وصفت صحيفة «فاينينشال تايمز» البريطانية دولة الإمارات بأنها تُعد هدفاً متميزاً للشركات المتخصصة في إدارة الثروات الخاصة.
ونشرت الصحيفة، أمس، تقريراً بعنوان «أموال نفط الخليج باتت قطباً للشركات العالمية المتخصصة في إدارة الثروات».
وذكر التقرير أن الشركات العالمية التي تتولى إدارة الأصول صارت تضع دول الخليج العربي، وفي مقدمتها الإمارات، نُصب أعينها خلال الآونة الأخيرة، وذلك بعد أن باتت دول الخليج الغنية بالنفط مصدراً إضافياً لرؤوس الأموال الإضافية في ظل سوق عالمية آخذة في التراجع الحاد بفعل تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية وحالات الإغلاق التي ما زالت مستمرة في بعض دول العالم بسبب جائحة «كوفيد 19».
وأوضح التقرير أن هذه الشركات المتخصصة في إدارة الأصول والثروات الخاصة تسعى إلى استغلال السيولة المتوافرة حالياً في دول الخليج، وبصفة خاصة في الإمارات. وأضاف: «إن هذه الشركات تنظر إلى دبي وأبوظبي كمنصتي انطلاق لجمع الأموال على مستوى منطقة الخليج، وذلك في ظل استمرار الارتفاع في أسعار النفط، وما يجلبه من فائض ضخم للموازنات الحكومية لدى دول الخليج».
وتضمن التقرير تصريحات أدلى بها مسؤولون لدى شركات لإدارة الثروات بالمنطقة، ومنهم محمد أفخمي، المدير الإداري لدى شركة «ماجينتال كابيتال سرفيسيز» لإدارة الثروات، والتي يقع مقرها الرئيسي في دبي.
وقال أفخمي: «باتت الصناديق الغربية تأتي لنا في فصل الصيف، وهو ما لم يحدث مُطلقاً قبل ذلك. إنها حريصة على اللحاق بحالة الانتعاش الراهنة وتحقيق الاستفادة القصوى منها».
وأفاد أفخمي بأن المستثمرين المؤسسيين في منطقة الخليج العربي قد زادوا المخصصات التي يجري تجنيبها للصناديق الغربية بنسب تتراوح بين 30 إلى 50%.
وأوضح تقرير «فاينينشال تايمز» أن عوامل الجذب التي تتمتع بها الإمارات وتتيح لها استقطاب الصناديق العالمية المتخصصة في إدارة الأصول والثروات الخاصة متنوعة، إلا أن أبرزها يتمثل في نطاقها الزمني الذي يشمل آسيا وأوروبا، الرواتب المحلية المُعفاة من الضرائب، ووجود دبي تحديداً، والتي نجحت في الإبقاء على اقتصادها مفتوحاً في خضم أزمة «كوفيد 19». وأضاف التقرير، أن دبي حالياً تضم مجتمعاً جديداً من السكان فائقي الثراء الذين انتقلوا للإقامة بها بصفة دائمة بعد الجائحة، حيث يشمل هذا المجتمع فئات متنوعة، ومنها آسيويون هاربون من الإغلاق بسبب الجائحة، مليارديرات الأصول المُشفّرة، مترحلين رقميين يزاولون أعمالهم اليومية عن بُعد من دبي، وغيرهم.
وذكر التقرير في ختامه أن العديد من الصناديق الغربية لإدارة الأصول باتت تقصد «مركز دبي المالي العالمي» ليكون مقراً دائماً لمكاتبها الجديدة، مشيراً إلى أن المركز الذي تأسّس في عام 2004 صار الآن يوظف حوالي 30.000 ألف شخص.