قال كريستيان غاتيكر، رئيس الأبحاث، في البنك السويسري الخاص «جوليوس باير»: إن هناك أسئلة تتردد عما يسمى بـ«البجعة السوداء» أو «الأحداث ذات الاحتمالية المنخفضة وعالية التأثير».

مشيراً إلى أن هناك 8 أشياء بارزة محتملة، يمكن أن تحدث في عام 2021. وعند الحديث عن اقتراح استراتيجيات تحوط لكل منها، فإن معظمها وإلى حد كبير، يستبعد بعضها الآخر، ما يعني أنه لا يوجد دواء سحري للتحوط لها جميعاً في الوقت نفسه.

وأشار ماثيو راشتير، خبير الأسهم الاستراتيجي في البنك السويسري من جانبه إلى أنه لا الأزمة المالية الكبرى ولا جائحة «كوفيد 19» يعتبران أحداثاً تندرج ضمن مفهوم «البجعة السوداء»، لأن مثل هذه الأنواع من المخاطر كانت موجودة ومعروفة منذ أجيال، وهذه الأمور الثمانية المحتملة خلال العام هي:

1- نتوقع أن يكون عام 2021 باهتاً تماماً ومخيباً للآمال المرتفعة بعد الخروج من الأزمة، ويتوقع المستثمرون أن تستمر الأمور مفاجئة سواء كان سلباً أو إيجاباً، كما كان الحال خلال الأزمة، لكن التاريخ يروي قصة مختلفة، فبعد التدخلات المكثفة من صنّاع السياسات، تميل الأسواق إلى الهدوء.

ومن خلال هذا المقياس يجب أن يختفي مستوى تقلبات الأسعار بحلول صيف 2021 عندما نتمكن من الدخول في بيئة سوق مستقرة ومملة. واستراتيجية التحوط: «حافظ على وضعك أو كثف التداول إلى أقصى حد ممكن»- بمعنى، إما أن تقبل بيئة التقلب المنخفض وتستجيب من خلال تقليل تكاليف المعاملات، وإما أن تستخدم الحد الأدنى من التحولات من خلال أن تكون أكثر نشاطاً من أي وقت مضى لالتقاط أي اختلافات على المدى القصير.

 2-    دخول موجة ثالثة من الفيروس، وقد يبدو هذا مألوفاً بقدر ما هو مقلق. وفي هذا السيناريو، تظهر موجة ثالثة من فيروس «كورونا» (ربما بسبب طفرات الفيروس)، ما سيتسبب في تجدد القيود قبل طرح اللقاحات. ووفقاً لاستطلاعات المستثمرين التي أجريت في خريف 2020، كانت طفرة الفيروس هي أكبر مخاوف المستثمرين. واستراتيجية التحوط هنا: بناء أصول الملاذ الآمن (سندات الخزانة الأمريكية والسندات الألمانية والذهب وما إلى ذلك) بناء على الأدلة الوبائية.

3-    يدخل الدولار الأمريكي في سوق هابطة، ويضعف بما يتجاوز أي توقعات. وسيكون هذا على الأرجح بسبب خطأ في السياسة مثل تطبيق الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات سلبية على نظامه المصرفي. واستراتيجية التحوط: شراء الذهب و/أو الأصول المقومة بعملات أخرى مع تعرض محدود للدولار الأمريكي مثل الأصول الأوروبية أو الآسيوية المحلية.

 4-    حدوث انتعاشة على غرار عام 2009 لأحجام التجارة العالمية مع المزيد من تبادل تكنولوجيا المعلومات في أعقاب أزمة «كوفيد 19» بما يؤدي إلى نمو أفضل للاقتصادات الناشئة، ويحدث ذلك أكثر على حساب تدفقات رأس المال الحالية إلى سندات الأسواق الناشئة، واستراتيجية التحوط: شراء أصول الانكماش مثل أسهم وسندات الأسواق الناشئة وكذلك فئات السلع؛ وشراء السلع الدورية.

5-    انهيار أسواق السندات، حيث تبدأ البنوك المركزية في الشك في تصريحاتها السابقة والخاصة بأزمة إبقاء أسعار الفائدة منخفضة إلى الأبد، ومن ثم، فإن أسعار أسواق السندات في الواقع الجديد ستنهار مع تحسن آفاق النمو والتضخم، واستراتيجية التحوط: شراء السلع الدورية للأسواق المتقدمة طالما ظل العائد على 10 سنوات وهو في الولايات المتحدة أقل من 5%.

6- استئناف أزمات الأسواق الناشئة يؤدي إلى الانعكاس الوقائي للدعم المالي والنقدي الفضفاض في الأسواق الناضجة، حيث تتجدد تدفقات رأس المال نحو الخارج من الاقتصادات الناشئة، ومع انخفاض أسعار أصول الأسواق الناشئة وارتفاع الدولار الأمريكي مقابل عملات الأسواق الناشئة، سيبدأ المستثمرون في التركيز على نقاط الضعف الخارجية للأسواق الناشئة الفردية مثل تركيا والأرجنتين وإندونيسيا والهند.. إلخ، واستراتيجية التحوط في هذه الحالة: شراء الأصول الآمنة بالعملات الصعبة والذهب.


7-«انصهار» سوق الأسهم على غرار ما حدث في عام 1987 بعد بعض الشكوك، أصبحت سردية TINA (أو ما يعرف بسردية لا يوجد بديل) شعاراً شاملاً للأسواق المالية وترتفع الأسهم أكثر، واستراتيجية التحوط هنا: ضع كل البيض في سلة واحدة وشاهد السلة (وهنا نقتبس من وارين بافيت).


8- أسهم تكنولوجيا المعلومات تواجه لحظتها الحرجة بعد التوصل إلى إجماع حول إساءة استخدام السوق للاحتكارات، وتقوم الإدارة الأمريكية الجديدة بتفكيك شركات تكنولوجيا المعلومات الكبيرة في خطوة غير مسبوقة مماثلة لإجراءات مكافحة الاحتكار في الاتصالات السلكية واللاسلكية أو الصناعات النفطية خلال القرن الماضي، واستراتيجية التحوط: التحول إلى شراء الأعمال التجارية التقليدية في الفترة التي تسبق الحدث، ثم شراء المركز الثاني في جميع أنحاء العالم، وشراء الأجزاء المفككة (أثبت هذا أنه مُجزٍ للغاية).