أكد المهندس شريف العلماء وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لقطاع الطاقة والبترول، أن تحقيق مستهدفات دولة الإمارات للخمسين عاماً القادمة، وسعيها للريادة العالمية في مختلف المجالات، وخاصة الطاقة، لا سيما النظيفة منها، إلى جانب الطموحات التنموية المستدامة، يتطلب العمل المشترك بين مختلف الجهات الحكومية، إلى جانب القطاع الخاص، ومضاعفة الجهد في سبيل ابتكار وتطبيق الحلول المبتكرة والتوظيف الأمثل للتكنولوجيا الحديثة التي من شأنها تسريع وتيرة تحقيق مئوية الإمارات 2071«.

جاء ذلك خلال إطلاق وزارة الطاقة والبنية التحتية، تقرير( PTL Power To Liquid ) «خريطة طريق تحويل الطاقة إلى وقود مستدام للطيران، والذي يحمل عنوان»دعم التحول في قطاع الطيران في دولة الإمارات من خلال تحويل الطاقة إلى الوقود«، والذي تم إعداده بالتعاون بين وزارة الطاقة والبنية التحتية والمنتدى الاقتصادي العالمي، وقد حضر الحفل الذي أقيم في فندق جراند حياة بدبي، المهندس يوسف آل علي، الوكيل المساعد لقطاع الكهرباء والمياه وطاقة المستقبل، وعدد من مسؤولي شركات الطيران الوطنية، وكبريات الشركات العاملة في المجال.

وقال العلماء: إن لدولة الإمارات جهوداً كبيرة في العمل على إطلاق المشاريع والمبادرات النوعية الأكثر استدامة والمرتبطة بقطاع الطاقة، لا سيما المرتبطة بالطاقة المتجددة (النظيفة)، الهادفة إلى دعم مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، والمتوافقة مع مستهدفات اتفاق باريس للتغير المناخي، وإن الدولة تعمل بشكل حثيث مع شركائها الإقليميين والعالميين بهدف تحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة، وتسريع تحول الطاقة وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، والمساهمة في تحقيق الحياد المناخي.

 

تعزيز الشراكة

من جهته قال حسين محمد المحمودي الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار:» نحن سعيدون بمشاركتنا في إطلاق تقرير «PTL “Power To Liquid»خريطة طريق تحويل الطاقة إلى وقود مستدام للطيران، معتبرها فرصة حقيقية لتعزيز الشراكة بين القطاع الحكومي والأكاديمي، لتطوير حلول مستدامة لقطاع الطاقة، وخاصة النظيفة منها، فيما تساهم مثل هذه الشراكات في دعم مكانة دولة الإمارات عاصمة لاحتضان التقنيات الحديثة، وخاصة في قطاع الطيران، فيما أثنى على جهد وزارة الطاقة والبنية التحتية في دعم مستهدفات الإمارات بالتأثير بإيجابية في قضية التغير المناخي«.

من جانبه أكد المهندس يوسف آل علي، الوكيل المساعد لقطاع الكهرباء والمياه وطاقة المستقبل، أهمية التقرير في تعزيز الاعتماد على وقود الطائرات المستدام والوقود المنخفض الكربون لقطاع الطيران، وبناء شراكات طموحة، وتشجيع الشراكة مع القطاع الخاص ودعوة المستثمرين للاستثمار في الطاقة المستدامة في قطاع الطيران، لما لها من دور حيوي في تنويع مصادر الطاقة، ومعالجة التغير المناخي والتي تمثل واحداً من أهم التحديات التي تواجه العالم أجمع، وتحقيق هدف الوصول إلـى صفر انبعاثات كربونيـة، موضحاً ضرورة العمل على تعزيز وتطوير الدراسات والبحوث العلمية في المجالات ذات الصلة بالوقود المستدام منخفض الكربون، بوصفه هدفاً محورياً مهماً ضمن مشروع دولة الإمارات للخمسين عاماً المقبلة الرامي إلى تحقيق إنجازات طموحة.

