أكّد خليفة الشامسي، الرئيس التنفيذي في «&e الحياة»، أن (e& money)، ذراع التكنولوجيا المالية لـ(&e)، المعروفة سابقاً باسم «مجموعة اتصالات»، تعتزم دمج المزيد من الخدمات المالية المبتكرة في تطبيقها (e& money)؛ لتعزيز الشمول المالي في الإمارات والمنطقة، عبر إتاحة المزيد من الخدمات المالية المبتكرة لشريحة أوسع من المستخدمين والارتقاء بالتطبيق إلى منصة فائقة.

جاء ذلك خلال زيارة الشامسي مقر صحيفة «البيان»، أمس، وكان في استقباله أحمد الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، بحضور نخبة من فريق المؤسسة من قطاع الإذاعة والتلفزيون، وصحيفتي «البيان» و«الإمارات اليوم» و«دبي بوست». وأوضح الشامسي أن تطبيق (e& money)، الذي أطلق في يوليو الماضي، والمعروف سابقاً بـ(eWallet) سوف يكون بمثابة «سوق مالي» شامل ومبتكر للخدمات المالية، يوفر للأفراد والشركات الناشئة عدداً من المنتجات والخدمات المالية المبتكرة، مثل: الاستثمار في فئات استثمار مختلفة كالعقارات والأسهم والعملات المشفرة والذهب وإتاحة القروض الصغيرة وخدمات الاستشارة المالية ويدعم جهود الدولة في التحول إلى مجتمع غير نقدي.

الجيل التالي

وأضاف الشامسي أن تطبيق (e& money) سوف يطرح خلال المرحلة الثانية من تطويره عدداً من الخدمات المالية التي تلبي جميع الاحتياجات المالية بما يتجاوز الخدمات التقليدية، وذلك سعياً لدعم فرص استفادتهم من الفرص المتاحة في قطاعات كبيرة وسريعة النمو مثل التكنولوجيا المالية والوسائط المتعددة وجعل الجيل التالي من الخدمات الرقمية ، كما سوف «نعمل على جذب المزيد من المستخدمين إلى منصتنا عبر باقة من الحوافز، علاوة على الاستمرار في تحسين تجربة المستخدم، معتمدين في ذلك على الاستفادة من «مصنعنا التقني» وقدراتنا على تحليل البيانات». وتتوقع دراسات حديثة أن تحدث التكنولوجيا المالية طفرة في التمويل تشتمل على التكامل والخدمات المالية السلسة في منصة شاملة غير تقليدية مما يتيح للعملاء إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية في سياق عملهم، فيما تتوقع «فوربس» أن ينمو السوق العالمي للتكنولوجيا المالية بمعدل نمو سنوي 26.87%.

بوابة شاملة

وأفاد الشامسي بأن التطبيقات الفائقة أصبحت بمثابة «بوابة شاملة» تربط بين عوالم التجارة الإلكترونية والخدمات المالية، حيث يفضل معظم المستهلكين استخدام البطاقات اللا متلامسة والمحافظ الالكترونية، لافتاً إلى أنه وفي الوقت الراهن، يتم إجراء نحو 55% من المدفوعات في الإمارات بواسطة النقود ما يجعل المنصة خياراً ملائماً للدفعات الرقمية واللاتلامسية في الدولة.

وأكمل: «نرتكز في أعمالنا على أسس متينة للنمو والتوسّع، ونهدف إلى تعزيز الاستفادة من قدراتنا التقنية الكبيرة في طرح مجموعة جديدة من المنتجات والخدمات المالية التي تحسّن نمط حياة العملاء وتعزّز قيمة الأعمال للوسطاء والشركات. وتعكس التكنولوجيا المالية (e& money) مدى التزامنا بتطوير حلول التكنولوجيا المالية الرقمية القادرة على إحداث فرق إيجابي في تجارب المتعاملين»، لافتاً إلى أن قاعدة مشتركي خدمات (&e) تضم حالياً أكثر من 160 مليون مشترك في 16 سوقاً في الشرق الأوسط وأفريقيا.

