أعلنت "دي بي ورلد"، المزوّد الرائد للخدمات اللوجستية المتكاملة الذكية على مستوى العالم، عن استكمال استعداداتها لاطلاق مبادرة "دي بي ميتا ورلد"، في خطوة جديدة لتعزيز استخدام الحلول الافتراضية في مواجهة التحديات الفعلية لسلاسل التوريد حول العالم.

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تتجه فيه سلاسل التوريد في القطاعات التي تعمل فيها "دي بي ورلد" للانتقال من النماذج التقليدية التماثلية إلى تبني الحلول الرقمية الجديدة، حيث سيتيح هذا المشروع للشركة امكانية قيادة جهود تسريع هذا التوجه من خلال الاستفادة من القدرات غير المستغلّة للميتافيرس، ما يساعد على زيادة الكفاءة والشفافية، تأكيداً على ريادة دبي في توظيف التقنيات الحديثة لدفع مسيرتها التنموية وتمكين فرص الازدهار لقطاع التجارة والأعمال إقليمياً وعالمياً. 

ومن المتوقع إطلاق المنصة في نهاية العام الجاري، حيث تستعرض "دي بي ورلد" حالياً عدداً من أفضل الشركاء العالميين في مجال التكنولوجيا للمساهمة في تطوير المنصة، وتوفير حلولنا المبتكرة في الأعمال التي تعمل فيها المجموعة.

وكشف سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "دي بي ورلد"، عن "دي بي ميتا ورلد"، على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس، وقال: "ننطلق في ’دي بي ورلد‘ من أهمية استشراف المستقبل وتوقعه، لاستباق التغييرات بسرعة والتحرك بشأنها. ونحن على يقين أن القطاعات المستقبلية ستكون مبنية بصورة أساسية على ما يقدمه العقل البشري من أفكار متطورة، ما يوجب علينا المبادرة إلى صياغة وبلورة تلك الأفكار وما يتطلبه ذلك من استخدام الحلول والتقنيات الرائدة في قطاعنا لمواكبة التحوّل التكنولوجي فيه وتحقيق أعلى مستويات الأداء بتقديم خدمات نوعية عالية الجودة والاعتمادية".

وأضاف: "لن يؤدي توسّعنا في مجال الميتافيرس إلى تعزيز تجربة المتعاملين وزيادة الكفاءة التشغيلية فحسب، بل سيسمح لنا أيضًا بأن نكون أكثر استدامةً ومرونةً في المستقبل، وهذا أمر حيوي لجميع عملياتنا العالمية".

أما الأنشطة التي سيتم استكشافها من خلال "دي بي ميتا ورلد" تتعدى وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الواقع الافتراضي الأخرى، والتي ترتبط بشكل شائع مع تقنية الميتافيرس، إلى مجالات جوهرية مثل التعليم والخدمات الحكومية والتجارة. ونظرًا لحجم عمليات "دي بي ورلد" التي تمتد عبر قارات العالم الست، حيث تقوم بإدارة وتشغيل 80 ميناءً وعمليات لوجستية مختلفة، تتخذ الشركة موقعًا فريدًا لمساعدة المتعاملين على تسريع تدفق البضائع إلى شبكاتهم اللوجستية.

مرونة عالية وتكلفة منخفضة

وقال مايك باسكاران، الرئيس التنفيذي لعمليات التكنولوجيا الرقمية في مجموعة "دي بي ورلد": "ستتيح لنا منصة ’دي بي ميتا ورلد‘ توفير حلول سلسلة التوريد بمرونة عالية وتكلفة منخفضة. وستكون الفائدة الفعلية للمتعاملين لدينا في قدرتهم على رؤية وفهم سلسلة التوريد بأكملها، مع وجود وضوح كلّي بشأنها، كذلك إنشاء طرق بديلة لمعالجة الاختناقات اللوجستية. ونتطلع لتقديم هذه الحلول الفريدة للمساعدة في معالجة القيود الفعلية التي تواجهها سلاسل التوريد".

وستستكشف "دي بي ورلد" تطبيقات الميتافيرس ومواءمتها مع الخدمات التي تقدمها، بما في ذلك المحاكاة الافتراضية لعمليات محطات الحاويات والتخزين، فيما يسمى بـ "تقنيّة التوأم الرقمي" -- إصدارات النموذج ثلاثي الأبعاد للأصول الفعلية -- إضافة إلى نظام تفتيش الحاويات والسفن.

وتشمل التطبيقات الأخرى التي تركز على المتعاملين الوصول المحسّن إلى أسواق البيع بالتجزئة، مع إمكانية توسيع المعارض التجارية الخاصة بـ "دي بي ورلد" التي تزيد على 1600 صالة عرض في "سوق التجار" بدبي، إلى عدد غير محدود من المتعاملين من خلال تقديم تجربة تسوّق متميزة.

وستتمكن "دي بي ورلد" من الاستفادة من التدريب الافتراضي الشامل لموظفيها. ففي عام 2021، قام مركز التدريب في الموانئ والمحطات التابع لـ "دي بي ورلد" في جبل علي بتدريب أكثر من 10 آلاف موظف، بواقع 34,880 يوم تدريب مخصص للموظفين. وبالتالي سيؤدي استبدال التدريب الحضوري بالتدريب الافتراضي عبر "تقنية الميتافيرس" إلى تقليل الوقت الذي يستغرقه تدريب فرق العمليات بنسبة 50%، إضافة إلى خفض التكاليف وزيادة الكفاءة وتعزيز السلامة، وتوفير أكثر من 17 ألف يوم تدريب في دولة الإمارات العربية المتحدة فقط.

وسيسهم إطلاق "دي بي ميتا ورلد" في تعزيز استراتيجية الاستدامة، "عالمنا مستقبلنا"، التي تمثل جوهر رؤية "دي بي ورلد" من أجل عالم أفضل وأكثر إنصافًا للجميع، وذلك إلى جانب المزايا الأساسية الأخرى التي ستوفرها للمتعاملين مع الشركة. كما ستسهم "تقنيّة التوأم الرقمي" في تخفيض انبعاثات الكربون عن طريق استبدال السفر الفعلي باستخدام التدريب الافتراضي، فضلاً عن كونها تتوجه نحو تعزيز مواردها البشرية بإتاحة فرص جديدة لمن لم تتوفر لهم في السابق امكانية الانضمام للمجموعة.