 

التقاط الكربون

من جانبه قال وليد الرحماني مساعد المدير العام للإستراتيجية والشؤون الدولية في الهيئة العامة للطيران المدني:» تبذل دولة الإمارات جهوداً حثيثة لتحقيق اقتصاد أخضر والحد من التأثير على المناخ، وخفض الانبعاثات الكربونية، وأن تتبوأ موقعاً ريادياً في هذا المجال على المستويين الإقليمي والدولي، فهي من الدول الأولى الموقعة على اتفاقية باريس للتغير المناخي، ولدولة الإمارات جهود جبارة في ذلك المجال، تتمثل في الحد من حرق النفط والغاز، وكذلك تقنية التقاط الكربون وتخزينه، والاعتماد على الوقود النظيف المتمثل في الغاز الطبيعي، والديزل الأخضر«.

وأكد على أهمية إطلاق خريطة طريق تحويل الطاقة إلى وقود مستدام للطيران، ودورها في دعم توجه الدولة للخمسين عاماً القادمة، ومستهدفات المبادرة الاستراتيجية للإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، فيما تقوم الدولة بجهود كبيرة في مجال أبحاث وتطوير الوقود الأحفوري منخفض الكربون والذي سيعود بمردود إيجابي يتمثل في الحد من انبعاثات محركات الطائرات، وكذلك منافع اقتصادية كبيرة، لافتاً إلى أن الإمارات تعد من الدول الأعضاء المهمين في صياغة سياسة السماء النظيفة، فيما تعاونت مع المنتدى الاقتصادي الدولي لإعداد خريطة طريق الطاقة للسوائل.

وقال فهد شهيل الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة بيئة:» تلعب دولة الإمارات دوراً محورياً على الصعيد العالمي فيما يتعلق بتحقيق الحياد المناخي، وذلك عبر إطلاق مجموعة من المبادرات الطموحة، وعلى رأسها المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050، لتكون بذلك أول دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تضع خططاً واضحة لتحقيق الحياد المناخي، فيما تعتبر حلول الطاقة النظيفة أحد المحاور الرئيسية ضمن استراتيجية الدولة لضمان تحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والأهداف البيئية، وضمان تلبية الطلب على الطاقة«.

بدورها، سلطت كيلسي جودمان، مسؤولة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنتدى الاقتصاد العالمي، على أهمية تقرير»خريطة طريق تحويل الطاقة إلى وقود، «PTL Report، والذي يعتبر خطوة متقدمة لبذل المزيد من الجهود العالمية حول إزالة الكربون من وقود الطائرات، من خلال الاستفادة من التقنيات المتاحة، ودوره في دعم مستهدفات والتزامات الإمارات تجاه الحياد المناخي.

 

مشاريع ملهمة لطاقة مستدامة

نظمت وزارة الطاقة والبنية التحتية، على هامش حفل إطلاق تقرير»خريطة طريق تحويل الطاقة إلى وقود«PTL Report، ضمن سلسلة مبادرة»مشاريع ملهمة لطاقة مستدامة«، ورشة عمل افتراضية عن تطوير وقود الطائرات المستدام ودوره في دعم مستهدفات دولة الإمارات في التحول نحو الطاقة النظيفة، بمشاركة متحدثين من عدة جهات محلية وعالمية مثل شركة بوينج للطيران، ومطارات دبي، وشركة مصدر، وشركة ICF، وحضور عدد من الجهات المختصة، والأكاديميين في الجامعات والكليات، حيث تم خلال الجلسة استعراض قصص نجاح خفض الانبعاثات في قطاع الطيران، والتطورات التكنولوجية في قطاع الطيران، إضافة إلى الفرص والتحديات المرتبطة بتطوير وقود الطائرات المستدام.

الجدير بالذكر بأن ملف الوقود في قطاع الطيران يعد اليوم على رأس الاهتمامات العالمية وفي مناقشات منظمة الطيران المدني الدولي (الايكاو)، ومن المواضيع التي أولتها الدولة اهتماماً بارزاً في أجندتها الوطنية، والتي أثمرت فكرة تأسيس لجنة الوقود المستدام والوقود المنخفض الكربون لقطاع الطيران بالدولة كضرورة ملحة في عام 2020، برئاسة وزير الطاقة والبنية التحتية، وبعضوية كل من وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وزارة التغير المناخي والبيئة، وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ووزارة الاقتصاد، والهيئة العامة للطيران المدني، وشركة بترول أبوظبي الوطنية»أدنوك".

خلال اطلاق تقرير «دعم التحول في قطاع الطيران في دولة الإمارات» أمس في دبي | البيان