رسم ملتقى دبي للميتافيرس الملامح المستقبلية العالمية لهذا العالم الجديد الذي بات حديث الجميع، وأكدت الإمارة ريادتها في قيادة دفة هذا العالم، إذ نجحت من خلال استضافتها فعاليات ملتقى الميتافيرس بمشاركة عالمية واسعة في رسم ملامح مستقبل القطاع، فيما تتنافس الشركات والعلامات التجارية الرائدة عالمياً على دخول هذا المجال.
وأكد سامويل هاميلتون، المدير الإبداعي في ديسنترالاند أن دبي أثبت قيادتها دفة هذا العالم الجديد عبر تنظيمها هذا الملتقى العالمي الذي جمع أبرز الشركات والخبراء والمتخصصين في هذا المجال، ما يثبت أن هذه المدينة العالمية دائماً تسبق الجميع في كل المجالات.
وأضاف إنه في ظل التطورات العالمية المتسارعة، شاهدنا دبي تبادر في تبني ورعاية بل الدخول بقوة في كل المجالات التكنولوجية ومنها «الميتافيرس» التي باتت رؤيتها واضحة بفضل الاستراتيجية التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي.
وأضاف سامويل هاميلتون، إن الحدث العالمي وفر المناخ المناسب لمناقشة عالم «الميتافيرس» في كل الجوانب والتفاصيل الاقتصادية أو الاجتماعية أو العلمية وصولاً إلى الترفيهية، بالإضافة إلى لقاء أبرز المسؤولين والخبراء والمتخصصين في هذا المجال لتبادل الآراء والخبرات، والتعاون مع كل الجهات الراغبة في الدخول إلى هذا العالم.
خطط
واستعرض سامويل هاميلتون، الخطط المقبلة لشركة ديسنترالاند، مؤكداً أن هناك الكثير من الدول والحكومات تواصلت معهم لدخول عالم «الميتافيرس» ومعرفة مدى الاستفادة منه في كل الجوانب المتاحة أبرزها تأسيس سفارات في عالم الميتافيرس للقيام بعمليات إصدار التأشيرات واستقبال الطلبات خصوصاً الدول الفقيرة والنامية التي لا تملك المورد المالي لبناء سفاراتها على أرض الواقع، بالإضافة إلى الخدمات الحكومية الأخرى التي تستطيع أن تقدمها هذه الدول.
ريادة دبي
وأكد جاستن إدواردز مؤسس والرئيس التنفيذي لـ «فيرس ديجتال» أن مدينة دبي التي يزورها للمرة الأولى فاجأت العالم، عندما أعلنت عن استراتيجيتها للميتافيرس وبعدها نظمت هذا الملتقى العالمي الذي جمع أبرز المسؤولين والخبراء والمختصين في «الميتافيرس».
وأضاف إن دبي عبر هذه المبادرات رسمت الخط العالمي لهذا العالم الجديد، إذ سبقت دول العالم في هذا المجال، بالإضافة إلى توفر كل المقومات والإمكانيات لإنجاح هذا التحول العالمي الجديد في المجال التكنولوجي.
وأكد جاستن أنهم يرغبون أن تكون دبي هي بوابتهم الرئيسية إلى منطقة الشرق الأوسط وأن يكونوا جزءاً من استراتيجيتها، خصوصاً أن دانة الدنيا قدمت مثالاً واضحاً حول التحول إلى هذا المجال التقني الجديد، وأيضاً ساهمت في تشجيع الجميع للدخول إلى هذا المجال.
وعن تردد البعض في دخول «الميتافيرس»، قال جاستن إنه لإزالة كل هذه العوائق يجب أولاً دراسة ومعرفة أسباب التردد ومعالجتها، وهذه العملية تبدأ بالتوعية والتثقيف.
مبادرات
وأكد برتراند ليفي، نائب رئيس شركة ساندبوكس أن دبي تقود العالم في التحول إلى عالم الميتافيرس بفضل عدد من المبادرات النوعية التي تم إطلاقها أبرزها استراتيجية دبي للميتافيرس وملتقى دبي للميتافيرس وهذا دليل على السعي الدائم إلى تبني أفضل الابتكارات والممارسات في المجال التقني والتكنولوجي، موضحاً أن الملتقى هو حدث عالمي بحد ذاته يخدم مصلحة هذا العالم الجديد، إذ كانت الجلسات مميزة ومثيرة للاهتمام ما يدل على الاهتمام المتزايد بعالم «الميتافيرس»، والأهم من ذلك التطور التكنولوجي التي تقوده دبي في هذا المجال مما يؤهلها لتولي دفة القيادة في «الميتافيرس»، خصوصاً أنها تمتلك كل المقومات الاقتصادية والتكنولوجية بالإضافة إلى السمعة العالمية.
