أكد «تقرير سوق العقارات في الإمارات» للربع الأول من عام 2022، الصادر عن شركة «أستيكو»، المتخصصة في مجال إدارة العقارات، استمرار الحالة القوية للقطاع العقاري في دبي وأبوظبي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، نتيجة للمبادرات الحكومية والنمو الاقتصادي والثقة في الأسواق.
تم تسليم ما يقرب من 3800 وحدة سكنية في الربع الأول، موزعة على مناطق مختلفة من أبوظبي. ومن المتوقع بدء تشييد العديد من المشاريع السكنية والمتعددة الاستخدامات داخل مناطق الاستثمار خلال عام 2022.
واستمر سوق تأجير الفلل في تحقيق مستويات جيدة من الطلب، لا سيما في مجمعات الفلل المتطورة في جزيرة السعديات وجزيرة ياس. ونما متوسط أسعار إيجارات الفلل بنسبة 2%، في حين سجلت بعض المشاريع زيادات تقترب من 10% وبلغ متوسط الزيادات السنوي 5%.
في حين ظلّت معدلات إيجارات المكاتب مستقرة خلال الربع الأول من العام الحالي، مع انخفاض سنوي هامشي بنسبة 1% في المتوسط. وفيما يتعلق بأسعار البيع، واصل نشاط سوق مبيعات الوحدات السكنية صعوده خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
دبي
شهد سوق العقارات في دبي خلال الربع الأول ارتفاعاً لافتاً في حجم المعروض من الشقق الجديدة، وتم تسجيل تسليم 6250 وحدة مقارنة بأقل من 4000 وحدة تم تسليمها خلال الربع الأخير من عام 2021، فيما تم استكمال وتسليم 250 وحدة فقط. ومن المتوقع تسليم 29000 شقة و3250 فيلا بحلول نهاية العام الجاري.
وبما يتعلق بقطاع التأجير في دبي، من المتوقع أن تشهد كافة فئات الأصول العقارية الرئيسية ارتفاعاً أكبر بأسعار التأجير، لا سيما في المشاريع عالية الجودة. وقد واصل متوسط معدلات إيجارات الشقق والفلل في النمو خلال الربع الأول من عام 2022، لا سيما في المشاريع عالية الجودة، مع تحقيق كل من الفئتين لارتفاع بنسبة 4% و5% على التوالي.
وكان نمو الإيجارات في سوق الفلل كبيراً إلى حد ما بنسبة 25%، في حين ارتفع متوسط أسعار إيجارات الشقق بنسبة 14%.
ونمت معدلات إيجارات المكاتب بنسبة 4% في المتوسط خلال الأشهر الثلاثة الماضية، على الرغم من أن صافي الإيجارات الفعالة ربما تأثر بحوافز إضافية. وبلغت التغييرات السنوية 6%.
أما أسعار البيع فقد سجلت ارتفاعاً كبيراً، لا سيما فيما يتعلق بالفلل، بمتوسط زيادات ربع سنوية وسنوية بنسبة 5% و40% على التوالي. وكان لارتفاع الطلب القوي على الفلل تأثير مباشر على أسعار بيع الشقق، والتي نمت بنسبة 5% مقارنة بالربع الأخير من عام 2021 وبمعدل 22% على مدار العام.
وتتوقع أستيكو استمرار زخم النمو في 2022، وهو اتجاه تدعمه المشاريع المتوقعة الناشئة عن المبادرات الحكومية مثل برامج التأشيرات الجديدة واللوائح الهادفة لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
إكسبو
جسّد تنظيم إكسبو 2020 دبي نجاح الإمارة بتنظيم حدث عالمي استثنائي بكل المقاييس، حيث أثبت قدرة دبي على تخطي تحديات غير مسبوقة سببتها جائحة «كوفيد 19» عبر تنظيم فعالية عالمية قدمت للعالم نموذجاً يقتدى به. وبفضل استضافة دبي لفعاليات إكسبو 2020، سجل القطاع العقاري مكاسب جمة، وبدأت قبل وصول المجموعات الأولى من الزوار.
فالإعلان عن اختيار الإمارة لاستضافة الحدث في نوفمبر 2013، شكل حافزاً قوياً لسوق العقارات. وكثيراً ما يُستشهد بنجاح دبي في تنظيم الحدث باعتباره أحد العوامل المحفزة، إن لم يكن العامل الأساسي، لانتعاش قطاع العقارات في دبي، والذي بدأ مساره التصاعدي في الربع الأول من عام 2014.
وفي حين لا تزال المعرفة الدقيقة لحجم المنافع والعوائد المالية التي حققتها استضافة إكسبو 2020 قيد الدراسة، فإن المكاسب النوعية واضحة للغاية.
ولا شك أن النتائج الإيجابية التي حققها إكسبو 2020 دبي ستتجلى في مجموعة واسعة من القطاعات خلال السنوات المقبلة. وتشمل المكاسب الملموسة لهذا الحدث تطوير البنية التحتية وإعادة استخدام منطقة الحدث «دستركت 2020» كموقع مخصص للشركات الناشئة.
المناطق الشمالية والعين
شهدت معدلات إيجارات الشقق في المناطق الشمالية تحسناً طفيفاً، حيث بلغ متوسط الارتفاع 2% خلال الربع الأول. وللمرة الأولى منذ خمس سنوات، سجلت معدلات إيجارات المكاتب في الشارقة نمواً إيجابياً خلال الربع الأول وسنوياً بنسبة 3% في المتوسط.
وظل نشاط المبيعات في الشارقة وعجمان قوياً، لا سيما فيما يتعلق بسوق الفلل فيما بقيت أسعار مبيعات الشقق في الشارقة دون تغيير. وبلغ متوسط الزيادات السنوية 8%.
وفي العين، حافظ سوق العقارات على استقرار نسبي خلال الأشهر الستة الماضية، وسجّل تحسناً طفيفاً في الطلب والنشاط عبر جميع القطاعات.