حياة الحيوانات البحرية بسهولة.
والمثير أن جميع القوارب التي تقل السياح لها صفائح زجاجية من الأسفل تستطيع من خلالها مشاهدة قاع البحر والأسماك، بل تندهش حيناً من المفارقات العجيبة التي ترصدها. فبينما تكون مندمجاً في مشاهدة قعر البحر تتفاجأ أنك تمر على شعب مرجانية قريبة من أسفل المركب إلى حد يشعرك بأن المركب سيصدم بها، وهكذا تتوالى المشاهد على عينيك بين رؤية هوة عميقة وشعب مرجانية قريبة.
فضلاً عن الأسماك المتباينة في ألوانها والمختلفة في أحجامها. كما أن بعض هذه الأسماك قد تكون جديدة على بصرك، واتجهت بعض الآراء إلى أن هناك ثمة نوع من الأسماك النادرة في هذه المنطقة.
شواطئ زرقاء
عند بلوغ شاطئ المحمية، يمكنك العودة إلى البحر لمشاهدة الأعماق، ولكن هذه المرة عن كثب وبلا حواجز، وذلك عن طريق سترة الغوص والمعدات الخاصة بها، إذ يمكن لزوار المحمية استئجارها قرب الشاطئ.
ومما لا شك فيه أن العمق يزداد كلما ابتعدت عن اليابسة، ولكن في "محمية بانكن" الأمر مختلف نسبياً، فالأعماق لا تبتعد كثيراً عن اليابسة، وما أن تسبح قليلاً من الشاطئ وتلقي نظرة على ما يقع أسفل الماء تتفاجأ بأن عمق البحر يقدر بنحو 150 مترا فقط.
وكأنك تسبح في عرض البحر وليس قرب الشاطئ. وفي الوقت ذاته، تستطيع الوقوف على بعض الشعب المرجانية التي تقبع في البحر دون الحاجة إلى السباحة، فهذه المفارقة العجيبة بين الأعماق والشعب المرجانية البارزة من على سطح البحر تجعلك تتفكر في قدرة الخالق عز وجل.
هذه المدينة مانادو، لا تكتفي بعرض سحرها البحري على السياح فقط، وإنما توفر لهم فرصة خوض مغامرة أخرى على سفوح الجبال وفي وغل الغابات. ويبعد من الميناء نحو ساعة ونصف بالسيارة واحد من أكبر الشلالات في اندونيسيا.
وخلال الطريق تشاهد بيوتاً متواضعة البناء والصنع، وحياة بسيطة لناس لا يطمحون سوى لحاجات العيش الأولية، وفي ذيل تلك القرية تتوقف السيارة وتكمل طريقك سيراً على الأقدام نحو نصف ساعة، وعندما تصل إلى محاذاة الشلال تعجز عن الاقتراب كثيراً، بسبب اندفاع تيار هوائي نحوك بقوة، فضلاً عن تصاعد هدير الماء المرعب.
العجيبة الثامنة
مفهوم السياحة لا يقف عند عنصري الترفيه والتسلية فقط، وإنما ينحى إلى حب الاستكشاف والمغامرة، لاسيما وأن اندونيسيا تحض زوارها على خوض تجارب عدة في أجواء مختلفة.
ومن تطأ قدماه أرض اندونيسيا عليه مشاهدة احدى العجائب المحتمل تصنيفها ضمن عجائب الدنيا في جزيرة "تنين كومودو"، التي أطلق عليها هذا المسمى نتيجة استقرار أكبر السحالي فيها، والتي تصنف من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض، حسب ما أكد به موظفو وزارة السياحة، فضلاً عن المساعي في إدراج هذا النوع من الحيوانات ضمن عجائب الدنيا. والغريب أن هذا النوع من الحيوانات أو السحالي تحديداً لا يتواجد إلا في إندونيسيا، وتحديداً في جزيرتي كومودو وجزيرة أخرى.
