استعرض معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي أمام وفد ترأسه ريد بليكمور، القائم بأعمال مدير مركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي، مشاريع ومبادرات الهيئة التي تستند إلى رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وضم الوفد ممثلين عن لجان مجلس الشيوخ الأمريكي للطاقة والموارد الطبيعية، والشؤون الخارجية، والاعتمادات، والبيئة والأشغال العامة، بالإضافة إلى لجان مجلس النواب الأمريكي في الطاقة والتجارة، والشؤون الخارجية، والعلوم والفضاء والتكنولوجيا، والمناخ.

وتهدف الزيارة إلى الاطلاع على تجربة هيئة كهرباء ومياه دبي الرائدة في توفير بنية تحتية متطورة ومتكاملة للكهرباء والمياه وفق أعلى معايير الاعتمادية والتوافرية والكفاءة لتلبية الطلب المتزايد ومواكبة احتياجات التنمية المستدامة، بالإضافة إلى بحث تعزيز التعاون المشترك والتعرف على المبادرات الطموحة والمشاريع التطويرية الرائدة والمبتكرة التي تنفذها الهيئة تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة في المجالات المتعلقة بقطاعي المياه والطاقة المتجددة والنظيفة.

حضر اللقاء من جانب الهيئة كل من المهندس وليد بن سلمان، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع تطوير الأعمال والتميز، والدكتور يوسف الأكرف، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع دعم الأعمال والموارد البشرية، والمهندس مروان بن حيدر، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الابتكار والمستقبل.

ورحب معالي سعيد محمد الطاير بالوفد الأمريكي، شارحاً عمل الهيئة وأنشطتها وتطورها والتقدم المستمر في خدماتها، كما تطرق لأهم المشاريع التطويرية والمبادرات الاستراتيجية الأخرى التي تنفذها الهيئة في إمارة دبي تماشياً مع أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050، وأهمها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وبقدرة إنتاجية ستصل إلى 5000 ميجاوات بحلول 2030، ومشروع المحطة الكهرومائية بتقنية الطاقة المائية المخزنة في حتا، باستخدام الطاقة النظيفة وهو المشروع الأول من نوعه في منطقة الخليج، ومشروع "الهيدروجين الأخضر" الذي دشنته الهيئة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، ويعد المشروع التجريبي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وبرنامج هيئة كهرباء ومياه دبي للفضاء "سبيس دي" الذي يهدف إلى تحسين عمليات وصيانة وتخطيط شبكات الهيئة بالاعتماد على الأقمار الاصطناعية النانوية وتقنيات الاستشعار عن بُعد، إضافة إلى تأهيل كادر إماراتي متخصص في مجال استخدام تقنيات الفضاء في شبكات الكهرباء والمياه. وقد وصلت القدرة الإنتاجية الإجمالية للهيئة من الطاقة إلى 14,217 ميجاوات، وتبلغ نسبة القدرة الإنتاجیة للطاقة النظیفة نحو 12.1% من إجمالي مزیج الطاقة في دبي ومن المتوقع أن تصل إلى نحو %14 بنھایة العام الجاري. وحتى نهاية الربع الثاني من العام الجاري، قدمت الهيئة خدماتها إلى 1,126,121 متعامل.

وتعمل هيئة كهرباء ومياه دبي من خلال أكاديميتها ومركز البحوث والتطوير ومركز الابتكار التابعين للهيئة، على صقل الكفاءات الوطنية والمواهب الشابة وتعزيز مشاركتها في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة لتحقيق التنمية المستدامة ، حيث تتبنى الهيئة استراتيجية متكاملة لإعداد مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، لشغل جميع الوظائف الهندسية والفنية والإدارية في الهيئة، ومواصلة استقطاب الكوادر المواطنة سواء من أصحاب الخبرات أو الخريجين الجدد.

وأبرمت هيئة كهرباء ومياه دبي اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع العديد من الجامعات والمعاهد ومراكز البحوث والشركات المحلية والعالمية بما في ذلك جامعة كاليفورنيا، بيركلي لتطبيق برنامج الماجستير في أنظمة وتقنيات طاقة المستقبل، وجامعة ستانفورد الأمريكية، للتعاون في عدد من مجالات البحوث والتطوير التي يشارك فيها باحثون في مركز البحوث والتطوير التابع للهيئة، وذلك من خلال عضوية الهيئة في برنامج "طاقة 3.0" التابع للجامعة.

وأوضح معالي الطاير أنه لدى هيئة كهرباء ومياه دبي خطط لاستثمار 40 مليار درهم في النفقات الرأسمالية خلال خمس سنوات، لا سيما للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة. وتمتلك الهيئة بنية تحتية قوية لتلبية الطلب المتزايد ودعم نمو الاقتصاد الأخضر وتعزيز تنافسية دولة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة وتقنيات كفاءة الطاقة. وقد اعتمدت الهيئة نموذج المنتج المستقل للطاقة والمياه (IPWP)، والذي أسهم في انخفاض كبير في الإنفاق الرأسمالي لكل ميجاوات من الطاقة المركبة، واستقطبت الهيئة استثمارات بنحو 40 مليار درهم باستخدام هذا النموذج. وحققت الهيئة العديد من الأرقام القياسية العالمية في أقل تكلفة لأسعار الطاقة الشمسية والمياه المحلاة، ما جعل دبي معيارًا عالميًا لأسعار الطاقة الشمسية والمياه المحلاة.

وقال معالي الطاير أن نتائج الهيئة تتفوق على نخبة الشركات الأوروبية والأمريكية في العديد من المؤشرات، ففي عام 2021، بلغت نسبة الفاقد في شبكات نقل وتوزيع الكهرباء في الإمارة 3.3% مقارنة مع 6-7% في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، ونسبة الفاقد في شبكات المياه 5.3% مقارنة مع 15% في أمريكا الشمالية، وتعد من أدنى النسب في العالم. وحققت الهيئة رقماً عالمياً جديداً في متوسط انقطاع الكهرباء لكل مشترك، حيث سجلت دبي متوسط 1.43 دقيقة انقطاع لكل مشترك في العام، مقارنة مع 15 دقيقة لدى نخبة من شركات الكهرباء في دول الاتحاد الأوروبي. وفي إطار جهودها لتشجيع استخدام وسائل النقل المستدامة المتمثلة بالمركبات الكهربائية والهجينة، وترسيخ مكانة دبي كعاصمة عالمية للاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، توفر هيئة كهرباء ومياه دبي بنية تحتية قوية لشحن السيارات الكهربائية في جميع أنحاء دبي مع أكثر من 336 محطة شحن في مختلف أنحاء الإمارة، وتهدف الهيئة إلى أن يصل العدد إلى أكثر من 1000 محطة بحلول عام 2025.

وأوضح معالي الطاير أن الهيئة تعمل من خلال "ديوا الرقمية"، ذراعها الرقمي، على إعادة صياغة مفهوم المؤسسات الخدماتية والمساهمة في تكوين مستقبل رقمي جديد لإمارة دبي، لتكون أول مؤسسة رقمية على مستوى العالم، بأنظمة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها، مع التوسع في استعمال الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية.

من جهته، أبدى الوفد الزائر الأمريكي اهتمامه بالمشاركة في مشروعات الهيئة، لا سيما المتعلقة بالطاقة النظيفة، وتبادل الخبرات والمعلومات والتقنيات وأفضل الممارسات العالمية.