أعلن نادي كلية هارفارد للأعمال في دول التعاون عن تنظيم النسخة الجديدة من منتدى «التحولات الاستراتيجية والتأثير المستقبلي لدول الخليج 2022» يومي 14 و15 سبتمبر 2022 في متحف المستقبل في دبي وللمرة الأولى على الإطلاق، لن تقتصر المشاركة في نسخة هذا العام من الحدث الحصري على خريجي الكلية فحسب، بل ستمتد لتشمل عدداً من أبرز صناع القرار ورواد الأعمال في دول الخليج العربي.

 ويهدف المنتدى إلى تمكين الشراكات ما بين القطاعين العام والخاص لإعادة تصوّر استراتيجيات جديدة للأعمال وتطويرها ضماناً لتحقيق أكبر تأثير ممكن خلال السنوات العشرين المقبلة.

ومع اكتساب منطقة دول التعاون زخماً هائلاً كنتيجة للتداعيات والأحداث الجيوسياسية الأخيرة، وتبنيها مبادرات تنموية شاملة على الصعد البيئية الاجتماعية والاقتصادية، يدرك نادي كلية هارفارد للأعمال في دول التعاون أهمية هذه المرحلة وضرورة تنظيم منتدى حواري بمشاركة نخبة من صناع القرار ورواد الأعمال في المنطقة لإعادة رسم وتشكيل سياسات وأجندات جديدة لمواكبة ركب التنمية العالمي.

التحولات الاستراتيجية

وعلى مدار يومي المنتدى، ستناقش الكلمات الرئيسية لكبار الشخصيات وحلقات النقاش والمحادثات التفاعلية والمداخلات السريعة سبل مضي دول الخليج العربي قدماً خلال مرحلة مقبلة حافلة بالتحولات الاستراتيجية، وذلك بالتركيز على مبادرات الحوكمة والرعاية الصحية والأمن الغذائي والاقتصاد الرقمي ودعم المواهب الوطنية.

التحول الاقتصادي

وقال صالح لوتاه، الرئيس التنفيذي لمجموعة لوتاه، رئيس نادي كلية هارفارد للأعمال في دول التعاون: «علاوة على التحديات العالمية الرئيسية المتمثلة في التعليم والأمن الغذائي والصحة وتنمية قدرات القوى العاملة الوطنية، تواجه دول مجلس التعاون الخليجي تحديات إضافية متمثلة في تمكين مبادرات التحول الاقتصادي والانتقال من الاعتماد على الصناعات الهيدروكربونية إلى قطاعات اقتصادية أكثر تنوعاً واستدامة. ونتطلع أن يشكل هذا المنتدى منصة تجمع تحت سقف واحد صناع القرار من الجهات الحكومية ورواد الأعمال من أنحاء المنطقة لتبادل الأفكار ووضع خطط قابلة للتنفيذ على أرض الواقع سعياً نحو تحقيق مستقبل مزدهر ومشرق».

وتشمل قائمة المتحدثين في المؤتمر عدداً من أبرز صناع القرار ورواد الأعمال في المنطقة بما في ذلك معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في الإمارات، ومعالي المهندس محمد الجاسر، مساعد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للخدمات المشتركة في المملكة العربية السعودية، وهلال سعيد المري، مدير عام دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، والبروفيسور جون دي ماكومبر، كبير محاضري قسم إدارة الأعمال في كلية هارفارد للأعمال.

أما بالنسبة لقائمة الشركاء والرعاة الرسميين لنسخة هذا العام من منتدى «التحولات الاستراتيجية والتأثير المستقبلي لدول الخليج 2022» فتشمل دائرة الصحة في أبوظبي، وشركة «ثقة»، مزود خدمات الأعمال والحلول الذكية في السعودية، و«اقتصاد الشرق مع بلومبرغ».