ويستطيع السائح الوصول إلى هذه الجزيرة عن طريق السفن الراسية على ميناء "لابوان باجو"، حيث عليه أن يبحر نحو 6 ساعات إلى هذه الجزيرة. وعند بلوغ مرسى الجزيرة، يقدم المرشد السياحي نبذة عن الجزيرة وحيوانات "كومودو" المهددة بالانقراض.
وبأنها من سلالة الديناصورات، والمثير في الأمر أنهم وضعوا لوحا من الخشب في صدر الجزيرة مخطوطا فيها أسماء الأشخاص الذين التهمهم هذا الحيوان بدءاً من السبعينات إلى عامنا هذا، فضلاً عن الجماجم المعلقة خلف الحائط.
ولا تحتوي الجزيرة على هذه السحالي العملاقة فقط، وإنما تزخر بحيوانات عديدة، منها المفترسة والأليفة، وبعد العصر يمنع تجوالك في الجزيرة نتيجة انتشار الأفاعي على الأشجار وخروجها في هذه الأثناء. أما حيوان الكومودو ستجده نائماً تحت الأشجار أو يتنزه في أرجاء الجزيرة.
ويُفضْل قضاء ليلة هادئة للاسترخاء على ظهر المركب، خاصة وأن التنقل بين الجزر يحتاج إلى ساعات، والمبيت في عرض البحر وسط هذا الأرخبيل الساحر يوفر لك متعة حقيقية لمشاهدة صورة طبيعية ثلاثية العناصر من القمر والنجوم والبحر.
بو نشاك
تقع هذه المنطقة على بعد ساعتين بالسيارة من المطار، ولك أن ترى جمال طبيعتها الخلابة التي تحيط بهذه البقعة الجبلية الخضراء، سواء من جري الأنهار أو توفر الشلالات فيها، وفرصة الدخول إلى عالم السفاري لمشاهدة الحيوانات عن كثب، علاوة على فرصة تناول الغداء في بحيرات تقع بين الجبال. والجدير أنه ثمة مطاعم تقع على مرسى البحيرات، تقدم لك حرية صيد الأسماك من الأحواض واختيارها بنفسك.
إلى جانب هذه الأماكن السياحية، تتمتع بونشاك بوجود حديقة الحيوانات "السفاري"، والتي تضم فيها مجموعة من الحيوانات المفترسة والأليفة، وتستطيع شراء بعض الطعام والخضار قبل دخول "السفاري" لإطعامها عن كثب، إذ تجوب الحديقة عبر السيارة وليس مشياً على الأقدام.
أما عشاق المغامرة والأخطار، فإن اندونيسيا بصفة عامة وبونشاك على وجه الخصوص تتوفر فيها بعض الفرص لممارسة بعض الرياضات الخطرة، كالطيران من على سفح الجبل إلى الأرض عبر "الباراشوت" بشرط وجود تيار هوائي، ويكون برفقة المغامر مدرب احتياطاً.
أجمل مرسى
لعل من أجمل الصور الجمالية التي قد تلوح لعين السائح، مشاهدة الغروب على مرسى أنشول والاستمتاع بتناول أشهى أنواع الطعام والمثلجات أثناء طمس السماء بلون الشفق الأحمر. كما يمكن زيارة الجزر القريبة من شاطئ أنشول.
والتي تختلف المسافة إليها، وأشهر الجزر القريبة جزيرة "أير"، وحري بالسائح زيارة بعض المكاتب المخصصة لنقل الركاب والاطلاع على العروض، إذ يمكن زيارة جزر عدة في وقتٍ واحد أو الاكتفاء بجزيرة، وذلك عن طريق المكتب.
وثمة بحيرة صناعية تتوثب قلب أنشول، بإمكانك استئجار قارب يجدف بالقدمين والتجوال بأنحاء البحيرة، تجربة جميلة تلاءم الأطفال والكبار على حدٍ سواء.
