يعد قطاع السياحة المصدر الثاني بعد النفط في دول مجلس التعاون الخليجي ، حيث تسعى من أجل التطوير والترويج للأماكن السياحية والمضي قدما لمعرفتها عالميا . و من هذه الدول سلطنة عمان التي تتميز بموقعها الجغرافي تحدها دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية من الغرب ومن الشرق بحر عمان والمحيط الهندي ومن الجنوب دولة اليمن ومن الشمال الخليج العربي .
تشتهر سلطنة عمان بالتنوع المناخي ففي الشمال تتميز محافظة مسندم أو شبه جزيرة مسندم كما يطلق عليها البعض بطقسها المعتدل والحار كما أنها تحتوي على بيئة بحرية غنية بالأسماك و الدلافين والزائر لأول مرة يتفاجأ بجبالها الشاهقة التي ترتفع إلى أكثر من ألفي متر عن سطح البحر الذي يحيط بها وتنتشر الجبال بصورة هندسية مرتبة طبيعياً، وتحتوي هذه المنطقة على أهم المعابر المائية وهو مضيق هرمز والجزر المترامية التي ترسم صورة جمالية للمحافظة .
وأيضا الاخوار منها خور نجد ويمكن الوصول إليه إما بحراً بالسفن التقليدية من خصب مروراً على مضيق هرمز ، أو بسيارات الدفع الرباعي من خلال طريق جبلي ممتع ومن خلال هذا الطريق يطل الزائر على منظر بانورامي للخور من ارتفاع 420 متراً يتمازج فيه البحر والجبل بمنظر مهيب. وخور شم ويصل طوله إلى 20 كم ويحوي العديد من القرى، ويمكن الوصول إليه بحراً فقط وذلك عن طريق السفن التقليدية ، ويعد مقصداً سياحياً للتنزه والتخييم ومشاهدة الدلافين.يتوسط خور شم جزيرة صغيرة تدعى جزيرة التلغراف.
ومن المعالم السياحية حصن خصب الحالي الذي بناه العمانيون على أنقاض الحصن القديم الذي شيده البرتغاليون في القرن السابع عشر الميلادي ، و باب فك الاسد عبارة عن تشكيلات جبليه على شكل رأس الأسد، ولوجود كتلتان صخريتان تبدوان وكأنهما فكي أسد مفتوح ، وقرية كمزار التي تقع في أقصى الشمال من شبه جزيرة مسندم، ويمكن الوصول إلى هذه القرية عن طريق القوارب السريعة ، وتظهر القرية كبقعة صغيرة محاطة بجبال وعرة تبدو وكأنها تحاصر المنطقة لتسقط في البحر، ويتكلم "الكمزاريون" لهجتهم المحلية الخاصة والتي يعتقد أنها خليط من العربية ولغات أخرى.
الجبل الاخضر
ويتضح لنا أيضا مناخ أخر وهو مناخ البحر الابيض المتوسط في محافظة الداخلية وبتحديد في الجبل الأخضر وهو جبل يقع في ولاية نزوى وهو جزء من سلسلة جبال الحجر، ويشتهر بتنوع منتجاته الزراعية كالفاكهة والزهور والرمان والخوخ والمشمش واللوز والجوز والورود التي لا يمكن أن تنمو في أي مكان آخر في الخليج العربي عدا الجبل الأخضر نتيجة للطقس المتميز ويبلغ ارتفاعه 3000 متر. ويضيف هذا الارتفاع مناخا فريدا من نوعه بالخليج العربي ، يتميز بإعتدال درجات الحرارة صيفا وبالبرودة الشديدة شتاءً ، حيث تتميز أشجار الفاكهة المتساقطة بتنوع وتعدد أصنافها ويأتي على رأس هذه الأنواع رمان الجبل الأخضر والذي ذاعت شهرته على مستوى دول الخليج العربي، وتوجد أيضا أشجار ذات النواة الحجريه المحلية مثل الخوخ، و المشمش ، وأشجار الجوز الشهيرة وبعض أصناف العنب والتين المحلية .
تشتهر محافظة ظفار بطقسها الموسمي والذي يعرف محلياً "بالخريف"، حيث تعيش أحلى اوقاتها وتكسوها الخضرة ويلف الضباب الأبيض هضابها كما يهطل الرذاذ الخفيف ليلطف الجو، ويقصدها العديد من الزائرين خصوصاً من داخل عُمان ودول الجوار، وتتميز أرض ظفار من القدم بشجرة اللبان التي ساهمت بالتواصل بين الحضارات وتشير بعض المصادر إلى أن اللبان استخدم في بخور عرش النبي سليمان، وتذكر المصادر أيضاً أن الإمبراطور (نيرون) أحرق في وفاة زوجته ما يعادل محصول جنوب الجزيرة العربية من اللبان، ومن الثابت إلى اليوم وجود هذا البخور في الفاتيكان، في روما.وتوجد الكثير من المعالم السياحية الاخرى اللتي تتميز بها ظفار منها سوق الحافة و سوق الحصن و خور المغسيل و البليد أهم ميناء على بحر العرب قديما و محمية خور البليد و جبل سمحان و كهف المرنيف وجزر الحلانيات و ضريح النبي هود وقبر النبي عمران و محمية خور روري ووادي دربات .
جزيرة مصيرة
هي جزيرة تقع جنوب شرق عُمان، وتتبع إدارياً محافظة جنوب الشرقية ، وتوجد حولها عدة جزر أخرى أهمها : مرصيص – شعنزي وكلبان، وتعد جزيرة مصيره أكبر جزيرة في عُمان وتمثل معلما بارزا وسط البحر فتبدو للناظر مثل جوهرة وسط المياه الزرقاء، كما أن الزائر يذهله جمال الطبيعة الخلابة التي تتمثل في تنوع البيئات بها فتوجد البيئة البحرية التي تشكل الغالبية العظمى لها كما توجد بها البيئة السهلية الصالحة للزراعة فترى أرضا بكرا تنمو فيها الأعشاب أوقات هطول الأمطار، وللبيئة الجبلية موقع في تلك الجزيرة حيث ينتشر عدد من الجبال على رأس حلف وراسيا والعيجة وأماكن أخرى.، كما أن جوها معتدل طوال العام .
الاشخرة
تعتبر نيابة الأشخرة التي تتبع ولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية أحد أهم وأشهر الوجهات السياحية في فصل الصيف، حيث يهب نسيمها العليل والذي يتأثر بموسم الخريف في محافظة ظفار ويعتبر النسيم البارد الذي يهب على المنطقة هو أبرز المقومات التي تستقطب السياح لنيابة الأشخرة حيث تتمتع هذه النيابة بوجود السواحل البكر ذات الرمال الذهبية الناعمة والتي تأوي إليها الكثير من تجمعات الطيور. تبعد الأشخرة بحوالي 30 كم عن ولاية جعلان بني بوعلي وقد عرفت بهذا الاسم نسبة إلى كثرة نمو شجرة الأشخر.