تمضي الإمارات بخطى واثقة نحو التفوق والتميز في مجالات التكنولوجيا الحديثة، من بينها نشر شبكات الجيل الخامس التي تتخذها محوراً أساسياً في صلب استراتيجية الدولة للثورة الصناعية الرابعة، التي يتوقع أن تضيف 6.8 مليارات دولار لاقتصاد الدولة بحلول 2031. ومن المتوقع أن تغير هذه التقنية مفاهيم وآليات الاتصال والاقتصاد وحياة البشر عموماً.

ويساعد تبني الإمارات معايير وأساليب مرنة في تنفيذ البُنى التحتية لتقنية الجيل الخامس وآليات نشر شبكاتها في هذه الآونة على ضمان ريادتها في نشر الجيل الخامس على مستوى العالم وتحفيز القطاعين العام والخاص على تبني نهج الابتكار القائم على المعرفة على أجنحة التقدم التقني.

ويلعب قطاع الاتصالات دوراً محورياً في استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، التي تهدف إلى تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة، والمساهمة في تحقيق اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية. كما تُعد دولة الإمارات من بين أسرع الدول في تبني ونشر شبكات الجيل الخامس، مما فتح أمامها آفاقاً جديدة للتطبيقات ضمن أحدث المشاريع في قطاعات الصحة والنقل والتعليم والخدمات اللوجستية من خلال قدرة الجيل الخامس على الربط بين كل شخص وكل شيء تقريباً، بما في ذلك الآلات والأشياء والأدوات الذكية.

ثلاث ميزات

وتقدم شبكات 5G ثلاث ميزات جديدة للمستخدمين هي التقنية اللاسلكية اللازمة لتوفير معدلات نقل بيانات قصوى تصل إلى عدة جيجابت في الثانية، وزمن تأخر منخفض للغاية، واعتمادية محسنة، زيادة حجم سعة الشبكة، والإتاحة المتزايدة، فضلاً عن تقديم تجربة مستخدم مستمرة لمجموعة أكبر من المستخدمين. يسمح الأداء الأفضل مع زيادة الكفاءة من تقديم تجارب استخدام جديدة من نوعها، وكذلك ربط صناعات جديدة بالتقنية.

وفقاً لتقرير فريد عن اقتصاديات شبكات الجيل الخامس 5G، من المنتظر أن يتحقق التأثير الاقتصادي الكامل لشبكات 5G على المستوى العالمي بحلول عام 2035. بالإضافة إلى ذلك، هناك استخدامات أخرى ناشئة وجديدة قد تحتاج إلى مزيد من التعريف في المستقبل. علينا فقط أن ننتظر الوقت ليكشف لنا عن المدى الكامل لتأثيرات شبكات الجيل الخامس على الاقتصاد.

وتقدر «كوالكوم» أن شبكات الجيل الخامس قد تنتج 22.8 مليون وظيفة جديدة، و13.1 تريليون دولار في الناتج الاقتصادي العالمي، ومعدل إنفاق سنوي يصل إلى 265 مليار دولار على البحوث والتطوير فيما يخص شبكات 5G على مستوى العالم على مدى السنوات الـ15 المقبلة.

تطبيقات جديدة

ويوضح أولاجيه ليند مدير الاستراتيجيات للشركة والرئيس التنفيذي لشركة FTFT Capital أنه ومع بزوغ تقنيات الاتصال بشبكات 5G، ستعمل تطبيقات الهاتف الجوّال الجديدة بشكل أكثر فعالية، وستكون مجهزة بشكل أفضل لدمج التقنيات مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي واستخدامها استخداماً كاملاً. وبفضل ما توفره شبكات 5G من سرعات عالية وانخفاض لزمن التأخّر، سيتمكن المطورون من تصميم تجارب مستخدم أكثر ثراءً، لتحدد في نهاية المطاف ما إذا كان المستخدم سيستخدم تطبيقاً ما أو يحذفه تماماً.

