تشهد دبي زخماً كبيراً في تهيئة بيئة تشريعية وتنظيمية متطورة لاستقطاب منصات تداول الأصول الافتراضية العالمية وشركات العملات المشفّرة، وذلك بالتزامن مع النمو المستمر للاقتصاد الرقمي، وتقنيات الـ"بلوك تشين"، في الوقت الذي حشدت فيه دبي إمكاناتها المتطورة وبنيتها التحتية العصرية، من أجل ابتكار حلول استراتيجية لضمان نمو شامل ومستدام لمجتمع الأعمال الرقمي في الإمارة، من خلال تطبيق سياسات ولوائح صديقة للعملات والأصول الرقمية وإرساء دعائم بنية تشريعية وتقنية تواكب التطور العالمي في هذا المجال في ظل سعي دبي الدائم  لخلق أفضل بيئة عمل ممكنة، تتيح للشركات المالية العالمية ممارسة أعمالها في أجواء متطورة مواتية والارتقاء بمستوى الابتكار وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد.

فبناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تم تشكيل لجنة عليا برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي تختص بتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي وتهدف لرسم مستقبل الذكاء الاصطناعي ووضع خطط للاستثمار في عالم الميتافيرس وبناء الشراكات الرامية لتعزيز الاقتصاد الرقمي لإمارة دبي، بما لهذه الخطوة من دلالات قوية على مدى الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة لهذا الملف الحيوي، والحرص على متابعة تطوراته والاستعداد للاستفادة بما تحمله من فرص واعدة، لدعم مسيرة التنمية الشاملة والطموحة التي تسعى من خلالها دبي لتحقيق الريادة عالمياً في مختلف المجالات. 

ووفرت سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية معايير عالمية نموذجية من شأنها توفير منصة متطورة لاستقطاب أبرز شركات اقتصاد المستقبل العالمية إلى دبي. ويأتي تأسيس سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية كخطوة مهمة نحو تنظيم مشهد الأصول الافتراضية العالمي الذي يشهد توسعاً ونمواً غير مسبوقين، بما يؤدي إلى جذب الشركات والمؤسسات العاملة ضمن هذا القطاع الواعد إلى دبي. وتسعى دبي لأن تصبح واحدة من أكبر اقتصادات عالمية تتبنى تقنية "الميتافيرس"، كما تسعى لأن تكون الرائدة عالميا في تبني الحلول الرقمية بهدف زيادة عدد شركات "البلوك شين" بمقدار خمسة أضعاف.   

ومن بين أبرز اللاعبين العالمين في هذا القطاع الواعد والذين ينتقلون إلى دبي لممارسة أعمالهم والحصول على تراخيص للعمل في الإمارة، شركات ومؤسسات دولية راسخة في هذا المجال مثل، "بينانس" و "اف تي اكس" و "كريبتو دوت كوم" و "كوينبيز" و "بيبايت"، إضافة إلى كبريات شركات التمويل التقليدي، مثل "جالاكسي ديجيتال" و "كومينو" و "بريفن هوارد" فضلا عن عدد كبير من مقدمي خدمات العملات المشفرة والأصول الافتراضية مثل "بت أويسيس" و "كوين مينا"  .

 

وجاء إطلاق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم لـ "استراتيجية دبي للميتافيرس" ، لتدعم الاستراتيجية الجديدة هذا التوجه القوي نحو ترسيخ مكانة دبي ضمن أفضل 10 مُدن في الاقتصادات الرائدة في مجال "الميتافيرس"، وجعلها مركزاً رئيسياً لمجتمع "الميتافيرس" العالمي ومضاعفة عدد شركات البلوك تشين 5 أضعاف قياساً بالعدد الحالي وتعزيز نجاح دبي في استقطاب 1000 شركة تعمل في مجال البلوك تشين و"الميتافيرس" مع استهداف استحداث 40 ألف وظيفة افتراضية بحلول 2030 وزيادة إسهام القطاع في اقتصاد دبي إلى 4 مليارات دولار.

