أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي أن "رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تعزز مكانة دبي كوجهة أولى للسياحة على مستوى العالم والمدينة الأكثر أماناً وسلامة والأفضل للعيش في العالم. 

 

ودعا سموه كافة الجهات المعنية بقطاع السياحة في دبي لمواصلة جهودها من أجل استمرار تصدر دبي للمشهد السياحي العالمي، باعتبار أن هذا القطاع الحيوي يمثل رافدا رئيسيا لتعزيز النمو الاقتصادي الذي تحققه دبي في كافة القطاعات، مؤكدا سموه حرص دبي على مواصلة العمل لتقديم قيمة مضافة حقيقية لزوارها من كافة أنحاء العالم والارتقاء بالمقومات والأسس الكفيلة باستمرار الأداء القوي للقطاع وتوسيع دائرة الشراكات مع الأسواق الرئيسية المصدّرة للسياحة واكتشاف المزيد من الفرص في الأسواق الجديدة، بما يضمن لزوار دبي قضاء أوقات ممتعة خلال إقامتهم في دبي، لترسيخ مكانة دبي كوجهة سياحية عالمية رائدة وتحقيق أهدافها الطموحة في أن تصبح المدينة الأكثر استقطاباً للزوار الدوليين في العالم.

 

وقال سموه إن النجاح الاستثنائي لقطاع السياحة في دبي، يعكس بشكل كبير تضافر الجهود والتعاون النموذجي بين القطاعين العام والخاص وكافة شركائنا المحليين والدوليين والذي أسهم في قوة قطاعنا السياحي وتعافيه في وقت قياسي وفق المقاييس العالمية، مؤكدا سموه ترحيبه مجدداً بكافة الشركاء الحريصين على مواصلة جهودهم للإسهام في تعزيز المسيرة الناجحة لقطاع السياحة في دبي.

 

 وقد كشفت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي عن أحدث الإحصاءات الخاصة بأداء قطاع السياحة وأعداد الزوار الدوليين للنصف الأول من العام الجاري، والتي أظهرت نجاح دبي في استقطاب 7.12 مليون زائر دولي بين شهري يناير ويونيو 2022، مقارنة مع 2.52 مليون زائر دولي استقبلتهم المدينة في الفترة ذاتها من العام الماضي، بزيادة تتجاوز 183بالمئة. ويدعم هذا النمو جهود الإمارة لتحقيق أهدافها السياحية لعام 2022 وما بعده، فضلاً عن تعزيز مكانتها كوجهة عالمية مفضّلة للزيارة.

 

وقد اقترب عدد الزوار الدوليين في النصف الأول من عام 2022 من مستويات ما قبل جائحة "كوفيد-19"، مع استقبال دبي لحوالي 8.36 مليون زائر خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2019، ما يمثل إنجازاً مهماً في ظل تأثير التحديات غير المسبوقة التي يواجهها العالم، وغيرها من عوامل الاقتصاد الكلي التي أثرت على الاقتصاد والسياحة بشكل عام.

 

أوروبا الغربية تتصدر قائمة المناطق الجغرافية

وتصدرت أوروبا الغربية قائمة المناطق الجغرافية المصدرة للزوار لدبي وبنسبة 22 بالمئة خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2022، مع وجود خمسة أسواق رئيسية منها ضمن قائمة أفضل 20 سوقاً، وهي المملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وهولندا. واستمرت منطقتا دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمساهمة في زيادة أعداد الزوار الدوليين، لتستحوذا على ما نسبته 34 بالمئة من إجمالي أعداد الزوار، ما يعكس جاذبية دبي القوية للزوار من الأسواق القريبة باعتبارها وجهة آمنة ومفضلة لهم. وساهمت مصر بـ 135 ألف زائر،  والكويت بـ 122 ألف زائر  في النصف الأول من العام الجاري. وسجلت منطقة جنوب آسيا 16 بالمئة، في حين ساهمت روسيا ورابطة الدول المستقلة وأوروبا الشرقية مجتمعةً بنسبة 11 بالمئة من إجمالي عدد الزوار خلال الفترة ذاتها. ويؤكد التنوع الجغرافي الكبير للزوار الدوليين نجاح استراتيجية تنويع الأسواق التي تعتمدها دبي، والرامية إلى استقطاب مجموعة واسعة من الزوار من عدة دول، وكذلك الحد من المخاطر المرتبطة بالاعتماد المبالغ به على منطقة جغرافية واحدة، كما يعكس نجاح الحملات التسويقية لدبي، والتي تعتمد رسائل مخصصة عبر مجموعة من المنصات الخاصة والمحددة لكل جمهور.

 

فنادق دبي تحقق أحد أعلى نسب الإشغال في العالم

 

وواصلت المنشآت الفندقية في دبي تسجيل أداءٍ مميز عبر مُختلف مؤشرات قطاع الضيافة خلال النصف الأول من العام الجاري 2022، حيث بلغ متوسّط نسبة الإشغال الفندقي 74 بالمئة خلال الفترة ما بين يناير ويونيو، وهو ما يعدّ واحداً من أعلى معدلات الإشغال في العالم، بزيادةٍ بلغت 12 بالمئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي والتي سجّلت فيه 62 بالمئة، وبتراجعٍ طفيف عن نسبة 76 بالمئة المسجّلة في النصف الأول من عام 2019 قبل الجائحة العالمية. كما سجّل القطاع زيادةً في سعة الغرف الفندقية بنسبة تفوق 19 بالمئة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2019، ما يؤكد أهمية المعدلات المُسجلة هذا العام. وقد بلغ عدد الغرف الفندقية حتى نهاية شهر يونيو 2022 حوالي 140,778 غرفةً فندقية توزعت على 773 منشأةً فندقية، مقارنةً مع 118,345 غرفةً في 714 منشأةً في الفترة ذاتها من عام 2019، وتجاوز إجمالي عدد الفنادق في النصف الأول من 2022 معدلاته للفترة ذاتها من العام الماضي بنسبة 8 بالمئة، وهو ما يعكس ارتفاع ثقة المستثمرين بقطاع السياحة في دبي.

