ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن «المدينة المُستدامة في دبي» توفر لسكانها مبالغ كبيرة تتراوح بين 25 ألفاً و60 ألف درهم سنوياً، بسبب خفض استهلاك الطاقة، والذي يُعد واحداً من أبرز العناصر الرئيسة التي تُميّز نمط الحياة في المدينة.

وبثت «بي بي سي» عبر موقعها الشبكي تقريراً تلفزيونياً عن «المدينة المُستدامة في دبي». وأفاد التقرير بأن منازل «المدينة المُستدامة في دبي» صُممت على نحو يجعل احتياج سكانها للطاقة أقل، سواء لغرض التبريد أو الإضاءة أو غيرها من الأغراض. 

وأضاف التقرير، أن منازل المدينة مُصمّمة بصورة تخفف احتياجات سكانها من الطاقة، ما يتيح للأسرة الواحدة توفير مبلغ طائل يُقدّر من 25 ألفاً إلى 60 ألف درهم سنوياً. 

واستعرض تقرير «بي بي سي» من خلال مقابلات بعض أنماط السكان في «المدينة المُستدامة في دبي»، ومنهم السيدة الفرنسية، سيلين لامبيرين، والتي انتقلت مع أسرتها من باريس إلى دبي، وفضّل أفراد الأسرة أن يقطنوا في «المدينة المُستدامة».

وتقول لامبيرين: «من الرائع أن تتجنب عناء قيادة السيارة. نحن نستيقظ قبل موعد مدرسة الأولاد بنصف ساعة، ذلك أننا نحتاج إلى دقيقتين فقط بالدراجة للوصول إلى المدرسة، وكافة أنشطة الأطفال قريبة من المنزل».

وأضافت لامبيرين: «نستخدم الدراجات جميعاً، حتى لو بلغت درجة الحارة خارج المنزل 45 درجة مئوية، ذلك أن المسافة بين البيت والمدرسة لا تستغرق سوى بضع دقائق. لذا، فالتنقل لا يمثل لنا أي مشكلة على الإطلاق، ولا يمكنني أبداً أن أستخدم السيارة لمسافة تستغرق خمس دقائق». 

وتابعت لامبيرين استعراض المميزات التي تستفاد بها في إقامتها بالمدينة المُستدامة، فأكّدت أنها بالإضافة إلى المميزات البيئية والاجتماعية التي تنعم بها في المدينة، فهي تجد الحياة بالمدينة أكثر توفيراً أيضاً.

وقالت لامبيرين: «أعتقد أن سعر الإيجار داخل المدينة المُستدامة هو نفسه خارجها تقريباً، إلا أننا نلمس فارقاً حقيقياً وتوفيراً فعلياً عندما يتعلق الأمر بالطاقة، إذ لا ندفع أي شيء مقابل الكهرباء والتدفئة، ذلك أن كل احتياجاتنا منهما تتوفر لنا من خلال الألواح الشمسية».

وأوضح التقرير أن فكرة مدينة في منطقة الخليج العربي لا تدخلها السيارات كانت مرفوضة من حيث المبدأ لدى المواطنين، وغير مُعترف بها أصلاً في ثقافتهم وقت إنشاء «المدينة المُستدامة في دبي»، إذ لا تتيح درجة الحرارة للسكان إمكانية التنقل من دون سيارة، ولكن بعد البدء في تشغيل المدينة، بات العديد من الناس يرغبون بأن يقطنونها من أجل هذا السبب تحديداً، لما يوفره لهم ولأولادهم من حرية وأمان. 

وقالت مروة نحلاوي، مخطط عمراني أول في «المدينة المُستدامة في دبي»: «كانت فكرة تأسيس مدينة خالية من السيارات بالكامل هي التحدي الأكبر أمامنا، ونجحنا في هذا التحدي من خلال تصميم المدينة على نحو يجعل أقصى مسافة يمشيها المرء من سيارته إلى بوابة منزله في المدينة لا يتجاوز 90 متراً.

وعلاوة على ذلك، كافة الطرق داخل المدينة مُظلّلة، إما عن طريق المباني نفسها أو عن طريق الأشجار. وبالتالي، جمعنا السيارات في موقف واحد، ومنعناها من الدخول إلى منطقة الفلل. وبالإضافة إلى ذلك، وفرنا سيارات كهربائية».

وأضافت: «نُعيد تدوير كافة المياه المُستهلكة داخل المدينة، ونستخدمها في ري المساحات الخضراء، والتي لا تحتاج بالضرورة إلى مياه جديدة، الأمر الذي يساعد في تحقيق الوفورات».

وأكّد التقرير أن «المدينة المُستدامة في دبي» تُعد بمثابة التجربة الأولى من نوعها في المنطقة العربية، وتمتد على مساحة 5 آلاف قدم مربعة، وتضم خمسة مجمعات سكنية، مركز لإعادة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤسسة تعليمية وترفيهية، ومركز للتسوّق.