3 محاور

وأوضح الشامسي أن استراتيجية «&e الحياة» ترتكز في المرحلة المقبلة على 3 محاور، هي: توفير المزيد من الخدمات المالية المبتكرة من خلال دراسة أنماط المستهلكين المتغّيرة باستخدام الذكاء الاصطناعي، واستكشاف المزيد من فرص الشراكات مع المؤسسات المصرفية وشركات التكنولوجيا المالية الناشئة، بالإضافة إلى القيام بالمزيد من عمليات الاستحواذ لتعزيز قدرة الشركة في دمج عدد أكبر من المنتجات والخدمات. وبيّن أنه وبعد التجربة في التكنولوجيا المالية، فإن فرصاً أخرى تلوح في الأفق مثل الإعلان الرقمي، وإنترنت الأشياء، والتأمين والرعاية الصحية.

وتابع: «بعد إطلاق تطبيق (e& money) الجديد، نتطلع لتحقيق المزيد في مجال التكنولوجيا المالية، حيث إن الجزء التقني في تكنولوجيا التأمين كبير جداً وحجم السوق واعد جداً. كما أن صناعة الرعاية الصحية، تعد متأخرة في اعتماد التكنولوجيا لخدمة المستهلكين؛ مقارنة بصناعة الخدمات المالية، لذا فهناك فرصة لابتكار تطبيقات سهلة الاستخدام».

حوافز

ورداً على سؤال عن احتمالات «إرباك» المستهلكين من خلال تحولهم إلى التطبيقات الفائقة، التي توفر عدداً كبيراً من الخدمات من مكان واحد، قال الشامسي: «نما الإقبال على المدفوعات الرقمية والخدمات المالية الالكترونية بشكل ملحوظ خلال فترة جائحة «كوفيد 19». وتعمل المدفوعات الرقمية والتجارة الإلكترونية على تعزيز تجربة المتعاملين السلسة، بحيث يمكنهم إجراء معاملاتهم المالية بطريقة سهلة ومريحة وآمنة، مثل: الدفعات للوسطاء والبائعين، والتحويلات المالية، وسداد الفواتير، والإقراض، والاستثمارات، والبطاقات المالية ذات العلامة التجارية المشتركة، وخدمات التأمين وستساهم كل هذه الجوانب في تحقيق أهداف الاقتصاد غير النقدي في الإمارات».

وعن عروض «&e الحياة»، التي يمكن للتجار الإلكترونيين الناشئين الاستفادة منها، توقع الشامسي أن يحدث التطبيق نقلة نوعية في عالم التجارة الالكترونية من خلال إضافة قيمة تجارية إلى التجار والشركات، وتوفير سوق مالي مبتكر وشامل، يتخطى مجالات الخدمات التقليدية. وأضاف:»حتى الآن، لدينا أكثر من 400 تاجر مشترك، مع أكثر من 12000 منفذ بيع. و«سوف نقوم بتوسيع قائمة التجار لضمان تسهيل قبول الأموال الإلكترونية في منافذ البيع الخاصة بهم لمصلحة المتعاملين.

ركيزة

وفي شرحه المعاني التي تحملها العلامة التجارية الجديدة «&e الحياة»، أوضح الشامسي: «تعد «&e الحياة» ركيزة من ركائز الأعمال ضمن (&e)، بحيث تأتي انسجاماً مع مكانة المجموعة وهويتها التي أطلقتها أخيراً في سياق تحولها إلى مجموعة رائدة عالمياً في مجال الاستثمار التكنولوجي. ويشمل ذلك إعادة تنظيم العمليات التجارية للمجموعة وتبني نموذج أعمال مرن يتسم بالتنوع، يدعم تطلعات التطور التقني، وتقديم تجارب رقمية قوية وسلسة للعملاء وتمكين المجتمعات رقمياً».

وحول الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في تسهيل تقديم الخدمات في التطبيق، أفاد قائلاً: «أن الأخير هو نقطة ارتكاز للنهوض بالاقتصاد غير النقدي من خلال تقديم أفضل التقنيات والحلول المبتكرة مثل المنصات المدعمة بالذكاء الاصطناعي، وأنظمة التقييم الائتماني، ومنصات التحليلات المتقدمة التي سوف تفيد المتعاملين وتلبي الطلب المتزايد على التطبيقات المالية المتطورة. كما يساعد الذكاء الاصطناعي على فهم احتياجات المستهلكين حتى نتمكن من تزويدهم بالاتصالات المناسبة وإنشاء العروض التي تلبي احتياجاتهم على أفضل وجه، ويساعدنا الذكاء الاصطناعي كذلك في تبسيط عملية إنجاز المعاملات حيث إنه الأداة المثالية التي تعمل على فهم متطلبات عملائنا سريعة التطور وسلوكهم في الدفع».

