أطلقت مختلف المطاعم في دبي عدداً من مبادرات الاستدامة في الوقت الذي يشهد فيه قطاع المطاعم بالمدينة تطورات متسارعة نحو تعزيز المسؤولية البيئية بشكل يترك أثراً ملموساً على الموظفين والعملاء وعلى العالم ككل.

وتهدف دبي إلى تقليل وتحويل النفايات كلياً عن مسار الطمر بحلول عام 2030 وفقاً لاستراتيجية بلدية دبي التي تم الإعلان عنها في أغسطس الماضي، ما دفعها إلى تشجيع الابتكارات في مجال إدارة النفايات وإعادة التدوير لينعكس ذلك على قطاع المأكولات والمشروبات. كما تعمل المطاعم على تعيين مزيد من الموظفين للقضاء على ظاهرة هدر الطعام، إلى جانب سعيها أيضاً إلى تقليل انبعاثات الكربون واستيراد المكونات بطرق أكثر استدامة.

وقال أحمد الخاجة، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة: «إن التدابير المطبقة في مجال الوعي البيئي بدبي واضحة وملموسة، ويعدّ قطاع الأطعمة في الإمارة متقدماً للغاية في هذا السياق، إذ نرى العديد من المبادرات المبتكرة في مختلف الوجهات بالمدينة لتحقيق نتائج ملموسة. ومن خلال تحسين إدارة نفايات الطعام، وتقليل الهدر، وتخفيض استخدام البلاستيك، وترشيد استهلاك المياه، ومعرفة كيفية الحصول على المكونات اللازمة لإعداد الطعام، فإن مطاعم دبي تخطو خطوات حثيثة ومبهرة لتكون من رواد التغيير في هذا الاتجاه».

ومع تطلع العديد من المؤسسات والشركات لأن تكون أكثر اهتماماً بالبيئة بحكم أن الاستدامة أصبحت عاملاً محورياً في كافة القطاعات، نرى تصدّر قطاع الأغذية والمطاعم تلك الجهود بشكل واضح. وهناك توجه متزايد وملحوظ في دبي نحو تطبيق التغييرات الملموسة وترك الآثار الإيجابية في هذا الخصوص، وفي ما يلي نستعرض بعض الشركات ومبادراتها في هذا الصدد:

بوكا

يعد مطعم بوكا من الوجهات المفضلة للجميع في مركز دبي المالي العالمي، فهو يقدم قوائم الأطباق الموسمية المعدّة من مكونات طازجة من المزارع مباشرة ليكون من المطاعم التي تدعم المكونات المحلية والاستيراد المستدام. واتخذ المطعم، الذي كان من أبرز المشاركين في مهرجان دبي للمأكولات 2022، خطوات أخرى لتعزيز الاستدامة من خلال تعيين مسؤول لضبط النفايات وهدر الطعام، ليتولى مسؤولية دراسة الهدر الداخلي والهدر لدى الموردين والمنتجين، ليعد بذلك رواد المطعم بأن زيارتهم إلى BOCA لن تنتج أكثر من 15 كيلوجراماً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

مطعم سوفيتيل دبي ذا أوبيليسك

يتمتع مطعم «سوفيتيل دبي ذا أوبيليسك» بمركز متميز في مجال الاستدامة، وقد كان الطاهي التنفيذي راسل إمبيازي من بين المرشحين النهائيين لنيل جائزة «بطل الاستدامة» في أولى جوائز غولت أند ميلو بالإمارات نظراً لشغفه الكبير بحماية العالم من حولنا، حيث يولي اهتماماً كبيراً بالمنتجات والمحاصيل المحلية، ويحرص على تثقيف الطهاة الشباب بمسؤوليتهم عند اختيار مصدر مكونات أطباقهم.

ويشهد مطعم سوفيتيل دبي ذا أوبيليسك توجهاً ملحوظاً نحو إدارة نفايات الطعام يتمثل في شراكته مع «ريلوب»، حيث ساهم في كل من مبادرة توفير مليون وجبة ومبادرة Zero Waste، ليحقق أثراً هائلاً من التغييرات التي طبقها بما فيها الشراكات الأخرى مع مخازن الطعام بالدولة، بالإضافة إلى تحويل المكونات الفائضة في هذا العام إلى 8500 وجبة بدلاً من انتهائها كنفايات.

تورنو سوبيتو

طبّق مطعم «تورنو سوبيتو» بفندق دبليو دبي – النخلة أعلى معايير وممارسات الاستدامة منذ افتتاحه في دبي، وذلك بفضل الاهتمام والشغف الكبير للشيف ماسيمو بوتورا بمعالجة مشاكل التغير المناخي ودعم الاستدامة. ويتّسم المطعم بإبداعاته الغنية باستخدام المكونات التي لا يرغب في تحويلها إلى نفايات، كالخبز وماء الموزاريلا والطماطم الناضجة أكثر من المطلوب، ليحولها إلى ألذ الأطباق التي تبهر الحواس وتسهم في جهود الاستدامة.

