لم تكن أذربيجان معروفة على نطاق واسع كوجهة سياحية في السابق، لكنها بدأت بالبروز خلال السنوات القليلة الماضية مع تركيز حكومي على الترويج للبلاد وما تتمتع به من معالم سياحية متنوعة.

وترتبط أذربيجان مع منطقة الخليج بعدة رحلات جوية، وذلك عبر رحلات مباشر للخطوط الأذربيجانية “آزال” وفلاي دبي من دبي إلى باكو، بالإضافة إلى رحلة الخطوط القطرية من الدوحة إلى باكو، كما تخطط طيران الاتحاد لإطلاق رحلتها المباشرة من أبوظبي إلى باكو في شهر يوليو 2015.

تنوع مناخي

تتميز أذربيجان بتنوعها المناخي، حيث تتوزع مناطقها على 9 من أصل 11 منطقة مناخية عالمية، كما تتربع على شواطئ بحر قزوين المصنف كأكبر بحيرة مالحة في العالم، بالإضافة إلى العديد من المعالم التاريخية المصنفة في التراث الإنسان العالمي من قبل منظمة اليونيسكو، إلى جانب المطبخ الأذري الشهير الذي يمزج بين المأكولات الشرقية والغربية.

عاصمة التاريخ

تتميز العاصمة الأذربيجانية باكو بوجهها العصري وروحها التاريخية المغرقة في القدم.

حيث تتداخل الأجزاء الحديثة من المدينة مع الأماكن الأثرية والتاريخية، إذ يمكن لك أن تغادر أحد الفنادق الفارهة وسط المدينة على غرار “فورسيزونز باكو” والذي يوفر أرقى خدمات الضيافة العصرية، لتنتقل بعد عدة أمتار إلى الحارات القديمة مروراً بشارع “زينالي” لتصل إلى برج العذراء الشامخ، وهو أشهر معالم المدينة، شُيِّدَ خلال القرن الثاني عشر ليكون جزءًا من المنشآت الدفاعيَّة للمدينة، وقد أُضيف إلى قائمة مواقع التراث العالمي في سنة 2001م.

يُعدّ أحد أشهر معالم أذربيجان على الإطلاق، وهو يظهر على بضعة فئات من العملة الورقيَّة الأذربيجانيَّة بالإضافة إلى الطوابع الرسميَّة. ويضم البرج اليوم متحفًا تُعرض فيه قصَّة التطوّر التاريخي لباكو بالإضافة لمتجر هدايا تذكاريَّة. وفي موسم النيروز من كل عام تُضاء المجمَّرة الواقعة على سطحه طيلة ليالي الموسم.

أما قصر الشروانشاهانيين، فهو أكبر المعالم الباقية من العهد الشرواني، يقع في وسط المدينة. يحوي المجمَّع عدَّة أبنية من ضمنها القصر الرئيسي والديوان وأضرحة الحكَّام ومسجد الشاه وضريح السيّد يحيى الباكوي وصهريج مائي وبقايا حمَّام.

فنادق عالمية

تعتبر باكو إحدى أبرز وأهم المقاصد السياحيَّة في القوقاز، وتضم نخبة من الفنادق العالمية الفاخرة، وتتميز بعدَّة مواقع سياحيَّة وترفيهيَّة جاذبة، مثل ساحة النوافير في وسط المدينة، وشاطئ ألف ليلة وليلة، وشاطئ شيخوڤ، وبلدة صخور النفط.

تضم المناطق السياحيَّة المجاورة لباكو: جبل النار أو ينار داغ وهو موقع ينبعث منه الغاز المشتعل على الدوام. وفي 2010، أصبحت باكو موطن أكبر سارية علم في العالم بحسب كتاب غينيس للأرقام القياسيَّة بعد افتتاح ساحة علم البلاد أو ميدان بيرق الدولة.

تضمُّ باكو الكثير من مراكز التسوّق؛ وأشهر مركزي تسوّق في المدينة هما مركز “إيه إف” ومركز پارك بوليڤار التجاريين. تضم مناطق البيع بالتجزئة دكاكين تابعة لسلسلة متاجر عالميَّة وعدد من المحلّات الراقية.

واحتلَّت المدينة المركز الثامن والأربعين في قائمة أغلى مدن العالم لسنة 2011 م وفق إحصاء شركة ميرسر لاستشارات الموارد البشريَّة، ويُعدّ شارع نظامي الواقع في وسطها من أغلى شوارع مدن العالم.

وتزخر المدينة بطائفة واسعة من النشاطات الثقافيَّة الشرقيَّة المحليَّة والغربيَّة الأجنبيَّة على حدٍ سواء، حيث تضم المدينة أيضًا عدَّة متاحف مثل متحف باكو للفنون المُعاصرة، ومتحف أذربيجان الوطني للتاريخ، اللذين يعرضان أعمالًا فنيَّة وتحف أثريَّة على التوالي.

