يستعد مطار دبي الدولي مع إتمام عامه الـ 61، لاستقبال الملايين من زوار وضيوف معرض «إكسبو دبي»، لصنع علامة فارقة في تاريخ الحدث الأكبر بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، والذي يحمل طموح العالم لرسم ملامح مستقبل جديد للبشرية بعد جائحة «كوفيد 19»، بالإضافة إلى ترك أثر إيجابي لا ينسى في ذاكرة المسافرين، عبر المطار الأكبر في العالم من حيث المسافرين الدوليين.
ومنذ هبوط أول طائرة في مطار دبي في 30 سبتمبر 1960، أقلعت رحلة اللامستحيل التي بدأت من مبنى صغير بطاقة استيعابية 200 مسافر ومدرج من الرمال ليصبح مطار دبي قبلة العالم ووجهته.
وحافظ مطار دبي أكثر المطارات ازدحاماً في العالم بالركاب الدوليين للعام السابع على التوالي، منذ أن تجاوز مطار هيثرو لندن في 2014، وذلك بحسب أرقام مجلس المطارات الدولي التي ترصد أداء قطاع النقل الجوي في العالم. وخطى المطار، خطوات إيجابية نحو التعافي، بعد عام مليء بالتحديات، حيث وصلت حركة المرور السنوية إلى 25.9 مليون مسافر في 2020.
ويواصل المطار رحلة الصعود والارتقاء، على المطارات الدولية والإقليمية الأخرى، مع نجاحه بتحقيق ضعف حركة المسافرين، باعتباره المطار الأكثر ازدحاماً في الشرق الأوسط، مواصلاً الحفاظ على مكانته الدولية، وظل في النصف الأول 2021 أكثر المطارات ازدحاماً في العالم بالركاب الدوليين.
واستفاد من خدمات المطار من انطلاقته نحو 1.135 مليار مسافر وذلك حتى نهاية أغسطس 2021 عبر نحو 7.7 ملايين رحلة جوية ربطت بين أكثر من 240 وجهة في 95 دولة حول العالم، منذ افتتاحه.
وشهد مطار دبي في أغسطس 2021، أعلى عدد من المسافرين الدوليين منذ بداية جائحة «كوفيد 19»، بعدما استقبل قرابة 2.3 مليون مسافر دولي، ليصل إجمالي المسافرين إلى 14.86 مليون مسافر في الأشهر الثمانية الأولى من 2021.
عطلة الصيف
وجاء النمو في أعداد المسافرين خلال الشهر الماضي في ظل ذروة حركة السفر خلال عطلة الصيف ومدفوعاً بالتوسع المستمر في شبكات خطوط الناقلتين الأساسيتين في الإمارة وهما «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»، اللتان تمتد شبكتهما المشتركة إلى أكثر من 168 وجهة حول العالم، إلى جانب المزيد من تخفيف قيود السفر في العديد من الوجهات الرئيسية، علاوة على قرب انطلاق معرض «إكسبو 2020 دبي».
رحلة المليار
ووصل مطار دبي إلى الإنجاز الرئيسي المتمثل في خدمة مليار مسافر بحلول نهاية عام 2018. واستغرق المطار 51 عاماً - من 30 سبتمبر 1960 إلى 31 ديسمبر 2011 - للوصول إلى أول 500 مليون مسافر، لكنه سجل الـ 500 مليون المتبقية في 7 سنوات فقط. واستعاد مطار دبي الدولي نحو 91% من شبكة الربط مع بلدان العالم، و73% من الوجهات، و78% من عدد شركات الطيران التي كانت تسيّر رحلاتها عبر المطار قبل الجائحة.
وبحسب بيانات حديثة لمؤسسة مطارات دبي، وصل إجمالي عدد الوجهات التي تخدمها الناقلات الجوية العاملة في مطار دبي الدولي، حالياً، إلى 173 وجهة، تشغّلها 60 شركة ناقلة جوية وطنية ودولية مخصصة لعمليات نقل الركاب، باستثناء شركات الشحن الجوي.
