تحول مناخي لافت يجعل من «صلالة» مقصداً للسياح من كافة أنحاء المنطقة خلال فصل الخريف الذي يعتبر ذروة الموسم السياحي حيث تتجسد الطبيعة بكافة أشكالها خلال هذه الفترة التي تبدأ من منتصف يونيو وتستمر حتى منتصف سبتمبر.



وتعتبر صلالة من الأماكن السياحية التي يفضلها السائح الإماراتي خلال الإجازات القصيرة وعطلات نهاية الأسبوع بسب سهولة المواصلات البرية والجوية بين الإمارات وعمان بالإضافة إلى قلة تكلفتها سواء فيما يتعلق بأسعار تذاكر السفر أو الإقامة الفندقية.

المناخ



يتميز مناخ صلالة بالاعتدال طيلة أيام السنة، إلا أنها تتأثر بالرياح الموسمية الغربية القادمة من المحيط الهندي حيث تستقبل جبالها الأمطار الموسمية المصحوبة بالسحب الكثيفة والضباب طوال أشهر الخريف (المونسون)، التي تمتد من يونيو وحتى سبتمبر من كل عام. وتصل درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها في فصل الشتاء عند ١٥ درجة مئوية.



وفي الصيف ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات عالية في منطقة الخليج العربي وتمثل صلالة المطلة على بحر العرب ملاذاً لسكان المنطقة من قيض الصيف إذ تتميز بمناخ معتدل نسبيا ما يجعلها وجهة قريبة ومفضلة للسياح الخليجيين.

الطبيعة البكر



صلالة مدينة ساحلية تطل على بحر العرب تحدها الجبال من الجهة الشمالية والشرقية والغربية وهي أهم مدن محافظة ظفار والعاصمة الإدارية للمحافظة وتقع على الساحل الجنوبي لسلطنة عمان ويربطها بباقي أجزاء السلطنة طريق معبد يصلها بالعاصمة مسقط التي تبعد عنها حوالي (1040) كم وتبلغ مساحة منطقة ظفار حوالي 103.8 آلاف كم2 وتمثل 23% من مساحة السلطنة ويقطنها حوالي 189 ألف نسمة.



وتنقسم المحافظة من حيث التضاريس إلى ثلاث مناطق رئيسية هي المنطقة الساحلية والجبلية ومنطقة النجد بادية.



وتزخر صلالة بالعديد من عناصر الجذب السياحية لا سيما الشواطئ الناعمة والصافية، والسياحة الجبلية، والخيران العديدة، والمواقع الأثرية، والدينية والعيون الطبيعية، ويمكن القول إن كل عناصر الجذب والازدهار السياحي متوفرة على مدار العام وتصل إلى ذروتها خلال موسم الخريف.



وتتعدد مواقع الآثار القديمة في ولاية صلالة بصورة لافتة حيث توجد ثلاثة مواقع أثرية في (المغسيل) وآثار جدران قديمة ومقابر لما قبل الإسلام في (رزات) ودحقة ناقة صالح في (الحصيلة) وجدران وتقسيمات سواقي وبئر مياه في مدخل (وادي نحيز) .



وهناك مجموعة من الأضرحة الدينية لكل من النبي أيوب في نيابة (غدو) وهود بن عامر في (قيرون حيرتي) وضريح النبي عمران في (القوف) وضريح جنيد في (الحصن).



وتمتاز صلالة بشواطئها الرملية البيضاء الخلابة التي تمتد لمسافات طويلة ومنها شاطئ القرم جنوب صلالة وشواطئ الخندق وخور البليد في الجنوب الشرقي وشاطئ الدهاريز.



وهناك عدد من العيون والأودية على مقربة من مدينة صلالة باتجاه الجبل، وتعد من أجمل الأماكن الطبيعية الترفيهية مثل عين جرزيز عين رزات عين صحنوت وعين حمران.



وقد أنشـئ بالقــرب مــن بعــض هذه العيــون حدائق ومنتزهات أهمها منتزه عين حمــران وعين رزات التي ينعم زوارها بمناظر العيــون الجارية والخضرة الجبليــة الأخاذة خاصة فــي فصل الصيــف الــذي يعــرف محليــاً بالخريــف.

كرم



ويلاحظ السائح في صلالة الكرم العماني في مشروب النارجيل الذي يؤخذ من أشجار جوز الهند، ولا يكاد السائح يقف في مكان في صلالة حتى يقدم له المشروب ويكاد يباع في كل مكان.



وتكتسي الجبال باللون الأخضر بفعل الأمطار الموسمية التي تهطل عليها وعلى بقية الشريط الساحلي لمحافظة ظفار، وفي أغلب أيام فترة الخريف يغطى هذا الشريط بالضباب ما يزيده جمال.



وتعتبر مراكز التسوق والمحال التجارية في مدينة صلالة من المعالم السياحية التي تشهد تدفق السياح لما تزخر به من المنتجات والصناعات التقليدية في هذا الموسم، خاصة محال بيع اللبان والبخور والصناعات الفضية والفخارية والحلوى العمانية والمنتجات الزراعية التي تشتهر بها المحافظة.

المواصلات

ليس في صلالة نظام مواصلات عامة في داخل المدينة نفسها. ومع ذلك، هناك خطوط حافلات يومية من صلالة إلى هايمة ومسقط ونزوى والبورايمي ودبي والعين والغيداء وغيرها من المواقع. سيارات الأجرة هي شكل آخر معروف من المواصلات العامة.