اشتهرت مُعظم المواقع الثقافيَّة في المدينة سنة عندما اختيرت باكو عاصمةً للثقافة الإسلاميَّة. كما اختيرت باكو أيضًا لتستضيف مسابقة يوروڤيجن الغنائية الأوروبية سنة 2010.

ناطحات سحاب

بدأت الأنماط المعماريَّة الحديثة والمعاصرة بالظهور في باكو أواخر العقد الأوَّل من القرن الحادي والعشرين. رافق الازدهار الاقتصادي حملةً لإزالة المدينة من بعض المباني التي عفا عليها الزمن، مثل مبنى أطلانط الذي هُدم كليًّا لإفساح المجال أمام تشييد مبانٍ جديدة.

ومن أبرز الأشكال البنائيَّة التي ظهرت مؤخرًا: المباني ذات الواجهات الزجاجيَّة، ومن أبرز الأمثلة عليها: برج شركة النفط الوطنيَّة، وأبراج الشعلة. استقطبت هذه المشاريع العمرانيَّة الجديدة انتباه وسائل الإعلام العالميَّة، فظهرت المدينة في بعض البرامج .

تُشكِّلُ مدينة باكو القديمة، أو باكو المسوَّرة، كتلةً معماريَّةً واحدة متجانسة، فأغلب مبانيها الصامدة وسورها مبنيّ أو مُجدد خلال عهود الخلافات الإسلاميَّة، وقليل منها صامد منذ العهود السابقة للإسلام. ومُعظم الأسوار والأبراج في البلدة القديمة دُعِّمت بُعيد الغزو الروسي سنة 1806.

يُشكِّلُ هذا القسم من المدينة لوحة تصويريَّة متنوِّعة الألوان، فالبلدة شرقيَّة الطراز بالمقام الأوَّل: أحياؤها ضيِّقة تُشكِّلُ متاهةً لغير قاطنيها، وشوارعها مرصوفة بالحجارة والبلاط، وأبرز معالمها قصر الشروانشاهانيين، وخاني كاروانسرايين، وعدد من الحمَّامات، ومسجد الجمعة (الذي كان قد تحوَّل إلى معرض وطني للسجَّاد لفترة من الزمن قبل أن يُعاد تحويله إلى مسجد). في قلب البلدة القديمة أيضًا عشرات المساجد الصغيرة التي تفتقد لشارات تدل عليها وعلى هويَّتها.

تقع باكو في مقاطعة بيلجاه وهي عاصمة أذربيجان. تبلغ مساحتها الإجمالية 86600 كيلومتر مربع تقريباً وتقع على طول الساحل الجنوبي لشبه جزيرة أبشيرون وتحاذي الساحل الأروع بيئيا لبحر قزوين. تشتهر منطقة بيلجاه بجوها الاستشفائي وهي مقر للعديد من المنتجعات الطبية والاستجمامية، وقد تطورت مؤخرا إلى واحدة من المناطق السكنية الخاصة المميزة.

فعاليات ثقافية

ومن أبرز الأماكن الثقافيَّة المرموقة في باكو قاعة أذربيجان الوطنيَّة للأوركسترا، ومسرح أذربيجان الوطني الأكاديمي للأوپرا والباليه. أمَّا أبرز دور السينما فهي دار سينما أذربيجان.

من أهم المهرجانات المحليَّة التي تُنظم سنويًّا في باكو: مهرجان باكو السينمائي الدولي، ومهرجان باكو الدولي لموسيقى الجاز، ومهرجان عيد النيروز، ومهرجان الزهور، ومهرجان المسرح الوطني. وتُقام المعارض المحليَّة والدوليَّة في مركز باكو للمعارض والمؤتمرات.

يتميزّ نمط العمارة في باكو بالغنى والتنوع، فهو يتدرَّج من النمط الإسلامي الفارسي القديم في البلدة القديمة، إلى المباني الحديثة والأبراج الفارهة. وقد شُيِّدت أغلب مباني المدينة المُميَّزة خلال أوائل القرن العشرين، أي خلال الفترة التي دخلت خلالها عناصر معماريَّة أوروبيَّة إلى البلاد لأوَّل مرَّة، وامتزجت مع العناصر المحليَّة لتُشكّل تركيبيَّة متميِّزة.

وبهذا، يُمكن القول إنَّ لباكو مظهرٌ تقليديّ أصيل وآخر مميَّز فريد وليد الامتزاج الشرقي والغربي، مما أكسبها سمعةً مفادها أنَّها “باريس الشرق”.