كما يشكّل إعلان سمو ولي عهد دبي تنظيم "ملتقى دبي للميتافيرس" في دبي يومي 28 إلى 29 سبتمبر 2022 بمشاركة أكثر من 300 مشاركاً من الخبراء العالميين وصنّاع القرار والسياسات، وأكثر من 40 مؤسسة عالمية متخصصة في هذا القطاع، إضافة مهمة تؤكد تقدم دبي الصفوف في هذا المجال الواعد، حيث سيجمع الحدث نخبة الخبراء من المنطقة والعالم لاستشراف مستقبل القطاع المتنامي ودراسة إمكاناته وتطبيقاته، وكيفية توظيف هذه التكنولوجيا الثورية في مختلف القطاعات الحيوية من أجل مستقبل أفضل للبشرية، وتحسين جودة حياة المجتمعات حول العالم، في الوقت الذي تشير فيه التقديرات العالمية إلى إمكانيات النمو القياسية لقطاع الميتافيرس لتتراوح ما بين 10 إلى 30 تريليون دولار في غضون 15 عاماً.

1000 شركة رقمية 

وتعمل دبي وفق رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لإنشاء 1000 شركة رقمية خلال الـ 5 أعوام المقبلة في دبي، ودعم اقتصاد دبي الرقمي والمشاريع القائمة على توظيف تكنولوجيا المستقبل وتطوير قطاعات اقتصادية مستقبلية جديدة. وفي ذات السياق وخلال شهر نوفمبر الماضي، أعلن سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، رئيس اللجنة العليا لتطوير أسواق المال والبورصات في دبي، عن إطلاق "صندوق حي دبي للمستقبل" بقيمة 1 مليار درهم في مرحلته الاولى، بهدف دعم رواد الأعمال والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا وتشجيعهم على الإدراج لاحقًا في أسواق دبي المالية وبورصاتها، حيث سيساعد الصندوق على تحفيز واستقطاب استثمارات إجمالية لقطاع الشركات الناشئة تتراوح بين 1.5 مليار إلى 4 مليارات درهم. 

وتستند مساعي دبي، المركز المالي والمحوري في المنطقة، نحو تعزيز مكانتها كمركز عالمي رئيسي للاقتصاد الرقمي، إلى بنية تحتية عالمية المستوى وبيئة تشريعية ولوائح تنظيمية متطورة لشركات ومنصات العملات المشفرة والأصول الافتراضية الأخرى. 

وكان أول قانون لتنظيم الأصول الافتراضية في دبي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في شهر مارس 2022، بمثابة بدء حقبة تشريعية جديدة هدفها توفير النظم اللازمة لحماية المستثمرين والمتعاملين في هذا القطاع، في حين تضمّن القانون إنشاء "سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية" بغية تعزيز القدرة التنافسية لدبي على الصعيد الدولي، وتنمِية الاقتصاد الرقمي فيها، وتنمية الوعي الاستثماري في قطاع خدمات ومنتجات الأصول الافتراضية، وتشجيع الابتكارات في هذا القطاع، علاوة على الإسهام في جذب الاستثمارات والشركات العاملة في مجال الأصول الافتراضية لتتخذ من الإمارة مركزاً لأعمالها. ويوفر قانون تنظيم الأصول الافتراضية في دبي الحماية للمستثمرين عبر لوائح تنطوي على الشفافية والأمن الاقتصادي، مدعومة بتقنيات وحلول من شأنها توفير الأمان والحماية لسجلات المعاملات من خلال معايير نموذجية تلتزم بشكل كامل بمكافحة عمليات غسيل أموال، بما يوفر بيئة عمل عالمية آمنة وسريعة النمو.  

فائدة اقتصادية كبيرة 

وقال سعادة هلال سعيد المري، المدير العام لسلطة مركز دبي التجاري العالمي: "تعمل الأصول الافتراضية على إحداث تحوّلات في عالم التمويل، ومن المتوقع أن تكون المحرّك الأساسي للاقتصاد العالمي مستقبلاً، وقد جاء إنشاء سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية باعتبارها الجهة المستقلّة الوحيدة في العالم للأصول الافتراضية بمثابة تأكيد وترسيخ لمصداقية دبي في امتلاكها الإمكانات الواعدة لهذا القطاع"، وأضاف:"يهدف الإطار التنظيمي لسلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية إلى تحفيز التعاون وإعطاء الأولوية لحماية المستثمرين، وتتمثّل مهمتنا في توفير إطار تنظيمي متطوّر، يتيح توفير الفرص الاقتصادية بلا حدود وبشكل آمن عبر صناعة الأصول الافتراضية العالمية"، واستطرد: "إنّ هذه المنظومة العالمية ولوائح العمل النموذجية في دبي تعكس نهج دبي الدائم في تبنّي التوجّهات والتقنيات المبتكرة في مختلف القطاعات، بما يرسّخ المنظومة المتكاملة والمتطوّرة لقطاع الأصول الافتراضية، ويسهم في تعزيز مكانة دبي كمركز عالمي رائد في هذا القطاع المستقبلي الحيوي، وتحقيق نمو اقتصادي طويل الأجل من خلال الابتكار الرقمي."