أكبر مسجد
مسجد الاستقلال في اندونيسيا هو أكبر مسجد في جنوب شرق آسيا، ورابع اكبر مسجد في العالم بعد الحرم الشريف بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
وأطلق عليه هذا الاسم نتيجة بنائه بعد استقلال إندونيسيا من الهولنديين وتكلف بناؤه 12 مليون دولار أميركي، ويعتبر أحد معالم العاصمة جاكرتا، حيث يقع في قلب المدينة الصاخبة، وترى مأذنته من على مسافة بعيدة.
وكان اختيار اسم الاستقلال تخليدا لكفاح ونضال الشعب الإندونيسي لأجل تحقيق الحرية، حيث أقيم المسجد على نفس الموقع الذي كانت عليه قلعة مقر الحاكم الهولندي.
«بالي الساحرة»
تقدم هذه المدينة وجبة دسمة من الفعاليات والمعالم السياحية لمرتاديها، وقد يكون طابعها السياحي مختلفاً عن المناطق التي أسلفنا في ذكرها، إذ تعج هذه المدينة بأعداد غفيرة من السياح الأجانب، ويبقى سر هذا الاستقطاب الضخم ناجماً عن عدة عناصر سياحية كثيرة.
المشهد في مطار بالي مختلف، يثير في نفسك العديد من التساؤلات، حيث ترى نسبة كبيرة من السياح وبمعيتهم ألواح التزلج، وهذا الأمر يدفعك لإلقاء النظرة على الشاطئ أولاً ومن ثم التفرغ إلى المعالم السياحية الأخرى. أما الفنادق في بالي، فهي كثيرة ومتباينة المستوى، ويمكن للزائر اختيار الفندق الذي يناسبه دون مشقات تذكر، فضلاً عن محلات الآيس كريم والمطاعم المنتشرة على الطرقات.
وتستحق بالي أن يطلق عليها "الجزيرة التي لا تنام ليلاً"، إذ توفر بعض الخيارات للزائر مساءً كتناول العشاء على البحر أو مراوحة مطاعم أخرى في قلب المدينة، والتي توفر لمرتاديها الطعام على أنغام الموسيقى الإندونيسية والكلاسيكية العالمية.
وتقع أسواق بالي الشعبية في قلب المدينة، ولها من الأروقة العديدة والمتشعبة، ويختصر لك هذا التناغم بين الأسواق والفنادق والمطاعم عناء استخدام سيارات الأجرة والنقل.
ولا يمكن اختصار وصف هذه المدينة سريعاً، لأنها تتمتع بمواقع سياحية كثيرة، منها حديقة الطيور التي تضم مجموعة ضخمة من الطيور، ومعابد معقدة في الصنع منتشرة على مد البصر في طرقات المدينة، فضلاً عن سلسلة من المناطق الجبلية، التي تأسرك بجمال موقعها وسحر مشاهدها الطبيعية.
ويؤكد موظفو وزارة السياحة أن عدد السياح العرب عموماً والخليجيين على وجه الخصوص إلى "بالي" تقلص في السنوات الثلاث المنصرمة.
المأكولات والأطباق
الطعام الإندونيسي، يتميز بأنه يُمزج في أحيان كثيرة بنكهات سكرية طبيعية، وثمة أنواع من المأكولات غريبة الاسم مثل "دجاج بوب"، وهو عبارة عن قطع من الدجاج المسلوق بماء جوز الهند مع التوابل (أبيض اللون).
وهناك "ساتيه بادانج" وهو عبارة عن قطع من اللحم صغيرة ورقيقة، مسلوقة وليست مشوية، كما هو معروف في صنع الساتيه، وتوضع في العصبان وتخلط بخلطة الساتيه المصنوعة من دقيق الأرز المخلوط بالشوربة والتوابل، فتصير سميكة، وطعمها فريد.