فنادق هيلتون

تشتهر فنادق هيلتون على الصعيد العالمي باستراتيجياتها الداعمة للبيئة والاستدامة، والتي تنعكس على عملها في دبي ودولة الإمارات ككل. فالعلامة تعمل من خلال شراكة مع المشروع الإماراتي الناشئ FreshOnTable لتوفير المحاصيل الغذائية المستدامة والمحلية لمجموعة من الفنادق بالدولة، كما انضم الفندق إلى Water Lab لتجربة حلول متطورة للتعامل مع نفايات الطعام عبر حلول تحويل الطعام إلى سماد. أما البرامج التعليمية بالفندق فلا تقل تميزاً وإبهاراً، حيث تتوافر كتب متخصصة في هذا المجال للأطفال بهدف تشجيعهم على العادات السليمة من سنّ مبكرة لدعم الجهود المستمرة لحماية العالم من حولنا.

فوليا، منتجع فور سيزنز شاطئ جميرا

انطلق مطعم فوليا في عام 2020 وتأسس كمشروع مستدام منذ البداية، حيث يعمل على تطوير عملياته بشكل مستمر، وعقد مؤخراً شراكة مع شركة Tiny Footprint التي تعد أول شركة للقهوة بأثر كربوني سالب في العالم، للحصول على القهوة العضوية بمصادر تدعم التجارة العادلة.

مطعم هابي حديقة الخزان

قدم مطعم ومتجر المثلجات «هابي» في حديقة الخزان سياسة لتقليل النفايات إلى الصفر تماشياً مع سياسة استيراد المكونات محلياً. فجميع أدوات الطعام والأكواب وأوعية الطعام مصنوعة من نشا الذرة، وتستخدم الصناديق معادة التدوير لتعبئة الطعام الساخن.

كاسيت القوز

يبدي مطعم «كاسيت القوز» اهتماماً خاصاً بتقليل نفايات الطعام فيما يتألق بتقديم الأطباق الشهية من بقايا مكونات الطعام، إلى جانب ابتكار قائمة متميزة كل أسبوعين تستخدم فيها المكونات المتبقية في إعداد الحساء والصلصات وغيرها. وبالإضافة لذلك، يتميز المطعم بديكور منسجم مع أهداف الاستدامة.

لوي

حصد مطعم لوي نجمة ميشلان الخضراء تقديراً لجهوده في مجال الاستدامة، حيث يتميز باستخدامه بقايا مكونات الطعام في أطباق أخرى واستعمال تلك البقايا أيضاً في صنع عبوات الطعام. فجهود المطعم في مجال الاستدامة وحماية البيئة كبيرة وفعالة، تركّز على تقليل النفايات وشراء المكونات محلياً ومساعدة المجتمع بأكمله.

«وايلد آند ذا مون»

 يطبق مطعم «وايلد آند ذا مون» في السركال أفنيو سياسة عدم استخدام البلاستيك وتقليل النفايات إلى الصفر، ويشتهر بين رواده بأطباقه المفعمة بالنكهات، وباستخدامه الملتزم لمكونات الطعام من مصادر محلية والمنتجات الخالية من الجلوتين والإضافات والمناسبة للنباتيين. فعلى سبيل المثال، يستخدم مطعم لوي اللبّ المتبقي من إعداد العصائر وحليب المكسرات في صنع المقرمشات، بينما يبيع بقايا الطعام بأسعار مخفضة.

مطعم سيفا

ومن الوجهات الأخرى التي تحرص على عدم استخدام البلاستيك، مطعم سيفا في شارع جميرا بيتش، والذي يمثل مركزاً متكاملاً للعافية ومقهى للمنتجات النباتية والأطباق العضوية 100% التي تترك أفضل أثر على البيئة. كما يعمل المطعم ليصبح مؤسسة خالية من النفايات تماماً.

ساندرسونز الخوانيج

ليس الطعام العنصر الوحيد المعني بتخفيض النفايات، حيث يدعم مقهى ساندرسونز في الخوانيج الموردين المحليين ويعمل على إعادة تدوير الزيوت، وينقي الماء لإعادة استعماله في ري النباتات بالمجتمع المحيط.

ريف جابانيز

يعد الابتكار أبرز سمات جهود الاستدامة في مطعم ريف جابانيز كوشياكي دار الوصل مول، فالزيّ الموحد للموظفين أنيق للغاية ولكنه مصنوع أيضاً من إعادة تدوير العبوات البلاستيكية. كما يعد المطعم المتميز واحداً من أبرز المشاركين في مهرجان دبي للمأكولات، ويطبق سياسة لتخفيض إنتاج النفايات إلى أدنى حد ممكن فهو يملأ أكواب الضيوف بالمياه العادية أو الفوارة المصفاة من الصنبور ويشجع على شربها بالمصاصات المعدنية.

ويذكر أن المطاعم في دبي معروفة بمعاييرها الاستثنائية والتجارب الرائعة التي توفرها لروادها بفضل عروضها المتميزة من الأطعمة والمشروبات، ولكن أثرها أصبح يتجاوز صالات الطعام، حيث يستفيد المجتمع المحلي بأكمله من تلك المبادرات والتوعية بأهميتها وبالأثر البيئي، ليقود قطاع الضيافة جهود الاستدامة بفضل حلوله المبتكرة للمشاكل التي تؤثر فينا جميعاً، ووعود بمزيد من الابتكارات للمستقبل.