تعتبر اليونان من أجمل بلدان البحر المتوسط وبحر إيجة والقارة الأوروبية لكونها تحتوي على العديد من الجزر التي تكاد لا تعد ولا تحصى (وتقدر تقريبياً بأكثر من 2000)، فضلاً عن ارتباط مدنها بالتاريخ ارتباطاً وثيقاً. فالعاصمة أثينا مثلاً، تبلغ من العمر أكثر من ثلاثة آلاف عام وتضم معالم سياحية آخاذة مثل الأكروبوليس والنصب التذكارية مثل نصب فيلوبابوس والمتاحف مثل متحف أثينا فويروس وساحة سينتاغما وسط المدينة. ويقع مبنى البارثينون على قمة الاكروبوليس وتم بناءه في 447 قبل الميلاد. والسير في أثينا له طابع خاص بالنسبة للسياح من الشرق الأوسط، لأن المدينة تجمع ما بين ميزات مدن الغرب الحضارية وعبق ماضي الشرق وسحره. فالتجول في شوارعها الضيقة والاسترخاء في مطاعمها على جنبات الطرق المرصفة والسمر والسهر في ليالي صيفها بهوائه العليل له نكهة رائعة تنقل السائح إلى تجربة لا تنسى.

وهناك كذلك مدينة سالونيكي وهي ثاني أكبر مدن اليونان وتقع في شمالها وتأسست العام 315 قبل الميلاد وتمتلك تاريخ عريق وغني بالحضارة وتضم العديد من الآثار اليونانية والرومانية والبيزنطية والعثمانية وتضم العديد من المعالم الجميلة مثل البرج الأبيض والذي يعود تاريخه للقرن السادس عشر والمتحف الأثري والبلدة العليا المليئة بالبيوت القديمة التقليدية والشوارع المرصوفة بالحصى بالإضافة لوجود الأسواق والمقاهي والمطاعم الفاخرة التي تقدم أشهى المأكولات وأطيبها كما يقام فيها العديد من الإحتفالات والمهرجانات الدولية التي تبعث البهجة والسرور في نفوس زائريها. وبإمكان الزائر اليونان أن يعرج إلى مدينة ميستراس التي تقع بالقرب من مدينة سبارتا القديمة وكانت عاصمة للبيلوبونيز ثم دخلت فى الحكم العثماني حتى العام 1832، ما يعني أن التاريخ ترك بصمته بين جنباتها بحسب كل حقبة مرت عليها.

وأيضاً، لا بد من زيارة مدينة هيراكليون عاصمة جزيرة كريت وهي الأكثر شهرةً كموقع للعصر البرونزي. ويعود تاريخ بناءها إلى ما بين 1400 - 1700 قبل الميلاد. وهي عبارة عن متحف مفتوح في الهواء الطلق وتضج بالمتاحف مثل متحف التاريخ الطبيعي ومتحف الهيراكيلون وموقع كنوسوس وهو أكبر موقع أثري في العصر البرونزي.

جزر اليونان

ولجزر اليونان وهج لا مثيل له. وتتفاوت المسافات فيما بينها، فبعضها يقع على مسافة قريبة من العاصمة أثينا والبعض الآخر يحتاج إلى الطائرات الصغيرة من خلال الرحلات الداخلية أو السفن والقوارب السياحية. ولعل أشهرها جزيرة سانتوريني. فمناظرها الخلابة ومنازلها البيضاء المطلة على البحر مشهورة إلى الحد الذي أصبحت معه ملازمة لصور بطاقات البريد التي تباع في اليونان وحول العالم. ولا شك أن مشهد غروب الشمس فيها يعد من أجمل المناظر الرومانسية في العالم. وتملك الجزيرة طبيعة بركانية جميلة وتنوعاً كبيراً في الشواطئ.

وكذلك، فإن جزيرة ميكونوس تعتبر من أجمل مناطق بحر إيجه. وفيها تشكيلة فريدة من العمارة الرائعة جعلت منها منطقة ذات جذب سياحي بخصوصية  عالية. وتنافس ميكونوس جزيرة ايبيزا الإسبانية في جمالها وحياتها الليلية الصاخبة. ومن أبرز معالمها المتحف الأثري في هورا بما يضمه من منحوتات ومزهريات وتماثيل.

من ميكونوس، إلى كريت التي تعتبر مركزاً اقتصادياً مهماً كما أنها أكبر الجزر اليونانية من حيث المساحة وهي أحد معاقل الحضارة اليونانية القديمة، ولها مكانتها الخاصة في صناعة سياحة اليونان. وتبرز الحياة النباتية والحيوانية الفريدة في كريت جمال الطبيعة فنجد أشجار الأرز والزيتون والنخيل. ويمكنك الاستمتاع بالشواطئ الجميلة أو زيارة الجبال والوديان الخصبة ومنابع المياه.

وهناك أيضاً جزيرة رودوس بتاريخها الغني وتجمع ما بين المزيج الحضاري بتأثيراتها اليونانية والإيطالية والعثمانية وواحات الاستجمام والاسترخاء ومقاصد عشاق المتعة والمغامرة، كل ذلك وسط كروم العنب وبساتين أشجار السرو والصنوبر والليمون والزيتون الذي تشتهر به اليونان.

وأخيراً وليس آخراً، لا يمكن للسائح أن لا يزور جزيرة كورفو التي تعاقبت عليها الحضارات المتنوعة وتعتبر حديقة مفتوحة في الهواء الطلق لما تتضمنه من تشكيلة واسعة من أصناف النباتات، لاسيما الزيتون البري والزيتون العادي والإجاص والرمان والتفاح والتين والعنب، حيث اشتهرت عبر التاريخ بتجارة زيت الزيت وجوزة الطيب.