أكد رشيد فرغاتي مدير شركة «يو بي إس» في منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية أن دبي تعتبر مركزاً أساسياً لتوسيع عمليات وحضور الشركة على طول طريق الحرير الجديد.

وفي تصريحات لـ «البيان» قال فرغاتي إن دبي تقع على بعد 8 ساعات بالطائرة عن دول تحوي ثلثي سكان العالم، وتنتج 65% من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، ما يجعلها المحطة المثالية للشركات الراغبة بتوسيع حضورها العالمي. وأضاف: «بالتعاون مع حكومة دبي، نسعى لدفع عالمنا نحو الأمام عبر مبادرات مهمة، مثل جواز السفر اللوجستي العالمي، والذي يحفّز النمو التجاري إقليمياً ودولياً عبر ربط شبكة من المراكز الضخمة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، مع أفضل القدرات في فئتها لزيادة كفاءة العاملين في التجارة. وبوصفنا عضواً بلاتينياً، ندعم فرص نمو الشركات في وقت تسعى فيه الأسواق العالمية إلى تجديد زخمها للنمو».

وحول عمليات الشركة في دبي والإمارات قال فرغاتي: «تعمل «يو بي إس» في المنطقة منذ عام 1988، ويشغل مقرّها الرئيسي المسؤول عن عملياتها في شبه القارة الهندية والشرق الأوسط وأفريقيا موقعاً استراتيجياً في دبي منذ عام 2013. وتوظّف الشركة أكثر من 540 شخصاً يعملون في مختلف أنحاء دولة الإمارات. وفي عام 2020، قدّم موظفونا عملاً متميزاً في مقرّ الشركة بدبي لتحقيق إنجاز قياسيّ في تقديم عدد الخدمات الأعلى من نوعه في عام واحد. واستجابة لطلب العملاء، شهدت شركتنا زيادة كبيرة في عدد الرحلات التي نسّقتها «يو بي إس» عبر المطارات في الدولة. ونواصل توسيع حضورنا في المنطقة عبر تعزيز علاقاتنا مع كل الجهات في الإمارة، وترسيخ شراكاتنا مع القطاعين العام والخاص، وغيرهم من الشركاء مثل إكسبو 2020 دبي».

التحول الرقمي

وأكد فرغاتي أن أزمة «كوفيد 19» تسبّبت بتسريع الحاجة لاعتماد التحوّل الرقمي لسلاسل التوريد، حيث وضعت الجائحة مرونة سلاسل التوريد تحت الاختبار، وظهرت حاجة مزوّدي الخدمات اللوجستية إلى المسارعة بتطبيق مسيرة تحوّلهم الرقمي، وربط العمليات المنتشرة حول العالم. ورغم أن هذا التوجّه كان سائداً في الفترة التي سبقت «كوفيد 19»، إلا أن انتشار الوباء جعل مسألة التحوّل الرقمي المنشود أكثر إلحاحاً وأهمية. وأضاف: «فوّضت حكومات دول العالم مزوّدين عالميين للخدمات اللوجستية، مثل شركة «يو بي إس»، باعتبارهم «مزوّدين أساسيّين للخدمات اللوجستية»، ما سمح لنا بمواصلة عملياتنا التشغيلية. 

وأضاف: «وعلى الصعيد الدولي، وخلال الربع الأخير من عام 2020، سجّل متوسط الحجم اليومي لأعمال شركة «يو بي إس» زيادة بنسبة 21.9 بالمئة، بفضل نموّ صادراتها في جميع المناطق. ونتيجة الطلب القوي في السوق، والذي شمل جميع الأعمال تقريباً بما فيها خدمات الشحن من آسيا وخدمات الرعاية الصحية التي توفرها شركة «يو بي إس»، حققت سلسلة توريد الشركة وقسمها المخصّص للشحن زيادة في العائدات بنسبة 29%».

تقنيات وشراكات

وحول مدى عودة مسارات الشحن إلى طاقتها التشغيلية الكاملة حول العالم قال فرغاتي: «لا يزال الوضع يمر بتغيرات وتطورات متسارعة، إذ تؤثر مختلف تدابير احتواء الوباء على قطاع النقل بكامله. وتتيح شبكة خدماتنا اللوجستية العالمية والذكية تعديل خطط الطوارئ وتطبيقها، بما يتماشى مع التزامنا بتوفير الخدمات تبعاً لما تسمح به الظروف. ويساعدنا نموذج التشغيل الخاصّ بنا على متابعة إيصال الشحنات لعملائنا. وتستفيد «يو بي إس» من الاستثمارات في شبكتها التي تغطي 220 دولة ومنطقة حول العالم، فضلاً عن التقنيات والشراكات الكفيلة بدعم العملاء الذين نعمل معهم». 

تحول هائل

وبالرغم من عودة القيود المفروضة على الحركة إلى طبيعتها، تشهد البيئة الحالية تسارعاً في وتيرة اعتماد المستهلكين على حلول التجارة الإلكترونية. وهو توجّه يتوقع فرغاتي استمراره على الصعيدين المحلي والعالمي في عام 2021. ومع قضاء الناس لوقت أطول في منازلهم خلال عام 2020 وسط درجات متفاوتة من القيود على الحركة، شهد قطاع التجزئة في الشرق الأوسط تحوّلاً هائلاً. وبحسب استبيان أجرته شركة إرنست ويونغ، غيّر 92 %من المشاركين في الاستبيان في الإمارات والسعودية عادات التسوق الخاصة بهم جراء الأزمة الصحية العالمية، وتحوّلت شريحة كبيرة من المستهلكين إلى حلول التسوق عبر الإنترنت.  

خدمات مستدامة 

وتوقع فرغاتي مستقبلاً ازدياد الطلب على الحلول المستدامة في مجال الخدمات اللوجستية. وفي ضوء الارتفاع الكبير الذي تشهده التجارة الإلكترونية، أصبحت الخدمات اللوجستية الحضرية المستدامة أكثر أهمية من أي وقت مضى ،وتتضمن الخدمات اللوجستية الحضرية عمليات استلام وتسليم للبضائع في المدينة، لتوصيل كل ما يحتاجه العملاء لتعزيز مستويات السعادة والنجاح والازدهار في حياتهم أينما كانوا. ويعتبر الازدحام والانبعاثات الكربونية مشكلتين أساسيتين مرتبطتين بالاستدامة، من شأنهما التأثير على قطاع الخدمات اللوجستية بما فيها الخدمات اللوجستية الحضرية.