وقال برتراند ليفي، إن الشركة ترتبط بعلاقة مميزة بمدينة دبي، إذ كانت البداية عندما قامت بتأسيس وبناء مدينة هونغ كونغ في عالم «الميتافيرس» والتعاون مع عدد من الشركات هناك التي قامت بتأسيس مقراتها في هذا العالم، موضحاً أنه عقب نجاح الفكرة، وجهنا أنظارنا إلى مدينة دبي، إذ تواصلنا مع عدد من المؤسسات والشركات المحلية والعالمية خلال الفترة الماضية، التي أثمرت عن دخولها لعالمنا، أبرزها سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية ومشروع «دبي فيرس» بالتعاون مع سلطة تنظيم الأصول الافتراضية. واعتبر برتراند أنه لا توجد منافسة بين الشركات المتخصصة في عالم الميتافيرس، والسبب أن الجميع يعمل لتحقيق هدف واحد هو المساهمة في تطوير هذا العالم الجديد والتعريف به واستثماره بما يحقق عدداً كبيراً من الفوائد في كل المجالات.
وتوقع برتراند أن الجميع سوف ينخرط في عالم «الميتافيرس» خلال الـ 5 أو 10 سنوات المقبلة خصوصاً مع الثورة التكنولوجية والأدوات الجديدة التي سيتم ابتكارها لتعزيز وتطوير هذا المجال ابتداءً من بناء المدن في «الميتافيرس» وانتهاءً بالفنون الرقمية التي ستتواجد في كل البيوت حول العالم.
رؤية
وقال عبدالله محمد الظاهري الشريك ونائب المدير العام لدى «تشينتك لابس» إن علاقته بـ «الميتافيرس» بدأت عبر بوابة «البلوك تشين»، إذ كان يبحث عن مدى الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة، وبالتحديد ابتكار جواز أو هوية رقمية تغني عن استخدام جوازات السفر الواقعية، بالإضافة إلى شهادات الميلاد والشهادات الجامعية وغيرها، موضحاً أن الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة هي التي دفعته للدخول إلى هذا المجال، كما أن الدعم الذي قدم لنا عبر إشراكنا في المشاريع الحكومية كان له دور كبير في تشجيع الجميع إلى العمل في هذا العالم الجديد.
وعن نظرته المستقبلية لـ «الميتافيرس» في الدولة، قال عبدالله الظاهري إن هناك الكثير من الجوانب التي سوف يقوم هذا العالم الجديد بها وسوف تستفيد منه كل الجهات والمؤسسات الحكومية، فعلى سبيل المثال التخطيط المبكر للأزمات والكوارث ودراسة النقاط الإيجابية والسلبية والقيام بعمليات محاكاة في هذا المجال، كما يمتد أيضاً ليشمل المجال التعليمي عبر قيام الطلاب بإجراء التجارب المخبرية عن طريق هذا العالم الافتراضي الجديد.
وأكدت هيا الغصين، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ «إفولف نتورك»، أن القيادة الرشيدة وفرت كل المقومات والإمكانيات لدخول هذا العالم الجديد، حيث جاء الملتقى ليؤكد أن الدولة سائرة بقوة في المجال، موضحة أنها بدأت في التفكير بهذا المجال، عندما كانت تكمل دراستها الجامعية في بريطانيا، إذ تولدت لديها الرغبة للتعرف أكثر على زملائها من الدول الأخرى رغبة منها في معرفة ظروفهم وخلفياتهم الثقافية والمعرفية. وقالت إن الابتكار هو الطريق الصحيح إلى النجاح، إذ شاهدتهم وهم يبحثون عن أفضل الوسائل الممكنة لتحقيق الابتكار، خصوصاً الطلاب الذين ينتمون للدول التي لا توفر البيئة المناسبة للتعليم، لذا تواصلت مع أحد رواد الأعمال، وتولدت لديها فكرة إنشاء شركة لدعم أفكار الشباب ومشاريعهم، خصوصاً في مجال الاستدامة والبيئة.