التقاء الحضارات

تشمل السجلات المكتوبة الأولى لباكو القرون الخامس إلى الثامن بعد الميلاد. ولأنها جسر بين الشرق والغرب، أسرت باكو العالم لعدة قرون كنقطة التقاء للعديد من الثقافات والحضارات. تبرز سماء باكو مدينة تحتضن إمكانات الغد الحقيقية مع الفروق الغنية لما هو قديم وحديث.

من الممرات العجيبة للمدينة القديمة (إيشري شهر) التي تعتبر من مواقع التراث العالمي القديمة لليونسكو في أذربيجان التي تعود إلى القرن الثاني عشر وتضم نحو 50 نصبا تاريخيا ومعلما معماريا، بجانب الجادات البحرية الساحرة لخليج باكو، والمباني الحديثة، المتاحف، المسارح، صالات الحفلات، المطاعم، مناطق التسوق والاستجمام، تعد باكو مدينة نشطة وحيوية تمثل وجهة مثالية للمستمتعين بالإجازات والمسافرين من رجال الأعمال.

ويتسم المناخ في باكو بأنه شبه استوائي صحراوي في الصيف وبارد ورطب أحيانا في الشتاء مع رياح قوية طوال العام. رغم ذلك وعلى عكس العديد من المدن الأخرى ذات المناخ نفسه، لا تشهد باكو صيفاً حاراً جداً. وهذا مرده أساسا إلى خط العرض الشمالي وأنها تقع في شبه جزيرة على شاطئ بحر قزوين.

تتمتع المدينة بطقس لطيف بين شهور أبريل وأكتوبر، في حين تصل درجات الحرارة في الصيف إلى 34 درجة تقريبا. ويمكن للباحثين عن الجمال الطبيعي والسحر الخفي لأذربيجان زيارة مجموعة من مناطق الجذب.

فنادق

«جميرا» تتألق في منتجع بيلجه بيتش

يقع فندق جميرا بيلجه بيتش على بعد 35 كيلومتراً من مركز العاصمة باكو ويطل على بحر قزوين الجميل، الوجهة الأمثل لكل شيء من مؤتمرات الأعمال إلى الترفيه وقضاء العطلات العائلية بين مدينة الألعاب المائية والمسابح والاسترخاء في المنتجع الصحي او الاستمتاع بأشهى الأطعمة في 9 مطاعم متنوعة.

يمكنكم الاختيار من بين 176 غرفة ضيوف (وكل منها تتمتع بإطلالة خلابة على البحر)، أو أحد 14 كوخا تتألف من ثلاث غرف نوم.

أينما قررتم الإقامة، ستستمتعون بسلسلة مدهشة من الخدمات. يمكن للعائلات الاستمتاع طوال اليوم في مدينة الألعاب المائية والمسابح، بينما تتسع قاعة الاحتفالات لما يصل إلى 600 ضيف وتصلح لحفلات الزفاف والأفراح والمؤتمرات والفعاليات وأكثر.

أثناء إقامتك، ستتمتع بمزيج مثير من المطاعم والمقاهي، من تناول الطعام الآسيوي الفخم على سطح الفندق إلى الطعام البحري الطازج على الرصيف إلى الحلويات واحتساء الكوكتيلات في المقهى على قمة المنحدر.

مميزات

باكو الخضراء

تتمتع باكو الكبرى بمساحاتٍ شاسعة من المناطق الخضراء التي حافظت عليها الحكومة بصفتها أراضي مخصصة للمنفعة العامَّة، أو كونها مصنَّفة مناطق خضراء طبيعيَّة. وتعتبر جادَّة باكو إحدى أبرز متنزهات المشاة في المدينة، وهي تمتد بمحاذاة واجهتها البحريَّة.

تضم الجادَّة متنزهاً ترفيهياً، ونادياً لليخوت، ونافورة موسيقيَّة، وتماثيل، ونصب تذكاريَّة. يُفضِّلُ هواة الرياضة والمشي التجوّل في هذا المتنزه عوض غيره من المتنزهات نظراً لمساحته الكبيرة وأشجاره الكثيفة التي تضيف عليه رونقاً وجمالاً. ويقع مركز المقام الدولي الأذربيجاني بالقرب من هذا المتنزه.

من أبرز المتنزهات والحدائق الأخرى: متنزه حيدر علييڤ، ومتنزه صمد وركون، ومتنزه ناريمانوڤ، ورواق الشرف، وساحة النوافير، وممر الشهداء، والأخير كان يُعرف سابقاً باسم متنزه كيروڤ، وهو مُكرَّس لذكرى شهداء حرب ناغورنو قره باغ، وقتلى السبت الأسود البالغ عددهم 137 شخصاً.