توقعت مصادر محلية استمرار مستويات التذبذب الكبيرة للعملات المشفرة خصوصاً مع مضي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مسار تشديد سياسته النقدية، لافتين إلى عودة سوق الأصول الرقمية إلى الانتعاش أمس بعد الخسائر الكبيرة التي سجلتها العملات الرقمية وفي مقدمتها بيكوين وإيثيريوم وتيزر، مع توقع استمرار تقلبات الأصول الرقمية خلال العام الحالي.
ونصحت المصادر المستثمرين في العملات المشفرة في الإمارات والمنطقة بتنويع محافظهم الاستثمارية، خصوصاً بالنسبة للمستثمرين الذي يتوقعون مستقبلاً أفضل للعملات الرقمية، مشيرين إلى إمكانية الاحتفاظ بنسبة صغيرة من العملات المشفرة في محافظهم واختيار العملات بانتقائية مدروسة.
وأشارت المصادر إلى أنه ومع الإقبال الواضح من قبل المستثمرين الأفراد على الاستثمار في العملات والأصول المشفرة NFT خلال الأشهر الماضية فإن الخطوات التي اتخذتها الإمارات أخيراً بهدف تقنين التداول في الأصول الرقمية ستكون داعماً رئيسياً لاستقطاب المستثمرين الهادفين إلى بناء المشاريع القائمة على بلوك تشين.
وتعاني العملات الرقمية المشفرة منذ إعلان مجلس الاحتياطي الاتحادي الفيدرالي رفع سعر الفائدة على الدولار، الأمر الذي دفع العديد من المستثمرين لسحب أموالهم من «بيتكوين» وضخها في الدولار للاستفادة من سعر الفائدة المرتفع، خصوصاً وسط توقعات باستمرار خسائر السوق.
وقال وائل مكارم كبير محللي الأسواق في إكسنس Exness إن سوق العملات المشفرة عوض نسبة جيدة من خسائره التي بلغت حوالي 59 مليار دولار الثلاثاء الماضي حيث إرتفعت قيمة السوق الإجمالية مجددا إلى 1.239 تريليون دولار، مشيراً إلى أن قائدة العملات المشفرة «بيتكوين» عادت لترتفع نحو 31 ألف دولار للواحدة وشهدت بعض الاستقرار عند 30.5 ألف دولار الأربعاء.
وأضاف: شهدت العملات المشفرة تقلبات قوية خلال الأيام الماضية ولم تستطع اللحاق بالأسهم التي ارتدت لأعلى بشكل واضح وظلت البيتكوين تتأرجح بين مستويات 29 ألف دولار و 31 ألف دولار، والسبب يعود إلى استمرار حالة عدم اليقين لدى المستثمرين، خصوصاً وأنه على صعيد الاقتصاد الشامل فإن الاحتياطي الفيدرالي يتجه إلى تشديد السياسة النقدية بوتيرة قوية، وهو ما دعا إلى تصعيد في الأسواق التي سارعت إلى رفع التوقعات برفع معدلات الفائدة 50 نقطة أساس في كل من اجتماعات أشهر يونيو ويوليو وسبتمبر، وهذا يضع بالطبع ضغوطاً على الأصول المحفوفة بالمخاطر وخصوصاً العملات المشفرة.
عامل «تيرا لونا»
ولفت مكارم إلى أن انهيار عملة «لونا» من شركة «تيرا» الكورية الجنوبية وخسارة المستثمرين الأفراد مبالغ كبيرة جداً أثر سلباً كذلك على ثقتهم في قطاع العملات المشفرة ككل.
وأشار إلى أن معظم التقارير الإعلامية حول العملات المشفرة كانت سلبية خلال الفترة الماضية، وهو ما يزيد في مستوى التخوف لدى المستثمرين، علاوة على أن هنالك شريحة كبيرة تنتظر حدوث تراجعات أكبر في أسواق العملات المشفرة قبل الدخول من جديد.