شراكات عالمية 



ومنذ تأسيس سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية، تم التركيز على توفير بيئة عمل ذات معايير عالمية نموذجية لتلبية احتياجات المستثمرين والشركات العاملة في مجال الأصول الافتراضية، من خلال استقطاب أبرز اللاعبين العالميين في هذا القطاع الواعد. ويستند الإطار التنظيمي للسلطة إلى خبرة تقنية قوية ومتطورة فيما يتعلق بتقنية "البلوك شين" من أجل ضمان توافر الحوكمة والأمان. ويتم ذلك من خلال التعاون مع أشهر اللاعبين العالمية في هذا المجال مثل "شيناليسيز" و "اليبتيك" و "ان شين" و "كونفيرم". وبالإضافة إلى التراخيص التي حصلت عليها مؤسسات عالمية، أعلنت مؤخرا شركات خدمات مالية مثل "فينتونيا جروب" و "أو كي اكس" وشركة السمسرة الرقمية "جي سي إي اكس"، عن انطلاق أعمالها في دبي بعد حصولها على تراخيص من سلطة دبي لتنظيم الأصول الرقمية.

ولا شك أن النجاح الذي حققته دبي في تطبيق سياسات ولوائح صديقة، تعزَّز بتوقيع منصة "بينانس" أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم من حيث حجم التداول، لاتفاقية تعاون مع سلطة مركز دبي التجاري العالمي بهدف الاستفادة من خبرات المنصة العالمية في مجال العملات الرقمية والأصول المشفرة في العالم، في دعم جهود مركز دبي التجاري العالمي لتأسيس أفضل منظومة مبتكرة في مجال الأصول الرقمية على مستوى العالم، إذ يشار إلى أن حجم التداولات الرقمية على منصة "بينانس" يصل إلى نحو 80 مليار دولار، فيما يبلغ عدد مستخدمي المنصة حول العالم نحو 28 مليون مستخدم، في الوقت الذي بلغ حجم تداول العملات الرقمية في العام الماضي 2021 عبر المنصة نحو 7.7 تريليون دولار.  

وأعقب هذه الخطوة، إعلان "بينانس" العالمية في مارس الماضي حصولها على ترخيص من سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية لإنشاء وتشغيل خدمات تداول الأصول الافتراضية للمستثمرين.  وستؤسس "بينانس"، إلى جانب عملياتها في مجال تداول الأصول الافتراضية، مركزاً لتقنيات "بلوك تشين" في مركز دبي التجاري العالمي، لدعم المواهب الجديدة وتطوير منظومة حيوية في هذا المجال في الإمارة.      



ويعكس اختيار "بينانس" لممارسة أعمالها من خلال سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية الثقة الكبيرة في الآلية التنظيمية المتخصصة بالأصول الافتراضية في دبي، والتي تخضع لمجموعة شاملة من القوانين والسياسات المطبقة عالمياً في هذا القطاع الحيوي الواعد". في حين تعتزم دبي مواصلة تطوير هذه المنظومة المبتكرة لاستقطاب المزيد من الشركات العالمية الكبرى في هذا القطاع، بما يمثله ذلك من دافع لتحفيز الاقتصاد الرقمي المستقبلي وتشجيع الابتكار، عبر النموذج التشغيلي الذي توفره دبي عالمياً. 

في الوقت ذاته، أصدرت دبي ترخيصاً لمنصة "إف تي إكس" الرقمية الأوروبية ذات الوزن الثقيل عالمياً، في حين تعمل شركات عالمية مثل "كريبتو دوت كوم" على إنشاء مكاتب لها في دبي، مستفيدة بذلك من خطط دبي الطموحة لتحفيز الاستثمار في القطاع الاقتصادي الرقمي من خلال بناء شراكات استراتيجية مع أبرز اللاعبين العالميين المتخصصين في الأصول الرقمية والمعاملات المالية، لبناء قاعدة رقمية في دبي تؤهلها للعب دور محوري عالمي في دعم الصناعة الرقمية المالية، عبر توفير المناخ الاستثماري الملائم، وتقديم حلول مبتكرة تحقق قيمةً مضافة للمستثمرين والمستهلكين على حد سواء، وتعزيز قدرتها على المساهمة في قيادة هذا القطاع عالمياً، في ظل التوسع المطّرد في حجم التجارة والاستثمار، والإقبال المتنامي للمجتمعات على الوسائل الرقمية المالية والاقتصادية حول العالم.



