أكد مشاركون في معرض جلفود 2022 أن دبي تتمتع بمقومات لوجستية متكاملة، ترسخ مكانتها كمركز ثقل على خريطة سلاسل إمداد صناعة الأغذية والمشروبات عالمياً، وتتزايد أهمية الإمارة في ظل التحديات، التي تشهدها حركة الشحن البحري عالمياً في ظل كفاءة العمليات والخدمات اللوجستية، التي تقدمها بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي، الذي يتوسط أهم الأسواق الواعدة وأهم الطرق البحرية، إلى جانب المناطق الحرة المتخصصة، التي توفر بيئة مرنة ومتقدمة للأعمال والتجارة، بما يشمل الاستيراد والتصدير وإعادة التصدير.
وأكد محمد الجرواني مدير المبيعات الإقليمي في شركة فونتيرا النيوزيلندية أن دبي مركز مهم جداً للتصدير وإعادة التصدير، وتتمتع بموقع مميز على خريطة العالم، مما يعزز من دورها بالنسبة للشركات العالمية لخدمة الأسواق الإقليمية وإعادة التصدير إلى آسيا وأفريقيا.
وأوضح أن مقومات دبي اللوجستية تكتسب أهمية حيوية في ظل تطور الخدمات المقدمة في الموانئ والمطارات، والتي تساعد على إعادة نقل البضائع بشكل سلسل وسريع، مما يصب في مصلحة حركة التجارة بشكل عام، وتشكل حلقة وصل بين الأسواق والمستهلك والمورد على حد سواء.
كولومبيا
ومن جانبها أوضحت تاتيانا كوردوبا الممثلة الحصرية في الإمارات وقطر والكويت والبحرين واليمن من قبل «بروكولومبيا»، وهي وكالة تابعة لوزارة التجارة والصناعة والسياحة في كولومبيا، أن دبي شكلت البوابة التي سمحت لكولومبيا بأن تعزز من مكانتها كمركز لوجستي وتجارية، وخلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية زادت صادرات المنتجات الكولومبية إلى دبي، إلى جانب إعادة تصديرها من دبي إلى بقية المنطقة، وسجل أكبر نمو للصادرات الكولومبية إلى دبي في قطاع الأغذية والمشروبات، ولفتت إلى أن جلفود 2022 يشهد أكبر مشاركة للشركات الكولومبية.
وأكدت أهمية المناطق الحرة والمتخصصة في دبي، ومن ضمنها مركز دبي للقهوة، حيث يمر ما يقرب من 15% من الصادرات الكولومبية إلى الإمارات عبر المركز، ومثال آخر هو مراكز قطاع الفاكهة ومركز الزهور في جافزا، حيث يسهم ذلك في إقامة منظومة تجعل من التصدير إلى دبي وإعادة التصدير منها سهلاً للغاية، وأضافت: بالنسبة لنا، هذه هي الطريقة، التي نرى من خلالها أكبر فرصة للشركات الكولومبية، ليس فقط في الإمارات، وإنما السوق الذي تفتحه الإمارات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمام كافة المنتجات القادمة إلى هنا.
وفي ما يتعلق بالمشاركة الكولومبية في جلفود، قالت كوردوبا: نسعى لتسليط الضوء على جودة لحوم البقر الكولومبية، التي تعد أكبر صادراتنا إلى الشرق الأوسط والإمارات بصفة خاصة. وتعتبر القهوة منتجاً آخر نسعى إلى الترويج له بقوة في معرض «جلفود»، من خلال تواجد شركتين تعملان في هذا المجال، وفي العام الماضي نمت صادراتنا للقهوة بنسبة 73%، وتعتبر الفواكه الطازجة أيضاً سوقاً كبيرة جداً بالنسبة لنا، ونرى إقبالاً كبيراً في دول المنطقة على الفواكه الكولومبية، حيث يتجسد ذلك في الزيادة التي سجلتها صادراتنا من الفواكه بنسبة 137% في العام الماضي، ولدينا أيضاً بعض المنتجات الخاصة والحصرية مثل «ساشا انتشي»، التي تعتبر فاكهة عالية الفائدة، وكذلك فاكهة «آساي» (acai) وغيرها، كما أن لدينا زيوت نباتية مستدامة، بالإضافة إلى الحلويات، وتعتبر الحلويات من أقدم الصادرات الكولومبية إلى المنطقة، ويسرنا أن نواصل الترويج لها، وزيادة تعزيز حضورنا ليس من خلال هذه المنتجات وحسب، وإنما من مجموعة من أحدث المنتجات، التي نقدمها من خلال المعارض الكُبرى مثل «جلفود».
