أكدت جورجي وولامز، المديرة الإدارية لشركة «كاتش إنترناشيونال»، أن مما لا شك أن أول ما يخطر بأذهاننا عند الحديث عن مفهوم الميتافيرس هو مستقبل الإنترنت وما قد يحمله هذا العالم من إمكانات مختلفة في المستقبل، كونه يوفّر مساحة افتراضية تحاكي بيئة ثلاثية الأبعاد تتيح للأفراد القيام بجميع نشاطاتهم في الحياة الواقعية، مثل العمل واللعب والتسوق والتواصل مع الآخرين، وسط فضاء رقمي باستخدام نظارات وسماعات أو من خلال أجهزة مثل الهاتف المحمول.
ويتيح لنا الميتافيرس أن نصبح جزءاً أساسياً من التجربة التي نختبرها، من خلال ابتكار شخصية رمزية تتيح لنا إمكانات غير محدودة للتفاعل والتأثير في هذا العالم الافتراضي بدلاً من أن نكون مجرد مستهلكين ومتلقين. وبمعنى آخر، تخيّل أن تكون قادراً على زيارة مصرف على كوكب المريخ أو الذهاب إلى مدرسة تحت الماء، لتدرك قوة الميتافيرس ومدى التأثير الهائل الذي سيحدثه.
وقالت: سيتيح لنا التطور المذهل والمستمر لهذه التكنولوجيا التعبير عن أنفسنا بشكل أفضل في البيئة الرقمية، فضلاً عن إمكانية الانضمام إلى الزملاء والأصدقاء والمجتمعات بطريقة جديدة تماماً. وستتسم المنصات والمنظومات بإمكانات تتيح زيادة الوصول إليها وتعزيز مستويات التفاعل وتقييم تجربة العملاء. ويُمكن تلقّي ملاحظات العملاء وآرائهم بشكل مباشر وإن كان بصيغة رقمية تختلف عن خدمات الجيل الثاني من الإنترنت، حيث يتيح الميتافيرس الحضور بشكل افتراضي يشبه الحقيقة للتفاعل مع الشخصيات الرمزية الأخرى، ما يرتقي بتجارب العملاء الشخصية إلى مستويات جديدة ويقدم فرصاً غير مسبوقة.
وأضافت: سيشكل الميتافيرس أداةً مهمةً في مجال التجارة الإلكترونية، حيث يوفر واجهةً متطورةً للنشاط التجاري، ويتيح للعلامات التجارية الوصول إلى فئات جديدة من الجمهور والأسواق من خلال زيادة الاهتمام بمنتجاتهم، وتعزيز مستويات التفاعل مع العملاء بصورة جذابة. وبدأت العلامات التجارية الاستثمار في تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والتجارة من خلال منصات التواصل الاجتماعي والألعاب الافتراضية، وغيرها من الأدوات التي توفر للعميل تجارب أفضل ومتعددة القنوات توفّر مستويات أعلى من السهولة والتخصيص، حيث نشهد طلباً متزايداً من العملاء للتفاعل بشكل أكبر مع العلامة التجارية بغض النظر عن المكان والتوقيت.
تجدر الإشارة إلى أنّ الميتافيرس لن يكون مجرّد منظومة افتراضية في فضاء تخيلي، بل مكان فعلي يتيح امتلاك الأصول الرقمية وتداولها وإنشائها في تجربة رقمية تحاكي الواقع الذي نحيط فيه أنفسنا بأشياء نفضلها ونستمتع بها. كما سيصبح محتوى الواقع الافتراضي والواقع المعزز جزءاً أساسياً من عالم الميتافيرس، على نحو يشبه الصور ومقاطع الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي.
ويُعرّف الواقع الافتراضي بأنه تكنولوجيا تنشئ مساحات رقمية وتتيح الوصول إليها باستخدام نظارات وسماعات، بينما يقوم الواقع المعزز باستعراض المواد الرقمية بصورة حقيقية باستخدام الأجهزة. ونحصل على أحدث أشكال المحتوى التفاعلي التي تدعم التجارب الهجينة والمبتكرة عندما تبدأ العلامات التجارية صُناع المحتوى بدمج هذه التقنيات. وسنشهد قيام مزيد من العلامات التجارية بإيجاد طرق إبداعية للتواصل مع العملاء في ظلّ الانتشار السريع والواسع لاستخدام هذه التقنيات، من مساعدة المشترين على اختبار منتجاتهم وشرائها إلى التعرف على مواقع مختلفة حول العالم، مثل زيارة فنادق رقمية، والقيام بحجز مسبق وحضور مؤتمرات عالمية في بيئات تفاعلية بالكامل.
وتشير التوقعات إلى أن الميتافيرس، الذي لا يزال في مراحله الأولى، سيواصل تطوره خلال العقد المقبل ليمهّد الطريق أمام إنجازات اقتصادية واجتماعية كبيرة في المستقبل. ونشأت فكرة هذا العالم انطلاقاً من الرغبة في الانتقال إلى مجتمعات رقمية تركّز على الأفراد بشكل أساسي، لذا علينا الاستعداد لاختبار تجارب غير مسبوقة عبر الإنترنت بينما نتقدّم أكثر فأكثر نحو ترسيخ مكانة الفضاء الرقمي.