توفر دولة الإمارات في فصل الشتاء، تجربة سياحية فريدة ومتكاملة لعشاق الطبيعة والمغامرات، إذ تتميز بجمع التضاريس الجبلية والصحراوية والساحلية في نطاق جغرافي صغير نسبياً، ما يعزز الخيارات السياحية أمام كل الزوار من داخل الدولة وخارجها.
وتعد الإمارات من الدول القلائل في العالم التي تتيح للسائح فرصة التمتع بالوجهات السياحية البحرية والصحراوية والجبلية في وقت واحد، نظراً لاعتدال درجات الحرارة في كل تلك المواقع خلال فصل الشتاء.
وعملت الإمارات على استغلال هذه الميزة لتحويل تلك الوجهات إلى أهم مراكز الجذب السياحية على مستوى المنطقة، لاسيما في ظل ما تحظى به من اهتمام رسمي أسهم في تعزيز مستوى الخدمات والبنية التحتية فيها.
ودخلت المناطق الجبلية بقوة في قائمة أهم مراكز الجذب السياحي في الدولة خلال السنوات القليلة الماضية، وباتت وجهة أساسية للزوار من داخل الدولة وخارجها.
وتعتبر المناطق الجبلية في الإمارات، كنزاً سياحياً نظراً لأجوائها المناخية الجاذبة من حيث درجات الحرارة المنخفضة وتساقط الأمطار، فيما شكلت السنوات الماضية، نقلة نوعية في مستوى الخدمات المقدمة فيها، اعتماداً على المشاريع الاستراتيجية التي شهدتها، ابتداءً من مد شبكات الطرق الرئيسية التي تربط تلك المناطق بالمدن والإمارات الأخرى، وصولاً إلى المشروعات النوعية التي تم الإعلان عنها.
وتتصدر منطقة حتا، قائمة أبرز المراكز السياحية الجبلية في الدولة، إذ يقصدها الزوار للاستمتاع بمواقعها الطبيعية الخلابة، مثل الجبال وسد حتا وبحيرته المائية التي توفر الأجواء المثالية لعشاق التخييم والسباحة ورياضة التجديف.
في السياق، أصبحت مدينة خورفكان ذات الطبيعة الجبلية من المناطق الأكثر استقطاباً للسياح في فصل الشتاء، إذ تعد استراحة السحب من أبرز المشروعات السياحية النوعية التي شهدتها المدينة أخيراً وتقع على ارتفاع 600 متر فوق مستوى سطح البحر، وتتكون من طابقين تتوفر فيهما عدد من الشرفات الداخلية والخارجية التي تتميز بإطلالات رائعة على مدينة خورفكان.
وعلى السلاسل الجبلية في خورفكان، يتربع أيضاً سد الرفيصة بجماله الساحر الذي يخطف الأنظار، وتحولت الاستراحة التي شيدت على ضفافه بين الجبال الشاهقة إلى بؤرة تستقطب الزوار والسياح بفضل ما توفره من خدمات فاخرة.
وتعد محمية وادي الوريعة التابعة لإمارة الفجيرة، من المناطق التي تتميز بتنوع بيولوجي فريد، إذ تعد جبالها الشاهقة وأوديتها مكاناً مثالياً يحتضن مجموعة من الحيوانات والطيور البرية والنباتات والأشجار البرية المهددة بالانقراض، كما أن المناظر الطبيعية الساحرة والمتمثلة بالشلالات والمساحات الخضراء وينابيع المياه العذبة، تجعل من المحمية، واحداً من المواقع السياحية المميزة.
وتبقى قمة جبل جيس في رأس الخيمة، إحدى أهم مناطق الجذب السياحي على مستوى الدولة، بفضل ارتفاعها الذي يناهز 2000 متر وإطلالتها الساحرة على سلسلة جبال الحجر.
ومع حلول فصل الشتاء، تجتذب المناطق الصحراوية في الدولة، محبي التخييم إلى واحاتها وكثبانها الرملية الساحرة ليعيشوا تجارب «البر»، وما تحمله من حنين لتراث الآباء والأجداد وثقافتهم الأصيلة وأجوائهم العائلية الدافئة.
ونجحت الإمارات خلال السنوات الماضية، في تعزيز جاذبية مناطقها الصحراوية بمجوعة واسعة ومتنوعة من المشروعات السياحية التي تعد الأضخم والأكثر تميزاً على مستوى العالم، من حيث ما توفره لمرتاديها من مساحة هدوء منعزل وإطلالات رائعة على السهول الواسعة وسط الجبال الصحراوية في الهواء الطلق، كما توفر لهم إمكانية ركوب الخيل والجمال، أو التجول بالسيارات والعربات السريعة في الطبيعة وبين الكثبان الذهبية أو الخروج في رحلة سفاري صحراوية أو ممارسة فنون الرماية والصيد بالصقور المميزة.
وتضم دولة الإمارات، قائمة طويلة من المناطق الصحراوية السياحية مثل صحراء البداير في إمارة الشارقة، وتلال سويحان وصحراء ليوا في أبوظبي، وصحراء الوادي في رأس الخيمة، إلى جانب محمية دبي الصحراوية.
وتحتل الشواطئ والوجهات البحرية في الإمارات، صدارة الأماكن الأكثر جاذبية للسياح في فصل الشتاء، إذ يقصدونها من كل دول العالم للتمتع بشمسها الدافئة وأجوائها الساحرة.
وتضم هذه الشواطئ والوجهات البحرية، العديد من الخدمات أبرزها الممرات المرصوفة التي تساعد ممارسي رياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية على تلبية هواياتهم، إضافة إلى مكانتها كوجهة مثالية لعشاق الرياضات المائية مثل الغوص وركوب الأمواج وسباقات السفن الشراعية والقوارب.
اقرأ أيضاً: