يكمل مطار دبي الدولي اليوم، أعوامه الـ 62، فمنذ تأسيسه وبدء تشغيله في الثلاثين من سبتمبر 1960، انطلق في سباق نحو الريادة والتميز، وتوج عام 2014 في المركز الأول عالمياً بأعداد المسافرين الدوليين، وهو المركز الذي حافظ عليه حتى نهاية العام الماضي، ومن المتوقع أن يواصل صدارتها بنهاية العام الجاري.

ويزخر تاريخ مطار دبي الدولي، بأمثلة عديدة على التفكير المستقبلي في أهمية قطاع الطيران، والإمكانات التي يتيحها للانفتاح على العالم، وضرورة الاعتماد على أرقى التقنيات لخدمة المسافرين وشركات الطيران.

فقد كان أول مطار في منطقة الشرق الأوسط، من حيث توفيره الجسور لنقل الركاب إلى الطائرات، بدلاً من الانتقال إليها بواسطة الباصات، إلى جانب امتلاكه لأطول برج لمراقبة الحركة الجوية، وأكثرها تطوراً، عند افتتاح مبنى الشيخ راشد في عام 2000.

وفي عام 2002، أكَّد مطار دبي دوره الريادي على مستوى الشرق الأوسط، مع إطلاقه خدمة بوابة الإمارات الإلكترونية، لتسهيل حركة وإجراءات المسافرين، التي تم تطويرها في ما بعد، لتصبح بوابات ذكية على أعلى مستوى من التطور. وفي عام 2008، تم افتتاح المبنى 3، الذي يُعد أكبر مبنى من نوعه في العالم.

وبعد ثلاث سنوات فقط، تم افتتاح (الكونكورس إيه)، الذي يُعتبر أيضاً، أكبر مبنى من نوعه في العالم، وهو مُخصّص لاستقبال الطائرات من طراز «إيرباص إيه 380»، الطائرة الأضخم من نوعها في العالم.

وفي الوقت الراهن، فإن مطار دبي الدولي، هو مركز عمليات طيران الإمارات، أكبر ناقلة جوية دولية في العالم، وأيضاً لسوق دبي الحرة، أكبر سوق حرة من نوعها في العالم. وفي عام 2018، استقبل المطار مسافره رقم مليار.

خطوات نوعية

خلال العام الماضي، حافظ مطار دبي الدولي على المركز الأول في صدارة المطارات الدولية الأكثر ازدحاماً حول العالم، للسنة الثامنة على التوالي، إذ استقبل 29.1 مليون مسافر خلال عام 2021، لتتجاوز حركة الركاب السنوية التوقعات الأولية لعدد المسافرين من خلال مطار دبي الدولي في 2021، بزيادة نسبية تُقدر بنصف مليون مسافر، نتيجة زيادة حركة الطيران خلال الربع الأخير من العام.

وقد أسهمت الخطوات النوعية التي اتخذتها دبي وقطاع الطيران، إلى دفع عجلة التعافي، وتسريع وتيرتها، ومنها استضافة النسخة الأكبر والأضخم من معرض دبي للطيران، ليُشكّل بذلك أول حدث عالمي ومعرض جوي رئيس يتم إقامته منذ بداية الجائحة العالمية.

فضلاً عن عودة الطاقة التشغيلية في مطار دبي الدولي بنسبة 100 %، مع إعادة فتح الكونكورس (D)، والكونكورس (A)، في مبنى الركاب رقم (1)». كما تم افتتاح واحد من أكبر مختبرات المطارات في العالم، لإجراء فحوصات مسحة الأنف، للكشف عن حالات الإصابة بفيروس «كوفيد 19»، لجميع الزوار القادمين إلى دبي بكل سهولة ويسر، تجاوز التوقعات.

وعلى الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهت ملايين الأفراد حول العالم، مكّن مطار دبي الدولي من تجاوز العقبات من خلال مواكبة المتغيرات بمرونة وسرعة عالية، في سبيل توفير تجربة سفر آمنة ومريحة للمسافرين عبر المطار.

أداء استثنائي

كما حقق مطار دبي الدولي DXB أداءً قوياً خلال الربع الثاني من العام الجاري، ما ساهم في ارتفاع عدد المسافرين خلال الستة أشهر الأولى، باستقبال نحو 27.9 مليون مسافراً، ليتجاوز أعداد المسافرين خلال العام الماضي بنحو 1.2 مليون مسافر، وذلك على الرغم من انخفاض الطاقة الاستيعابية للمطار، خلال أعمال تجديد المدرج الشمالي.