توسيع الشراكات

 وقالت الدكتورة مليحة هاشمي، الريادية في قطاع الرعاية الصحية بالمملكة العربية السعودية، والتي تشغل عضوية المجلس الاستشاري لكل من «مؤتمر الصحة العربي»، ومجلس المستقبل العالمي لشؤون الصحة في المنتدى الاقتصادي العالمي والحاصلة أخيراً على جائزة شخصية العام في قطاع الرعاية الصحية 2022 من مجلة فوربس: «بات من الأهمية بمكان مواصلة تقييم واغتنام الفرص ضمن قطاع الرعاية الصحية عبر توفير حلول اقتصادية مبتكرة قائمة على العلوم. وفي ظل مساعي المملكة العربية السعودية لأن تغدو محركاً رئيسياً للابتكار في المنطقة، فإنها ماضية قدماً لاتخاذ خطوات كبيرة تجاه توسيع نطاق الشراكات مع القطاع الخاص لتطوير حلول في هذا المجال. وأنا على يقين بأن الشراكات عبر قطاع الرعاية الصحية ستشكل نواة حقيقة للشراكة عبر كل المجالات، لا سيما وأن الشراكات عبر قطاع الرعاية الصحية بإمكانها خلق تأثير اجتماعي إيجابي يحتاجه العالم بشدة في هذه الظروف».

وأضافت: «يتطلب تنفيذ هذه السياسات على أكمل وجه خبرات عملية وعلمية واسعة. لذا، سيتيح منتدى التحولات الاستراتيجية والتأثير المستقبلي لدول الخليج 2022 للجهات الحكومية والقطاع الخاص في دول الخليج خبرات واسعة معززة بالأدوات المناسبة يمكنها توسيع نطاق الحلول عبر شبكات الرعاية الصحية الوطنية والعالمية».

دور محوري

وسيكون الاقتصاد الرقمي أيضاً محوراً رئيسياً لمناقشات منتدى «التحولات الاستراتيجية والتأثير المستقبلي لدول الخليج 2022»، خصوصاً وأن الحكومات ورواد الأعمال في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي حريصون على الارتقاء بمكانة مؤسساتهم لتغدو لاعباً رئيسياً في هذا القطاع الاقتصادي الناشئ.

وقال جهاد خليل، مدير عام المنطقة الشرقية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى «ماستركارد»: «باعتبارها شريكاً موثوقاً به للحكومات والمؤسسات المالية وشركات التكنولوجيا المالية الناشئة، تؤمن «ماستركارد» بأهمية تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لإنشاء اقتصاد رقمي مزدهر ومستدام. وبصفتنا شريك المدفوعات الرسمي للمنتدى، يسرنا الانضمام إلى هذا المؤتمر الذي يضم صناع القرار ورواد الأعمال في المنطقة، وتسليط الضوء على إنجازات وابتكارات الأفراد والشركات التي أسهمت في تغيير الطريقة التي يعمل بها العالم».

 التقنيات الرقمية

وتنطوي أهداف دول المنطقة، المتمثلة بالانتقال من تبني التقنيات الرقمية لأن تصبح مصدراً لنشر وتوزيع هذه التقنيات، على إمكانات كبيرة يمكن تحقيقها. وذلك بحسب أندريا دانيلا، مؤسس «غلوبال ميلينيال كابيتال»، الشركة الاستثمارية في رأس المال المُخاطر الأولى من نوعها في الشرق الأوسط والتي تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات الاستثمارية التقليدية.

وقالت أندريا: «نشهد في الوقت الحالي تسارعاً في التقدم التقني فاق كل التوقعات، فقد برزت على الصعيد العالمي في الآونة الأخيرة توجهات متعددة مثل البلوك تشين والذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية والميتافيرس، ما دفع الحكومات والشركات في المنطقة إلى تطوير أطر عمل قوية وسياسات شاملة وإطلاق مبادرات واسعة النطاق لمواكبة توجهات الاقتصاد الرقمي الناشئة. وبالاعتماد على نهج تعاوني يشمل القطاعين الحكومي والخاص، يمكن لدول المنطقة الاستفادة من الفرص المواتية لخلق منظومة أكثر شمولاً لريادة الأعمال تمكّن الشباب من مواصلة الابتكار وإحداث ثورة حقيقية في التوجهات التقنية السائدة في العالم».

وفي نسخة هذا العام، يتطلع منتدى «التحولات الاستراتيجية والتأثير المستقبلي لدول الخليج 2022» لأن يصبح منصة معرفية مخصصة للاستفادة من الأفكار التي سيتم جمعها وتحويلها إلى مبادرات استراتيجية هادفة ومدروسة.