ويضيف: «ستسمح شبكات 5G للمطورين بدمج تقنيات أخرى دمجاً أكثر فعالية في تطبيقاتهم. لمزيد من الدقة، سيكون للتطبيقات الجديدة وظائف سحابية. إن القدرة على تطوير تطبيقات لديها إمكانية استخدام السحابة لتخزين البيانات ستغيّر من كيفية استخدامنا للتطبيقات ومتى نلجأ إليها. فمن خلال تخزين بيانات التطبيق في السحابة، سيتمكّن المستخدمون من الوصول إلى التطبيقات الجديدة والاستفادة منها دون تثبيتها فعلياً على أجهزتهم. يعني هذا أن قوة المعالجة والمكونات الداخلية للجهاز لن تتدخل في القدرة على استخدام التطبيق أو مدى فعاليته. مرة أخرى، هذا من شأنه تحسين تجربة المستخدم النهائية.

وبفضل السرعة العالية التأخر المنخفض لشبكات 5G، يمكن للمطورين تقديم تجارب غير مسبوقة للمستخدمين. على سبيل المثال، ستحتاج تطبيقات الفيديو والألعاب الجديدة إلى وقت تخزين انتقالي أقل، مما يسمح بتجارب أكثر تفاعلية وسريعة الاستجابة. ستعمل سرعات الشبكة المتزايدة وسعة تبادل المزيد من البيانات على تمكين لاعبي تطبيقات الأجهزة الجوالة من تنزيل حزم الألعاب من خلال شبكة الجوّال بدلاً من شبكة«الواي فاي».

منهجيات صحيحة

ويقول خبراء إنه وفي الوقت الراهن، أنه في الوقت الذي تواجه صناعة الاتصالات موجة عدم يقين على المستوى العالمي، تبرز الإمارات كإحدى الدول القليلة على صعيد تحديد المنهجية الصحيحة لتنفيذ شبكات الجيل الخامس، خصوصاً فيما يتعلق بتوحيد المعايير والأساليب التي ينبغي اعتمادها في تنفيذ البُنى التحتية لتقنية الجيل الخامس وآليات نشر شبكاتها، حيث أدرك قطاع الاتصالات في الدولة أن تبني منهجيات صحيحة يمكن أن تسرّع أو تُعيق مسارات العمل على الاستفادة من هذه التقنية الثورية خلال العمل على إنجاز التحول الرقمي وبناء الاقتصاد الرقمي.

وفي الآونة الأخيرة أصبح برنامج Open RAN (شبكات الوصول اللاسلكي المفتوحة) موضوعاً ساخناً على الساحتين العالمية والإقليمية، واختلفت الآراء المتخصصة حول جدواه وحقيقة الوعود التي يحملها، ومن ذلك الحد من تكاليف التشغيل بالنسبة لمشغلي الاتصالات، بل وتعدى الأمر ذلك ليصل إلى التشكيك في حصانته وجدواه. ويشير خبراء إلى أن العديد من مزودي خدمات الجيل الخامس قد يواجهون عراقيل جديدة على مدار العام الحالي إن تم تبني منهجية برنامج شبكات الوصول اللاسلكي المفتوحة لوحده. ولربما كان من الحكمة بالنسبة للمسؤولين عن تنظيم وتشغيل شبكات الجيل الخامس التريث وإعادة النظر في تبني هذه المنهجية لأننا اليوم بأمس الحاجة للاستفادة من الابتكارات التقنية المتطورة وفي مقدمتها الجيل الخامس الذي بات أثره واضحاً في تحقيق التطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي.

ويضيف أولا جيه ليند:»فيما يخص منصتنا (FTFTX) حالياً، يبحث فريقنا لتطوير المنتجات في كيف يمكن لتقنية 5G خدمة مستخدمينا خدمة أفضل، بواسطة تقديم تحديثات آنية للمستخدمين عن بيانات العملات المشفرة في أي وقت من الأوقات. توفر (FTFTX) معلومات آنية لسوق العملات المشفرة للأفراد والمستثمرين. تعمل (FTFTX) على دمج البيانات من مختلف مصادر الأصول والبورصات، ومن ثم إتاحتها للمستخدمين. إن الوصول إلى بيانات موثوقة ومحدّثة يساعد المستثمرين على الاستجابة السريعة لتغيرات السوق ويمكنهم من اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة”.