 

وتفوق أداء قطاع الفنادق في الإمارة هذا العام على جميع المستويات المسجّلة قبل جائحة "كوفيد-19" من حيث عدد الليالي الفندقية المحجوزة، ومعدل السعر اليومي للغرفة، والإيرادات من كل غرفة متاحة. حيث بلغ إجمالي عدد الليالي الفندقية المحجوزة في المنشآت الفندقية في دبي 18.47 مليون ليلة خلال النصف الأول من العام الجاري، ما يشكّل زيادةً سنوية بنسبة أكثر من 30.4 بالمئة، وزيادة تفوق 18 بالمئة مقارنةً مع المستويات المسجّلة في الفترة ذاتها من عام 2019 والتي بلغت 15.71 مليون ليلة. وقد بلغ معدل السعر اليومي للغرفة الفندقية 567 درهما في النصف الأول من 2022، ليتجاوز بذلك معدلاته في الفترة ذاتها من عام 2021، والذي سجل فيه 382 درهما، وبنسبة نمو سنوية بلغت 48.5 بالمئة، وأما في عام 2019 فقد سجل 444 درهما، وهذا يمثّل نمواً سنوياً بنسبة 28 بالمئة. ووصل معدل الإيرادات لكل غرفة متاحة إلى 417 درهما ليحقق نمواً ملحوظاً بنسبة 76 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، الذي سجل فيه 237 درهما، وزيادةً بنسبة 24 بالمئة عن معدل الإيرادات المسجّلة في عام 2019 قبل جائحة "كوفيد-19، والذي بلغ 336 درهما، وبحسب البيانات الصادرة عن مؤسسة إس تي آر، المختصة في تحليلات إدارة الفنادق، حققت إمارة دبي المركز الثالث عالمياً من حيث معدل الإيرادات لكل غرفة مسجّلة عند 147 دولارا أمريكيا بعد باريس (195 دولارا) ونيويورك (172 دولارا).

 

استقطاب الزوار من جميع أنحاء العالم

وتشير أحدث الإحصاءات إلى استمرار جاذبية دبي بوصفها الوجهة المثالية للمسافرين، وهو ما يعزز مركزها المتصدّر عالمياً في جوائز اختيار المسافرين من تريب أدفايزر لعام 2022. حيث تحافظ الإمارة على مكانتها الرائدة عالمياً كوجهة مفضلة للزيارة واستضافة الفعاليات والأعمال، وذلك على الرغم من افتتاح معظم الوجهات العالمية أبوابها للسياح. ويرجع الأداء المميز لقطاع السياحة في الإمارة بشكلٍ رئيسي إلى استضافة إكسبو 2020دبي، الذي استمر لستة أشهر حتى 31 مارس من العام الحالي، واستقطب 24 مليون زيارةً ولاقى نجاحاً مبهراً، فضلاً عن الدعم والترويج المتواصل من الشركاء المحليين والعالميين للإمارة، وذلك بصفتها وجهة آمنة ومتاحة ومفعمة بالمهرجانات والفعاليات الترفيهية وفعاليات الأعمال، بما فيها مهرجان دبي للتسوق، ومهرجان دبي للمأكولات، ومعرض جلفود، وكأس دبي العالمي للخيول، إضافةً إلى القمّة العالمية للحكومات، وأسبوع بينانس للبلوك تشين، وبطولة دبي ديزرت كلاسيك، وبطولة سوق دبي الحرة للتنس، ومعرض دبي العالمي للقوارب، ومعرض سوق السفر العربي.

 

حملات تسويقية عالمية

وتواصل دبي إطلاق حملات تسويقية عالمية وأنشطة تجارية داخل الأسواق المتنوعة للتمكن من الوصول إلى مختلف الفئات من الجماهير في جميع أنحاء العالم والارتقاء بمكانتها السياحية، وذلك إلى جانب استضافة مؤتمرات واجتماعات وفعاليات عالمية. وتشمل هذه الجهود حملة "دبي تقدم"، التي تركز على ترسيخ مكانة الإمارة بوصفها وجهةً غنيةً بمراكز الجذب السياحي من خلال مقاطع سينمائية ترويجية تستضيف أشهر نجوم هوليوود وبوليوود، وفي إطار جهود الإمارة لتعزيز مكانتها كوجهةٍ مميزة للسفر خلال فصل الصيف، قامت بتكثيف أنشطتها التسويقية في الأسواق العالمية الكبرى، بما في ذلك إطلاق حملة "ادفع أقل لإقامة أطول"، وكذلك الترويج لـ "مفاجآت صيف دبي" لاستقطاب مزيد من السياح والعائلات إلى دبي في الصيف.