والتي استمرت لمدة 45 يوماً خلال شهري مايو ويونيو من العام الجاري. كما حافظ المطار على أدائه الاستثنائي، وتحقيق النمو على أساس ربع سنوي للمرة التاسعة على التوالي، منذ بداية الوباء العالمي، حيث سجل مطار دبي الدولي DXB 14.2، مليون مسافر خلال الربع الثاني من العام الجاري، محققاً زيادة سنوية قدرها 190.6 %.

واستقبل دبي الدولي نحو 27,884,888 مسافراً في النصف الأول من العام الجاري، مسجلاً زيادة قياسية بنسبة 161.9 %، مقارنة بالنصف الأول من عام 2021، لتشير هذه النتائج القوية إلى تحقيق نسبة 67.5 % من معدلات حركة المسافرين عبر مطار دبي الدولي DXB، خلال نفس الفترة من عام 2019، قبل الجائحة العالمية.

وبلغت خدمات البضائع في مطار دبي الدولي DXB، نحو 390,520 طناً من الشحن الجوي، خلال الربع الثاني من العام الحالي، بإجمالي 910,075 طناً خلال الستة أشهر الأولى من عام 2022، مسجلة تراجعاً بنسبة 18.9 %.

وعلى الرغم من مواصلة عمليات الشحن على متن رحلات الركاب، خلال فترة إغلاق المدرج الشمالي في مطار دبي الدولي DXB، لقد تأثرت حركة الشحن خلال الربع الثاني، بسبب تخفيض الطاقة الاستيعابية للشحن الجوي، وتوجيه بعض رحلات الركاب إلى مطار دبي وورلد سنترال DWC، في شهر مارس الماضي، لإنجاز خطة العمل وفق الجدول الزمني المحدد لأعمال تجديد المدرج الشمالي، خلال الفترة من 9 مايو إلى 22 يونيو.

وبلغ إجمالي عدد الرحلات خلال الستة أشهر الأولى من العام الجاري، نحو 154,993، بزيادة قدرها 55.9 %، مقارنة بالنصف الأول من عام 2021، ليحقق نسبة 87 % من مؤشرات التعافي، والعودة إلى مستويات ما قبل الجائحة، التي سجلها مطار دبي الدولي DXB، خلال النصف الأول من عام 2019.

اعتمد مطار دبي الدولي DXB، في إدارة عملياته على توظيف أحدث تقنيات المقاييس الحيوية، حيث ساهمت تقنية البوابات الذكية في تسريع الوقت الزمني لإتمام إجراءات السفر، استناداً إلى كفاءة وسرعة مركز التحكم في العمليات المتقدم، الذي يوفر معلومات محدَّثة بشكل مستمر، الأمر الذي يتيح تقديم أعلى معايير الخدمة، وتسهيل رحلة المسافرين، على الرغم من فترة الذروة.

وتزايد أعداد المسافرين بشكل كبير. وفي هذا الإطار، سجل المطار مؤشرات قوية خلال النصف الأول من العام الجاري، خاصة في فترات الذروة، حيث جاءت المدة الزمنية لانتظار 96 % من المسافرين، لمدة أقل من 5 دقائق عند كاونترات مراقبة الجوازات، في حين كان متوسط وقت الانتظار عند بوابات التفتيش الأمني عند المغادرة، أقل من 3 دقائق لـ 97 % من الركاب*.

وتمكن نظام مناولة الحقائب والأمتعة في مطار دبي الدولي DXB، الذي يمتد بطول 175 كم، من نقل إجمالي 27.1 مليون حقيبة خلال النصف الأول من عام 2022، مُسجلاً أعلى أداءً للمطار الدولي الأكثر ازدحاماً في العالم بنسبة 99.8 % (أي بمعدل 1.75 حقيبة لكل 1000 مسافر لم يتم التعامل معها).

أما بالنسبة إلى تسليم الأمتعة عند الوصول، تم تسليم 92 % من جميع الأمتعة في غضون 30 دقيقة**. تمثل مؤشرات الأمتعة التي تم تحقيقها خلال هذه الفترة 77.2 % من حجم الأمتعة في مطار دبي الدولي DXB، للفترة نفسها من عام 2019.