وفي الغالب تتراوح الأجور من نصف ريال وحتى ريالين اثنين، بحيث يتعلق الأمر بالمسافة أو الهدف. التاكسيات ملونة بالبرتقالي والأبيض وتوفر مواصلات شخصية أو مواصلات جماعية على أساس «سرفيس».

هناك أيضاً الحافلات الصغيرة التي لونها برتقالي وأبيض، وهي مثل سيارات الأجرة لا تحوي عدادات رغم محاولات حكومية عديدة لفرضها. وتتحدد تسعيرة السفرة عن طريق المفاوضات، رغم أنّ السائقين يتقيدون في معظم الحالات بقوانين غير مكتوبة تتعلق بالتسعيرة داخل المدينة. وعلى المرء أن يسأل دائمًا عن التسعيرة الأكثر طبيعية للسفرة في الفندق قبل ركوب التاكسي.

فلاي دبي تعزز سعتها لاستيعاب الطلب

قال سودير سريداران، نائب أول الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في مجلس التعاون وشبه القارة الهندية وأفريقيا، فلاي دبي إن عمان أحد أهم أسواق فلاي دبي وأكثرها خدمة من حيث معدل الرحلات، وذلك بـ 54 رحلة أسبوعياً بين دبي والسلطنة، منها 7 رحلات يومية إلى العاصمة مسقط، و5 رحلات أسبوعية إلى صلالة، بما يعكس الطلب المتزايد على السفر بين البلدين الشقيقين.

وأوضح أن فلاي دبي أضافت رحلتين أسبوعيتين إلى جدول رحلاتها إلى صلالة بدءاً من 01 يوليو 2016، لترفع مجموع عملياتها في عمان إلى 56 رحلة أسبوعية، وقامت بإضافة رحلة يومية إلى §يوليو – 28 سبتمبر لموافاة الطلب على زيارة صلالة خلال هذا الموسم السياحي، لترفع بذلك معدل الرحلات إلى عمان إلى 63 رحلة أسبوعية.

التكلفة المتوسطة

وأضاف أن الإقبال على الوجهات السياحية في عمان من قبل السوق الإماراتية يأتي بسبب العديد من الاعتبارات منها قرب المسافة والتقارب في العادات والتقاليد بالإضافة إلى وجود العديد من الأماكن الطبيعية التي تستهوي العائـلات والأفراد على حد سواء عوضاً عن التكلفــة المتوسطـة للبرامج السياحية في الوجهات العمانية .

مشيــرا إلــى ان سعــر التذكر بين دبي وصلالة على الدرجــة السياحيــة يبــدأ من 715 درهماً وعلى درجة رجـال الأعمـال يصــل السعــر إلــى 2300 درهــم ويختلــف السعــر مــن وقت إلى اخــر حســب حجـم الطلـب.

عمان تكثف جهودها لجذب السياح

قال سالم المعمري المدير العام للترويج السياحي لدى وزارة السياحة العمانية إن السائح الإماراتي يأتي على رأس قائمة الزائرين الخليجيين غير العمانيين لدى منطقة صلالة لا سيما خلال مهرجان خريف صلالة السياحي مشيراً إلى أن السائح الإماراتي بالمرتبة الأولى خلال فترة المهرجان في العام 2014 بما نسبته 13 % من عدد السياح والبالغ عددهم 380 ألفاً و755 زائراً.

وسجل العام الماضي زيادة تقدر بـ 17.7% في أعداد السياح الوافدين إلى السلطنة بواقع 2.4 مليون سائح.

وأشار المعمري إلى ان القطاع السياحي يعتبر أحد أبرز المحركات لتعزيز التنمية الاقتصادية في السلطنة خلال العقود القادمة.

مشيرا إلى ان السياح من الإمارات خلال موسم الخريف الماضي جاؤوا في المركز الثاني مقارنة بالجنسيات الاخرى في حين سجلت الإحصاءات الجديدة ارتفاعاً في عدد الزائرين الإماراتيين حتى اليوم التاسع من يوليو من العام الجاري إلى 5628 زائراً ومن المتوقع زيادة هذا الرقم خلال فترة انعقاد مهرجان الخريف.

وأضاف المعمري ان السياحة العمانية تحرص على الترويج للمقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة في مختلف دول العالم من خلال تنفيذ العديد من البرامج.

وذلك من أجل رفد القطاع السياحي العماني؛ وتعتبر الإمارات أحد أهم الأسواق المصدر للسياح للسلطنة نظراً لعدة عوامل من أهمها الموقع الجغرافي الذي يربط بين البلدين الشقيقين والثقافة المشتركة، ولذلك يأتي السائح الإماراتي على رأس أولوياتنا ونوفر له كافة التسهيلات لزيارة المرافق السياحية في عمان.

وقال نحرص على الترويج للسياحة العمانية من خلال عدة برامج مشتركة بين البلدين سواء على الصعيد الحكومي أو الخاص من أبرزها المشاركة في سوق السفر العربي الذي يعد أحد الأحداث المهمة بالنسبة لنا إلى جانب بعض ورش العمل التي تسلط الضوء على التراث المشترك والعادات والتقاليد العمانية.