ومؤخراً، أعلنت منصة "مجموعة هوبي" (Huobi Group)، الرائدة عالمياً في تداول العملات والأصول الرقمية عن خططها لإنشاء مقر إقليمي لها في دبي وذلك بعد حصولها مؤخرا على ترخيص مؤقت من سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية. وقد تأسست المنصة العالمية في العام 2013 ، ومنذ ذلك الحين، عملت المنصة على أن تكون واحدة من أهم مزودي خدمات العملات والأصول الرقمية في جميع أنحاء العالم، حيث حصلت على مجموعة من التراخيص في العديد من دول العالم بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية وهونج كونج والولايات المتحدة وغيرها. ويتيح الترخيص المؤقت لشركة "هوبي" تقديم منتجات وخدمات تبادل العملات المشفرة والأصول الافتراضية للمستثمرين ومقدمي الخدمات المالية. 

وقد انطلقت تلك المنصة في البداية في الصين، ولكنها قررت التوسّع ونقل المكتب الرئيسي الخاص بها في سنغافورة. واصبحت واحدة من أكبر المنصات الخاصة بتبادل العملات الرقمية المشفرة والأصول الرقمية والاقتصاد الرقمي وتقنية البلوك تشين، حيث أنها تقدم الكثير من الخدمات المميزة لعشرات الملايين من العملاء والمستثمرين في أكثر من 100 دولة ومنطقة حول العالم، وفقا للموقع الرسمي للمنصة. وقُدر حجم التداول اليومي للمنصة في العام 2020 بنحو 823 مليون دولار لتأتي بذلك في المرتبة الـخامسة عشر عالمياً وفقاً لـحجم التداول.  

وقد تنامي دور دبي الريادي في المشهد الاقتصادي الرقمي وقدرتها على تلبية الإقبال المتزايد في هذا القطاع من خلال ربط المستثمرين بالمستهلكين، وتدعيم مكانتها كمركز عالمي حيوي يربط بين جميع الأطراف ذات الصلة، وفّر مناخاً استثمارياً جاذباً لشركات التكنولوجيا المالية ومطوري البنية التحتية للسوق المالي، حيث شهد "مركز دبي للسلع المتعددة" ارتفاعاً في عدد الشركات العاملة في مجال العملات المشفّرة والبلوك تشين، حيث استأثرت هذه الشركات بنسبة 14% من إجمالي 1469  شركة جديدة انضمت للمركز في النصف الأول من العام 2022.



دور رائد لمركز دبي للسلع 



وقال أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعدّدة: "تلعب الأصول الرقمية دوراً ذا أهمية متزايدة في إطار سعي مركز دبي للسلع المتعددة لتعزيز حجم التجارة عبر دبي. وقد استقطب مركز دبي للسلع المتعددة حتى الآن أكثر من 400 شركة ومنصة ضمن إجمالي شركات الأصول والعملات الافتراضية في دولة الإمارات، بنسبة تتجاوز ثلث إجمالي عدد الشركات. ويوفر مركز "كريبتو" التابع لمركز دبي للسلع المتعددة منظومة شاملة لتسهيل تطوير وتبني تقنيات التشفير والبلوك شين.  وبالإضافة إلى تسهيل الوصول إلى رأس المال والمواهب والموارد والفرص، يعمل "مركز كريبتو" أيضاً عن كثب مع حكومة دبي لضمان توافر بيئة تشغيل قوية لترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي محوري لأعمال الكريبتو."

وتعزيزاً لدور دبي الرائد في هذا القطاع الرقمي المتطور، أعلنت سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضيّة الشهر الماضي عن دخولها عالم "ميتافيرس" عبر تأسيس مقر رئيسي لها في العالم الافتراضي وأطلقت عليه "ذا ساند بوكس" ، في إطار سعي السلطة لترسيخ حضورها في العالم الافتراضي "ميتافيرس" وتمكين مكوّنات هذا القطاع من الوصول إلى خدماتها في محيطها التقني الرقمي، بالإضافة إلى تسهيل التعاون بين مُقدّمي خدمات الأصول الافتراضية العالميين. من شأن هذه الخطوة أن تعكس ثقة حكومة دبي بأن الأصول الافتراضية جزء لا يتجزأ من الاقتصاد الرقمي المستقبلي، وتأكيد استعدادها لترسيخ مكانة الإمارة عاصمة للأصول الافتراضية في العالم.

