تتطلع دبي إلى إضافة المزيد من الطاقة الاستيعابية لشركات الطيران، وتراهن على منظومة التأشيرات المتطورة، والإقامات الذهبية، والمرافق والبنية التحتية الراقية وقطاع الضيافة والفنادق المتطور، لجذب المزيد من الزوار ودعم مكانتها وجهة سياحة متوهجة.

ومن بين المناطق التي تستهدفها المدينة أفريقيا، حيث أعلنت طيران الإمارات هذا الشهر اعتزامها إعادة خدماتها إلى نيجيريا اعتباراً من أول أكتوبر المقبل.

وتكثف دبي جهودها الرامية إلى ترسيخ نفسها وجهةً سياحيةً على مدار العام، حيث تروج لرياضات مثل رياضة «البادل»، وهي لعبة رياضية تقع في تقاطع شعبي بين التنس والأسكواش، علاوة على التسوق الداخلي وترسيخ مكانتها وجهة للتجزئة والفعاليات والعروض والمعارض والأعمال طوال العام.

قنوات مهمة

وقال عصام كاظم، الرئيس التنفيذي لدائرة السياحة والاقتصاد في دبي، إن طيران الإمارات وفلاي دبي تعتبران قنوات مهمة لدفع حركة المرور إلى دبي، فيما يساعد موقع الإمارة ومقوماتها المميزة في تدفق الزوار من أنحاء العالم.

وأضاف في مقابلة مع بلومبرج: «عندما يكون الأمر منطقياً من الناحية التجارية بالنسبة للناقلات العاملة انطلاقاً من دبي فإننا نطابق خططنا معاً ونعمل معهم، لكن في الوقت نفسه إذا كانت مقيدة بسقوف أوعوامل النمو الخاصة بها أو استراتيجياتهم الخاصة، فإنه يمكننا التعامل مع الناقلات المحلية والعالمية.

وازدهرت دبي منذ فترة طويلة كبوابة لنقل المسافرين باستخدام مركزها للاتصال بين الوجهات العالمية. ومع تضاعف عدد أسرّة الفنادق المتاحة أكثر من الضعف خلال عقد من الزمن، بما في ذلك المزيد من المرافق للمسافرين ذوي الميزانية المحدودة، تمكنت المدينة من تحويل نفسها إلى وجهة متألقة، تلبي احتياجات كافة الزوار بمختلف فئاتهم وجنسياتهم.

وقال عصام كاظم إن «عدد الزوار المتكررين خلال عام يبلغ الآن 25%».

مدينة التفوق

ودبي هي مدينة التفوق والأرقام القياسية وموطن أطول برج في العالم، وأعمق حوض للغوص، وأكبر شركة طيران من حيث حركة المرور الدولية، فيما تمكنت دبي من تمييز نفسها عن الوجهات الإقليمية الأخرى، التي تسعى إلى تسويق نفسها كوجهات سياحية ومراكز للأعمال، وأيضاً من خلال شركات الطيران الخاصة بهم كقنوات ومحركات للسفر والسياحة.

وقال الرئيس التنفيذي لدائرة السياحة والاقتصاد في دبي، إن السياح الصينيين من بين أولئك الذين اكتشفوا دبي كوجهة، حيث يأتي المزيد كمسافرين مستقلين وليس في جولات كبيرة بصحبة مرشدين.

وتستعد الإمارات، ودبي تحديداً لاستقبال تدفق أكبر للزوار من خلال الإنفاق بشكل كبير على توسعة مطار آل مكتوم الدولي، عبر خطة طويلة باستثمارات ضخمة خلال العقد المقبل، وتمضي دبي الآن في بناء مبنى ركاب جديد في مطار آل مكتوم الدولي كجزء من خطة بقيمة 35 مليار دولار (129 مليار درهم)، تم الإعلان عنها الشهر الماضي.

رقم قياسي

واستقبلت دبي أكثر من 5 ملايين سائح خلال أول 3 أشهر من هذا العام في بداية قوية، ومؤشر على استعادة الزخم السياحي والتحليق إلى مستويات قياسية، وقال كاظم: إن المدينة حطمت الرقم القياسي لعام 2019 في العام الماضي، عندما زارها 17.5 مليون شخص من أنحاء العالم.

وقال عصام كاظم، إن المدينة تمكنت من الحفاظ على جاذبيتها حتى في الوقت، الذي تعاني فيه أجزاء أخرى من المنطقة من التأثير غير المباشر للصراعات في الشرق الأوسط، التي تعيق بعض السياح. وأضاف «لقد نجحنا في إبقاء رؤوسنا فوق كل ذلك. إن هذا يتطلب جهداً بالتأكيد».