أطلقت غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، تقريراً حديثاً، أمس، بالتعاون مع «مايند ذا بريدج» و«كرانش بايس» حول المشهد العام للشركات الناشئة سريعة النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث أظهر التقرير ريادة دبي ودولة الإمارات في مجال الشركات الناشئة ذات النمو السريع.

حيث عززت دبي مكانتها كعاصمة عالمية تقنية للشركات الناشئة سريعة النمو باستحواذها حتى ديسمبر 2021 على 39% من الشركات الناشئة ذات النمو السريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أي 229 شركة، ومستقطبةً حوالي 57% من إجمالي التمويل الذي حصلت عليه الشركات الناشئة ذات النمو السريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أي 5.2 مليارات دولار.

طاولة مستديرة

وجاء إصدار التقرير أمس على هامش طاولة نقاش مستديرة نظمت في مقر غرفة تجارة دبي بحضور معالي عمر سلطان العلماء، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، وحمد بوعميم، مدير عام غرف دبي، وأكثر من 50 مشاركاً من الشركات الناشئة وأعضاء المجلس الاستشاري لغرفة دبي للاقتصاد الرقمي وممثلي القطاع الخاص بالإمارة.

ومقارنةً بالدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما يتعلق بالشركات الناشئة ذات النمو السريع، احتلت الإمارات مركز الصدارة في الابتكار المحلي بالشركات الناشئة ذات النمو السريع، حيث تضم 251 شركة ناشئة ذات نمو سريع (تستحوذ على 43 % من إجمالي العدد البالغ 587 شركة ناشئة ذات نمو سريع)، ونجحت مجتمعة بجمع تمويل بقيمة 5.4 مليارات دولار (حوالي 60 % من الإجمالي البالغ 9.1 مليارات دولار).

ويتحدث التقرير عن مشهد الشركات الناشئة سريعة النمو في منطقة الشرق الأوسط، باعتباره ما زال في مراحله الأولية مقارنة بمنظومات ريادة الأعمال الأخرى في المناطق العالمية كالولايات المتحدة وأوروبا، حيث بيّن التقرير أن الإمارات تقود زخم نمو هذه الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

تمويل

وأظهر التقرير أن الشركات الناشئة بغرض الحصول على التمويل المطلوب، تلجأ للانتقال إلى خارج حدود بلدها، مع الحفاظ على وجودها في بلد المنشأ، حيث بيّن التقرير وجود 26 شركة ناشئة ذات نمو سريعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نقلت مقرها الإقليمي، وتصدرت الإمارات باستقطابها 8 شركات من الـ 26، تليها السعودية بـ 7 ثم مصر بـ 4 شركات.

رؤية

وفي كلمة افتراضية له خلال إطلاق التقرير، أكد معالي عمر سلطان العلماء، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، أن نتائج التقرير تعكس الجهود المبذولة لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بتعزيز مكانة دبي كعاصمة للاقتصاد الرقمي وتحولها إلى لاعب أساسي وجوهري في منظومة ريادة الأعمال والخدمات الذكية، معتبراً أن استقطاب الشركات الناشئة ذات النمو السريع، وتوفير بيئة حاضنة لها يشكل خطوة أساسية لترسيخ هذه المكانة على الساحة العالمية.

وأكد أن 2021 كان عاماً استثنائياً للشركات الناشئة، خصوصاً مع تأسيس غرفة دبي للاقتصاد الرقمي وإطلاق العديد من المبادرات والبرامج الداعمة للشركات الناشئة، حيث باتت دبي وجهة مفضلة للعديد من رواد الأعمال الراغبين بالانطلاق إلى العالمية من بوابة دبي، معتبراً أن التقرير يشكل قاعدة متينة يمكن البناء عليها لتعزيز بيئة ومنظومة ريادة الأعمال.

وقال: ستشهد الفترة المقبلة تكثيفاً لجهودنا، حيث إن توفير البيانات والإحصاءات يعتبر جزءاً أساسياً من عملية تأسيس وتطوير وتمويل الشركات الناشئة، وعاملاً مهماً لاستقطاب الشركات الناشئة الرقمية. وبالتأكيد فإن جهودنا ستتوسع لتغطي مجالات أخرى تحتاجها الشركات الناشئة لتعزيز حضورها وتوسعها.

عوامل

وأكد حمد مبارك بوعميم، مدير عام غرف دبي، أن المكانة المتميزة التي احتلتها دبي ودولة الإمارات على خارطة المشاريع الناشئة سريعة النمو في المنطقة يأتي بسبب عدد من العوامل أبرزها رؤية القيادة الرشيدة والبنية المحلية المحفزة لهذا النوع من الشركات، والتحول الرقمي بسبب جائحة كورونا، واستحداث استراتيجيات وحوافز جديدة مثل الإقامة الذهبية والتأشيرات الخضراء وتأشيرات رواد الأعمال والعمل الحر وغيرها التي شكلت عوامل جذب للشركات الناشئة.

وتحدث التقرير عن جولات التمويل في المنطقة، وأهم جولات التمويل المعلنة، وعمر الشركات الناشئة سريعة النمو، مبيناً أن 61% من الشركات الناشئة سريعة النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يقل عمرها عن 6 سنوات.

بالإضافة إلى استعراض المدن التي تستضيف العدد الأكبر من الشركات الناشئة ذات النمو السريع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث جاءت دبي في الصدارة باتخاذ 229 شركة ناشئة ذات نمو سريع من الإمارة مقراً رئيسياً لها، تلتها القاهرة بـ 76 شركة ناشئة سريعة النمو، والرياض بـ 72 شركة ناشئة سريعة النمو، وبيروت بـ 44 ناشئة سريعة النمو، وعمّان بـ 28 ناشئة سريعة النمو.

شركات كبيرة

أكد التقرير أهمية وجود الشركات الكبيرة في منظومة الابتكار نظراً لأنها تساهم في تعزيز هذه المنظومة عبر زيادة جاذبيتها للاستثمار، ودعم انتشار وتوسع التكنولوجيا، وتأسيس ودعم شبكات ريادة الأعمال، حيث تستضيف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حوالي 19 من عمالقة التكنولوجيا حول العالم.