وفي دلالة على التوسّع في تعاملات الأصول الرقمية على المستوى المجتمعي، أعلنت مؤسسة الجليلة" المعنيّة بدعم الابتكار الطبي، البدء في تلقي التبرعات الخيرية بالعملات الرقمية المشفرة، وذلك بالشراكة مع إحدى منصات العملات الرقمية المشفرة الرائدة في هذا المجال. يأتي هذا في الوقت الذي أصبحت فيه العملات الرقمية أكثر قبولاً في دبي لشراء العقارات، إذ أعلنت شركتا "نخيل" و "داماك" عن قبولهما الدفع بالعملات المشفرة.  

صدارة عالمية

وباتت دبي تُصنَّف بين المدن الرائدة عالمياً في تبني التقنيات الحديثة والتكيف معها، مع تصدرها العديد من قطاعات الأعمال الحديثة مثل قطاع التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية. ووفقاً لمؤشر المدن الرقمية لعام 2022 الصادر عن "الإيكونوميست" شغلت دبي المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط والمرتبة 18 على مستوى العالم في تبني التقنيات الرقمية. ووفقاً للمؤشر ذاته، جاءت دبي ضمن قائمة أفضل عشر مدن عالمياً في مجال التمويل الرقمي، ما يؤكد ريادة دبي عالمياً في مجال البنية التحتية الحديثة واللوائح التنظيمية التي تعزز قدراتها وإمكاناتها من أجل مضاعفة عدد شركات التي تستخدم تقنيات "البلوك تشين" وتوسيع نطاق منصات العملات المشفرة والأصول الرقمية.

كما شهد قطاع المنتجات المالية التي تعمل ضمن تقنية "البلوك تشين" طفرة في رأس المال المؤسسي والفردي. وضمن قطاع الأصول الرقمية، فيما ينمو سوق العملات المشفرة بسرعة فائقة، حيث حقق إجمالي حجم تعاملاته نمواً عالمياً وصل إلى 15.8 تريليون دولار في عام 2021 ، بزيادة 567٪ مقارنة بعام 2020، وفقًا لمؤسسة Chainalysis . وتتوقع شركة الأبحاث Technavio أن ينمو حجم سوق الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) عالمياً بواقع 147.24 مليار دولار بين 2021 و 2026 بمعدل نمو سنوي يبلغ 35.27 بالمئة. 



البلوك تشين



وينسجم هذا التقدم الكبير في البنية التحتية والتشريعية المتطورة لدبي مع نجاحها على مدى السنوات القليلة الماضية في تبني حلول تكنولوجية ذكية مثل تكنولوجيا "البلوك تشين" واعتماد استراتيجية تهدف لرفع كفاءة الخدمات الحكومية، "ورقمنة" القطاع الاقتصادي، حيث ساهمت استراتيجية دبي للتعاملات الرقمية «البلوك تشين» في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتحويل دبي إلى مدينة تدار بالكامل بواسطة منصة البلوك تشين.



وتهدف الاستراتيجية إلى اكتشاف وتقييم أحدث الابتكارات التقنية التي تساعد على توفير خدمات آمنة وأكثر كفاءة وفعالية. وتساعد استراتيجية البلوك تشين على خلق موجة جديدة من الفرص الاقتصادية والابتكار الرقمي لجميع القطاعات، بالإضافة إلى تعزيز سمعة دبي كمدينة رائدة عالميًا في مجال التقنية والاقتصاد الذكي الذي يدعم ريادة الأعمال والقدرات التنافسية العالمية.



يذكر أن "بلوك تشين" هي تقنية جديدة بدأت بتغير مستقبل الإنترنت، وذلك بتطويع التقنيات لإجراء التعاملات بوسائل أكثر سهولة وأمان، حيث توفر استراتيجية البلوك تشين العديد من الفرص الاقتصادية لجميع القطاعات في المدينة، وتعزز سمعة دبي كمدينة رائدة عالمياً في مجال التقنية، لتتفوق في مجال الاقتصاد الذكي الذي يدعم برنامج ريادة الأعمال والقدرات التنافسية العالمي.