توجهات

وحول أهم التوجهات والتطورات في قطاع التكنولوجيا المالية، قال الشامسي: «يحقق قطاع التكنولوجيا المالية والابتكار في الشرق الأوسط نمواً متسارعاً، ونحن نتطلع إلى أن نلعب دوراً رئيساً في هذا الصدد. ونتوقع أن يستمر استخدام تقنية «بلوك تشين» في التزايد نظراً لقدرتها على التخفيف من مخاطر الاحتيال، ويمكنها تتبع المعاملات بسهولة وبطريقة ثابتة. كما سوف يتم اعتماد الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي (ML) على نطاق أوسع في القطاع المصرفي من خلال نموذج الخدمة الذاتية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ويتم بالفعل استخدام روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أو «مستشاري الروبوت» في القطاع المصرفي لتعزيز تجربة المتعاملين، كما سيشهد القطاع المصرفي استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض تحسين التكلفة مثل المكتب الأمامي (المعاملات المصرفية للمحادثة) والمكتب الأوسط (كشف الاحتيال وإدارة المخاطر) والمكتب الخلفي (الاكتتاب).

وتوقع أن زيادة اعتماد مدفوعات البطاقات المشفرة والعملات المشفرة حيث سوف يتم قبول تلك العملات بشكل متزايد كشكل من أشكال الدفع من خلال شبكات البطاقات التقليدية، كما سوف يكون هناك استخدام أوسع للعملات الرقمية المدعومة من بنوك مركزية (CBDCs).

واستطرد: «تحولت صناعة التكنولوجيا المالية إلى محرك رئيس للتحول الرقمي، فقد شهدت نمواً متسارعاً، لذا تتمثل الرؤية القوية في مجال التكنولوجيا المالية في بناء سوق مالي يشمل جميع أفراد المجتمع من ذوي الحسابات المصرفية أو بدونها. ومن خلال تمكين الشراكات فإننا سنرى تضافر العروض المختلفة والشركاء المتخصصين في هذا الصدد. فيما سوف نحرص على توفير حلول دفع آمنة ومرنة ولاتلامسية في الإمارات، للمساعدة في إتمام معاملاتهم اليومية بشكلٍ سلس. نحن بحاجة إلى الاستفادة من سلوكيات المستهلكين سريعة التطور، بفضل الرقمنة المتزايدة التي حدثت أثناء فترة الجائحة، حيث أصبحت التجارة الرقمية دعامة أساسية، في جعل التجارب أكثر إرضاءً للمتعاملين عندما يتم تجميع الخدمات ذات الصلة في منصة واحدة، تحقق الربح للمستهلكين والتجار معاً».

خطط خمسية

وعن خطط «&e الحياة» خلال الأعوام الخمسة المقبلة، قال الشامسي: «في التكنولوجيا المالية، تتمثل رؤيتنا في أن نصبح رواد التكنولوجيا المالية في المنطقة في غضون 5 أعوام، بالإضافة إلى إنشاء شركة إعلامية وترفيهية إقليمية شاملة تركز على الصوت والصورة، ويرجع ذلك إلى أن صناعة التكنولوجيا المالية شهدت نمواً متسارعاً وغيرت سلوك الدفع لدى المستهلك بشكل كبير مع اعتماد العديد من المدفوعات الالكترونية. إن طموحنا في النمو هو تقديم تجربة رقمية سلسة وقوية. ونحن منفتحون دائماً على التعاون مع خبراء متخصصين واستكشاف أحدث الطرق لتحقيق النمو والتطور الذي سيحدث بشكل تلقائي أو من خلال التعاون والشراكات وعمليات الاستحواذ.

«اعرف عميلك»

يبدأ الذكاء الاصطناعي في (e& money)، بالعمل منذ لحظة التسجيل والدخول إلى التطبيق من خلال التعرف على الوجه وإنجاز «اعرف عميلك» وتقسيم المستخدمين بشكل أفضل والاستفادة من البيانات المتاحة لتسجيل الائتمان، ومنع عمليات الاحتيال، بالإضافة إلى الحصول على تفاصيل مهمة تتعلق بتكرار الاستخدام، واليوم والوقت وموقع المستخدم.