إستونيا
قالت مارغي بيلابو، رئيس قسم المبيعات الدولية، مؤسسة «إنتربرايز إستونيا»: إن إستونيا بدأت نشاطاتها مع الإمارات باعتبارها وجهة تصدير رائدة منذ 2019، كما عملت على برنامجاً للأغذية والمشروبات لدعم الشركات بمعلومات واتجاهات السوق، وبناء علاقات وطيدة مع الشركاء المحليين، حيث يتم اختيار جميع الشركات المشاركة بعناية. وأضافت: تلتزم إستونيا بالحلول البيئية المستدامة في سلسلة القيمة الغذائية، وذلك ما يتماشى مع توجهات حكومة الإمارات فيما يتعلق بالأمن الغذائي. تنغرس الاستدامة في جوهر إستونيا ويتم تطبيقها في مختلف القطاعات والممارسات مثل الزراعة الداخلية، وإمكانية تتبع المنتجات إلى المزارع، وتقنيات التجفيف بالتجميد، والذكاء الاصطناعي، وغيرها العديد.
ولفتت إلى أن دبي تعزز موقعها كمركز للأعمال للجميع حول العالم، ويشكل موقع دبي أهمية استراتيجية من حيث التجارة العالمية، حيث إنها تقع بين كل من آسيا وأفريقيا وأوروبا، وترتبط مع أهم طرق الحركة البحرية، كما تتمتع بامتيازات متعددة للأعمال التجارية.
وقالت: إن إستونيا تتميز بطبيعتها البرية والنقية حيث إن أكثر من نصف مساحتها مغطى بالغابات والأراضي الرطبة، وتحتوي على آلاف البحيرات و23% من أراضيها الزراعية عضوية، مما جعل إستونيا واحدة من أكبر دول الزراعة العضوية في أوروبا، وتعد منتجاتها من بين أنظف المنتجات عالمياً. على الرغم من أن إستونيا لا تمتلك منتجات كبيرة أو ضخمة، إلا أن المنتجات الغذائية تعتبر إحدى أهم سلع التصدير. هناك طلب متزايد على الجبن الإستوني، خاصة من الدول المجاورة في شمال أوروبا، فهي المستورد الرئيسي، حيث سجلت نسبة 93%، أي 50 مليون درهم إضافة إلى الحليب الخام ومنتجات الألبان ذات الجودة العالية، والتي بلغت حوالي 840 ألف طن سنوياً بالإجمال. وتشمل سلع التصدير الأخرى الحبوب ومنتجات التوت والزيوت النباتية والعصائر وأغذية الأطفال والمياه المعدنية. تمتلك إستونيا العديد من الخزانات الطبيعية للمياه المعدنية المعتمدة والمعترف بها رسمياً.
وأكدت بيلابو أن الإمارات تعد تمحور الأعمال المركزي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاستيراد والتصدير وإعادة التصدير بفعل بيئة أعمالها المنفتحة. وتواجدت الشركات الإستونية في معرض جلفود خلال السنوات الخمس الماضية مع انطباعات وتعليقات ممتازة، فالمعرض يعتبر حدثاً تجارياً بارزاً ونقطة لقاء رفيعة المستوى. وهذا العام، ضاعفنا حجم جناحنا مع تقديم مجموعة أكبر من المنتجات واستعراض أفضل ما تقدمه دولتنا.
تداعيات الجائحة
أكد مسؤولو أجنحة مشاركة في المعرض أن فترات الإغلاق بسبب جائحة «كوفيد-19» وإيقاف «الترانزيت» والعمالة عن العمل أسفر عن ضعف سلاسل التوريد في العالم، وشكل ذلك مع ارتفاع تكاليف الشحن والطاقة ضغطاً على منتجي الأغذية مما أثر بدوره على أسعار منتجات المستهلكين، وأصبح من الضروري تأمين بدائل في خيارات المصادر والتوزيع، بما في ذلك الوصول إلى عدد من بلاد المنشأة، بهدف ضمان العرض.