سنوات من الإنجازات
ويحفل تاريخ مطار دبي الدولي، بأمثلة عديدة على التفكير المستقبلي في أهمية قطاع الطيران والإمكانات التي يتيحها للانفتاح على العالم وضرورة الاعتماد على أرقى التقنيات لخدمة المسافرين وشركات الطيران.
فقد كان أول مطار في منطقة الشرق الأوسط من حيث توفيره الجسور لنقل الركاب إلى الطائرات بدلاً من الانتقال إليها بواسطة الباصات، إلى جانب امتلاكه لأطول برج لمراقبة الحركة الجوية وأكثرها تطوراً عند افتتاح مبنى الشيخ راشد في العام 2000.
وفي 2002 أكَّد مطار دبي دوره الريادي على مستوى الشرق الأوسط مع إطلاق خدمة بوابة الإمارات الإلكترونية لتسهيل حركة وإجراءات المسافرين التي تم تطويرها فيما بعد لتصبح بوابات ذكية على أعلى مستوى من التطور. وفي 2008، تم افتتاح المبنى 3 الذي يُعد أكبر مبنى من نوعه في العالم.
وبعد 3 سنوات فقط، تم افتتاح «الكونكورس ايه»، الذي يُعتبر أيضاً، أكبر مبنى من نوعه في العالم وهو مُخصّص لاستقبال الطائرة «أيرباص أيه 380» الأضخم من نوعها في العالم.
وفي الوقت الراهن، فإن مطار دبي الدولي هو مركز عمليات طيران الإمارات، أكبر ناقلة جوية دولية في العالم، وأيضاً لسوق دبي الحرة أكبر سوق حرة من نوعها في العالم. وفي العام 2014 جاء مطار دبي الدولي في المرتبة الأولى عالمياً بأعداد المسافرين الدوليين. وفي العام 2018 استقبل المطار مسافره رقم مليار.
وقطع المطار شوطاً طويلاً منذ أن كان مجرد مدرج من الرمال المضغوطة، ونجح على امتداد تاريخه في التفوق على كافة التوقعات وحققت نمواً مضاعفاً على صعيد الحركة والخدمة ذات المستوى العالمي، التزاماً بأهداف دبي ورؤية قيادتها الرشيدة الرامية إلى تبوؤ المركز الأول عالمياً بشتى المجالات.
رؤية ثاقبة
وجاء هذا النجاح نتيجة للرؤية الثاقبة للمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي، آنذاك، والذي أدرك الإمكانات الهائلة والفرص المذهلة التي ينطوي عليها قطاع الطيران، وكانت لديه البصيرة لبناء المطار وتعزيز سياسة الأجواء المفتوحة في وقت مبكر من مسيرة التنمية الشاملة في دبي.
واستمرت ديناميكية هذه الرؤية بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، «رعاه الله»، الذي رسخ أهمية دبي ودورها المحوري في قلب صناعة الطيران العالمية.
وكان التاريخ الفارق في قطاع الطيران في دبي بتأسيس «طيران الإمارات» في عام 1985، في انطلاقة بسيطة بدأت بتشغيل طائرة بوينغ 737 وطائرة A300 مستأجرة بين دبي وباكستان، لكن الناقلة نجحت في وضع مطار دبي ودبي على الخريطة العالمية.
نموذج للجودة
عند افتتاحه يوم 30 سبتمبر 1960، كان المطار عبارة عن مبنى صغير ومدرج طائرات رملي مضغوط، ليصبح اليوم نموذجاً لقياس جودة البنية التحتية وسعة نقل الركاب والبضائع ومستويات الخدمة العالية، على الرغم من النمو الذي يتزايد باستمرار.
توقعات إيجابية
يتهيأ مطار دبي الدولي لتسجيل نمو قوي في النصف الثاني من العام الحالي، تزامناً مع الزخم المتسارع في هذا العام الاستثنائي الذي سيشهد انطلاق «إكسبو 2020 دبي»، واحتفالات دولة الإمارات بيوبيلها الذهبي، وفي إطار نجاح الخطط الاستراتيجية للإمارة في إدارة جائحة «كوفيد 19»، وقيادتها حركة التعافي السياحي في العالم.