وبمجرد أن تجلس بالمطعم، سيأتيك عمال المطعم حاملين عشرات الأطباق من مختلف الأطعمة ويسارعون برصها أمامك على المائدة او الطاولة، ابتداء من الدجاج ولحم "الرندانج" المتبل الحار، والكوارع على الطريقة الإندونيسية ومختلف الخضراوات، والصلصة الحارة من الفلفل الأخضر، أما المشروبات فسيقدمون لك الشاي الخفيف بدون سكر، ويعرضون عليك قائمة من أنواع العصائر.
عظم سومطرة
جزيرة سومطرة هي سادس أكبر جزيرة في العالم (مساحتها 470000 كم2)، وثالث أكبر جزر إندونيسيا بعد بورنيو وغينيا الجديدة، وتقع في أقصى غربي الجزر الإندونيسية الرئيسية، وذلك إلى الشمال الغربي من جزيرة "جاوة" وإلى الجنوب الغربي من شبه جزيرة الملايو، ويبلغ طولها نحو 1.700كم، وأقصى عرض 400 كم، ويمر خط الاستواء بالقرب من وسطها.
وتمتد سلسلة هائلة من الجبال البركانية التي تسمى جبال بوكيت باريسان مع امتداد الساحل الغربي من سومطرة، وفي هذه السلسلة الجبلية 93 قمة. وتنحدر هذه الجبال تدريجيا من جهة الشرق نحو سهل فسيح. أما من جهة الغرب فتنحدر بشدة نحو المحيط الهندي، وتتكون الجبال أساسا من سلسلتين متوازيتين تفصل بينهما الوديان.
خيمة شيراتون جميرا تحتفي بضيوفها في رمضان
يحتفي فندق ومنتجع شيراتون جميرا بضيوفه خلال شهر رمضان المبارك من خلال خيمة خاصة، تم اعدادها لاستقبال الضيوف على مدار الشهر الكريم. وتتمتع الخيمة التي تقع قبالة الساحل على الخليج العربي بالعديد من المرافق والخدمات التي تجعل منها وجهة مثالية لتجربة مميزة خلال هذا الشهر.
حيث تقدم فيها وجبات الإفطار والسحور في اجواء رمضانية خالصة، حيث تقدم فيها كافة الأطباق والمشروبات الرمضانية المشهورة مثل قمر الدين والكركديه والتمور وحلويات رمضان المعروفة.
ويتواجد في الخيمة المكيفة بالكامل طاقم ضيافة خاص من طهاة الفندق للإشراف على اعداد الوجبات، ليس فقط الرمضانية، بل ايضا لتوفير العديد من الأطباق من مختلف المطابخ العالمية، بما فيها اطباق الشرق الأوسط.
كما تقدم في الخيمة اضافة الى المأكولات المتنوعة والمشروبات العديد من الأنشطة الترفيهية الخاصة بالأطفال، حيث تضم الخيمة غرفة لعب خاصة للصغار تناسب مختلف احتياجاتهم، وتشمل الأنشطة فيها الرسم على الوجوه ورواية الحكايات ومشاهدة الأفلام الخاصة بالصغار وغيرها.
كما يمكن الاستمتاع بتجربة ركوب الجمل، وهي خدمة مجانية توفر للضيوف ولأطفالهم لإضفاء المزيد من المتعة والتجربة الغنية، فضلا عن العديد من الفاعليات والأنشطة الترفيهية.
وتشهد الخيمة اقبالا كبيرا خلال شهر رمضان من قبل اعداد كبيرة من الزوار والعائلات.
ويمكن لزوار خيمة شيراتون جميرا التمتع بهواية ركوب الجمال كخدمة ترحيبية للضيوف، وعلى مدار ايام الأسبوع طيلة الشهر الفضيل. كما تتيح الخيمة للزوار فرصة التبرعات الخيرية للمنظمات والمؤسسات التي تتولى تقديمها للمحتاجين.
وتتوفر هذه الخدمات جميعها بسعر 185 درهماً للشخص الواحد.