كشف استطلاع للرأي أجراه «البيان الاقتصادي» عن أن النتائج القوية للشركات ليست كافية لزيادة الاستثمارات في أسواق المال.
وأن انتعاش التداولات والنتائج النصفية للشركات لا تشجع القراء على زيادة استثماراتهم في أسواق المال المحلية، فيما أكد خبراء أن تخوف شريحة كبيرة من المشاركين من زيادة استثماراتهم في أسواق المال مرتبط بتراكمات سابقة تركت آثاراً نفسية سلبية على المتداولين الأفراد على وجه الخصوص.
وأظهر الاستطلاع - عبر الموقع الإلكتروني لـصحيفة «البيان» - أن 62% من المشاركين في الاستطلاع لا يعتبرون انتعاش التداولات والنتائج القوية للشركات الوطنية سبباً لزيادة استثماراتهم في أسواق المال المحلية، فيما وافق 38% على أن النتائج النصفية المتميزة للشركات الوطنية تشجّع على زيادة استثماراتهم في أسواق المال.
ورفض 61% من المشاركين عبر صفحة «البيان» على «تويتر» أن تكون نتائج الشركات سبباً في تشجيعهم على زيادة استثماراتهم في أسواق المال، فيما وافق 39% على أن النتائج المالية الجيدة للشركات تشجّعهم على زيادة استثماراتهم في أسواق المال.
تراكمات سابقة
ويقول الخبير المالي والمحلل الاقتصادي، وضاح الطه إن نتيجة الاستطلاع التي تظهر خوف شريحة كبيرة من المشاركين من زيادة استثماراتهم في أسواق المال المحلية مرتبطة بتراكمات سابقة تركت آثاراً نفسية سلبية على المتداولين الأفراد على وجه الخصوص.
وأشار إلى حدوث إخفاقات لعدد من الشركات في سنوات سابقة تركت أثراً عميقاً في نفسية المتداولين، وتكرار الآثار السلبية في شركات حدث لها إخفاقات واستنزفت أموال مستثمرين خلال سنوات مضت وتكرار هذه الحالات يتحول إلى نمط سلبي لشريحة واسعة من المستثمرين.
وأضاف أنه يعتقد أن الحل الأساسي في نهضة أسواق المال المحلية وخصوصاً في سوق دبي هو ضرورة ضخ دماء جديدة، وضرورة انتقاء شركات لها تاريخ معروف وسمعة مشرّفة وإدراجها في السوق كإدراجات جديدة، وهذا سوف يخلق تحولاً جذرياً وأسواق المال الإماراتية في حاجة ماسة إلى طروحات أولية لشركات ويفضل أن تكون شركات حكومية لها اسمها الكبير.
مشيراً إلى أن ما حدث على سبيل المثال مع شركة «أدنوك» كان طرحاً متميزاً باعتبار أن الشركة مستقرة وفي حالة نمو، وعلى الرغم من أن الطرح كان محدوداً جداً قياساً برأس المال ولكن هناك ثقة في الشركة.
وقال وضاح الطه: لابد أن يتم طرح حصص من شركات حكومية، والاستفادة سوف تكون للطرفين، لأن هناك شفافية ومساءلة واضحة، وتوقيت في إعلان الكشوفات المالية.
وكذلك هناك تحسن في الأداء، وبالتالي فكرة ضخ دماء جديدة لا تعود بالفائدة فقط على المساهمين ولكن كذلك تعود بفائدة على الشركات الجديدة التي سيتم طرحها للاكتتاب العام، حيث تعتبر الخطوة أسلوب تمويل ولو كان بنسبة محدودة في حالة الطرح، ونحن في أمس الحاجة إلى دماء جديدة لكي يتغير الوضع.
نسب متفاوتة
وقال جمال عجاج في شركة بي اتش كابيتال للخدمات المالية، إن الانتعاش الذي حدث في الأسواق خلال الفترة الماضية لا شك أنه كان بنسب متفاوتة من سهم إلى آخر.
وأوضح أن سوق أبوظبي كان له النصيب الأكبر من التحسن وبقية بعض الأسهم الأخرى تدور في المستويات السعرية السابقة، مشيراً إلى أن أغلب الاستثمارات كانت في الأسهم التي تعتبر نوعاً ما قديمة وبقيت ارتفاعاتها محدودة بعد انخفاضات متتالية في الفترة الماضية.
وأضاف إن بعض الأسعار الحالية ما زالت تشكل لهم خسائر في الاستثمار أما الأسهم التي ارتفعت فكانت شركات مدرجة حديثاً في السوق وخصوصاً في سوق أبوظبي وارتفعت بشكل كبير ساعدت بقية الأسهم الأخرى المدرجة في السوق على التحرك،.
وبالتالي استطاعت معظم الأسهم تحقيق مكاسب سعرية خلال الفترة الماضية، وبما أن قاعدة المستثمرين في سوق دبي أكبر بسبب وجود شركات مدرجة ذات قاعدة مستثمرين كبيرة، بالتالي كان التحسن مقصوراً على عدد أقل من المستثمرين.
وأوضح جمال عجاج أن السوق يحتاج لفترة أطول من التحسن تشمل عدداً كبيراً من الأسهم حتى يتمكن معظم المستثمرين من تحقيق بعض الأرباح أو تخفيض الخسائر التي تكبدتها خلال الفترة الماضية، ولا ننسى أيضاً أن بعض الشركات قد خرجت من السوق نتيجة مشكلات مالية ما شكل خسائر لا تعوض لحملة أسهم الشركات التي خرجت.