أبرمت وزارة الطاقة والبنية التحتية، وشركة "Linda" الألمانية، مذكرة تفاهم، بهدف عقد شراكة استراتيجية طويلة المدى قادرة على تطوير مشاريع طموحة داعمة للاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050 ومبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 .
وتركز الشراكة على 4 مجالات رئيسية تتمثل في ابتكار طرق عملية واقتصادية لنقل الهيدروجين، واحتجاز الكربون وتخزينه وإنتاج الهيدروجين الأخضر بالتحليل الكهربائي وتقنية استخراج الهيدروجين من الغاز الطبيعي عند مزجه للنقل إلى جانب المشاريع المعززة لجهود دولة الإمارات لمواصلة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، واتفاق باريس للتغير المناخي.
جاء ذلك خلال الزيارة التي يقوم بها وفد برئاسة سعادة المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية، تستمر لمدة 4 أيام، يلتقي خلالها عدداً من مسؤولي قطاع الطاقة في ألمانيا، ومسؤولي كبريات الشركات العالمية في مجال الطاقة النظيفة.
وأكد العلماء حرص دولة الإمارات على تعزيز أواصر التعاون مع جمهورية ألمانيا الاتحادية، خاصةً في ظل العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين الجانبين والتي أرسى دعائمها القيادة الرشيدة للبلدين الصديقين، وتعتبر نموذجاً يحتذى به على المستوى الدولي.
وقال : تهدف مذكرة التفاهم، إلى تبادل الخبرات التي تساهم في رفع كفاءة الطاقة، والابتكارات والتكنولوجيا في الطاقة النظيفة، وكذلك التعاون العلمي والفني في جميع جوانب اقتصاد الهيدروجين، مشيرا إلى أن مثل تلك الشراكات تساهم في بلورة التحول نحو الطاقة النظيفة المتجددة.
وأكد أن الطاقة النظيفة ركيزة أساسية وأولوية ضمن خطط دولة الإمارات، كونها تتماشى مع طموحات الدولة نحو تحقيق صافي انبعاثات كربونية، ومساعيها الطموحة للريادة العالمية في مجال الطاقة النظيفة، وخاصة الهيدروجين، لذلك نسعى في الإمارات لتسريع وتيرة الاعتماد على أحدث الممارسات والتكنولوجيا المستدامة من حيث مشاريع الطاقة النظيفة العملاقة، باعتبارها من الممكنات الحقيقية لتحقيق تطلعات حكومة الإمارات، ومستهدفاتها للخمسين عاماً القادمة.
بدوره قال يورجن نوفيكي، نائب الرئيس التنفيذي لشركة ليندي والمدير التنفيذي لشركة Linde Engineering : تتمتع الشركة بحضور طويل الأمد في دولة الإمارات، ونحن ملتزمون بدعم أهداف الدولة الطموحة لتحقيق صافي انبعاثات كربونية، ومساعيها الطموحة للريادة العالمية في مجال الطاقة النظيفة، وخاصة الهيدروجين.
والتقى وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، على هامش توقيع مذكرة التفاهم، بالمتدربات المواطنات في الشركة حيث اطلع على مخرجات التدريب، وأثنى على جهودهن ومثابرتهن للاستمرار في التعلم وأخذ الخبرات المطلوبة في مجال الهيدروجين.
كما التقى العلماء عددا من المسؤولين الألمان والقائمين على كبرى الشركات العاملة في قطاع الطاقة النظيفة، لاستكمال اللقاءات الدورية ضمن زيارة وفد الدولة رفيع المستوى إلى ألمانيا، يرافقه مسؤولون من الوزارة وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة مصدر، لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، والتأكيد على أهمية مواصلة تفعيل شراكة الطاقة الإماراتية الألمانية التي أطلقت عام 2017، بهدف تعزيز الحوار وتوفير إطار للتعاون في انتقال الطاقة بين الجانبين، وخلق فرص فريدة لتسريع التعاون المشترك، ومناقشة كيفية مواجهة التحديات لتطوير مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين.
وواصل وفد الدولة لقاءاته المتعددة، حيث اجتمع في مقر وزارة ولاية بافاريا، مع مسؤولي شركة الهيدروجين البافارية، بهدف تسريع منظومة نقل المعرفة وعقد شراكات مع الأطراف المعنية، للتوصل إلى حلول عملية للتحديات المشتركة المرتبطة بالهيدروجين، وتعزيز تطوير الشبكة العالمية للهيدروجين "البنية التحتية وسلاسل القيمة وسلاسل التوريد" إضافة إلى تشجيع عقد شراكات مع الأطراف المعنية لتوريد التقنيات وتطويرها من أجل تمكين بلوغ قطاع الهيدروجين في دولة الإمارات مرحلة الاستخدام التجاري، وكذلك الترويج لمشاركة القطاع الخاص والتشجيع على ذلك من خلال تقاسم الفرص وتعظيم استفادة الأطراف كافة.
وفي ذات السياق، استضافت سفارة الإمارات في ألمانيا اجتماعاً رفيع المستوى بين روّاد قطاع الأعمال وحكومة البلدين، لبحث زيادة حجم تجارة الهيدروجين بين البلدين، حيث حدد المهندس شريف العلماء، وعدد من المسؤولين الألمان، ثلاثة متطلبات رئيسة لفتح آفاق الاستفادة من الهيدروجين، وتعظيم الاعتماد عليه مصدراً لطاقة المستقبل، تتمثل في ضرورة تحفيز الطلب على الهيدروجين النظيف في مختلف القطاعات، ووجوب تطوير البنية التحتية لتمكين المستخدم النهائي من الوصول إلى الهيدروجين، إضافة إلى تعزيز التكلفة التنافسية، من خلال تسريع وتيرة ابتكار الحلول وزيادة انتشار الهيدروجين النظيف.
كما تحدث المجتمعون عن أهمية الشراكة الإماراتية الألمانية ودورها في تعزيز مكانة البلدين في قطاع الطاقة، وخاصة النظيفة، واطلعوا على خريطة طريق الإمارات لتحقيق الريادة في مجال الهيدروجين، وهي خطة وطنية شاملة تهدف إلى دعم الصناعات المحلية منخفضة الكربون، والمساهمة في تحقيق الحياد المناخي وتعزيز مكانة الدولة كمصدر للهيدروجين وفرص الأعمال التي توفرها، وكذلك التعرف إلى الاستراتيجية الوطنية الألمانية للهيدروجين التي تهدف لخفض الانبعاثات، حيث من المتوقع أن يصل الطلب على الهيدروجين النظيف إلى 3 ملايين طن متري سنوياً بحلول عام 2030، مع توفير حوالي 60% من هذه الكمية عن طريق الاستيراد، مع احتمال ارتفاع الطلب على الهيدروجين في ألمانيا إلى أكثر من 11 مليون طن متري سنوياً بحلول عام 2050.
وقام وفد الدولة بزيارة ميدانية إلى شركة "Siemens Energy" للطاقة، حيث كان في استقباله سعادة ستيفانو إينوشينزى، النائب الأول ومدير إدارة أعمال الطاقة الجديدة بالشركة، وتم الإطلاع على إنتاج المحللات الكهربائية المستخدمة في صناعة الهيدروجين.