أكد معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية أن تحالف «أوبك بلس» يعمل بمهنية واحترافية، والقرارات فنية بحتة، وتصدر بعد دراسة وفق آليات العرض والطلب، وتتماشى مع المؤشرات الاقتصادية والمالية العالمية، مشدداً على الثقة في القرار الأخير، الذي أثبت صحته بدليل تراجع أسعار النفط.
كما أكد في تصريحات خلال مؤتمر صحفي عقد، أمس، في أبوظبي للإعلان عن تفاصيل فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2022» مصداقية وشفافية المنظمة، التي تعبر عن المهنية في اتخاذ القرارات الصائبة.
وأوضح أن قرار خفض الإنتاج من شأنه أن يساعد في استقرار أسعار أسواق النفط خلال الفترة المقبلة، وتحقيق التوازن ما بين العرض والطلب.
وقال المزروعي: العالم يعيش الآن متغيرات كثيرة وفعاليات «أديبك» تساعد على بحث هذه المتغيرات، مشيراً إلى أن دول الخليج عادة ما يكون لها الريادة في الاستثمارات بمجال الطاقة، وأضاف: نحن نعزز استثماراتنا عن طريق الشركات الوطنية، إضافة إلى العمل مع الشركات العالمية للنفط والغاز، مؤكداً ضرورة تشجيع الاستثمارات ودعم المصارف لها. وقال: نحن بحاجة إلى استثمارات إضافية، ونتابع انخفاض مستويات الإنتاج في كثير من الدول.
وأشار إلى أن «أديبك» يناقش أحدث التطورات والأبحاث المتعلقة بخفض تكلفة الإنتاج وكذلك تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وقال: إن الإعلام شريك أساسي ومهم جداً لنا كوننا مسؤولين، فهو ينقل الصورة ويقدم التقارير والتحليل، ونحن لا نتدخل في ذلك.
وأشار إلى أنه كانت هناك محاولات لتحويل قرار «أوبك بلس» الأخير إلى مسألة سياسية، لكننا أوضحنا كثيراً أن قراراتنا فنية، وكل مسؤول ينظر إلى مصلحة بلاده، وينظر إلى مصلحة صناعة النفط والتوازن بين العرض والطلب ولكي يحدث التوازن لا بد أن نتخذ قرارات قد تكون استباقية مثل القرار الأخير، الذي ثبت صحته بدليل تراجع الأسعار واستقرارها عند مستويات شهر أكتوبر 2021.
وأكد المزروعي أن تأثيرات القرار أثبتت المهنية العالية لمنظمة «أوبك» وتحالف «أوبك بلس»، لافتاً إلى أن أسعار بعض المنتجات الأخرى مثل الغاز والفحم ارتفعت إلى مستويات عالية تجاوزت 4 و 5 و7 أضعاف، وهذا لم يحدث في أسعار النفط بسبب وجود هذا التجمع المهني، لأنه لا تدخلات سياسية في قرارته.
مستقبل الطاقة
وتقام فعاليات «أديبك»، في الفترة بين 31 أكتوبر و3 نوفمبر، ويستقطب «أديبك» مختلف الأطراف الفاعلة في قطاع الطاقة العالمي للمشاركة والمساعدة في إيجاد الحلول الفعالة لأكثر مشكلات القطاع إلحاحاً تحت شعار «مستقبل الطاقة: مستدامة وموثوقة ومتاحة للجميع». ويستضيف أديبك لهذا العام 54 من أبرز شركات النفط الوطنية والعالمية وشركات الطاقة المتكاملة، إلى جانب 28 جناحاً دولياً، ليوفر المنصة المثلى لحفز الأنشطة التجارية، عبر كامل مفاصل سلسلة توريد قطاع الطاقة، ومن المتوقع أن يحضر الحدث ما يزيد على 150 ألف من خبراء الطاقة من 160 دولة، إلى جانب 2,200 شركة عارضة تعتزم الكشف عن أحدث الابتكارات التي يزخر بها القطاع.
قال معالي سهيل المزروعي: «يعزز «أديبك» دور دولة الإمارات وأبوظبي في تعزيز الحوار العالمي حول مستقبل الطاقة، ونتطلع إلى ضمان أمن الطاقة واستدامتها وتوافرها للجميع، ويوفر المعرض منصة هامة لدعم مساعي تحوّل الطاقة بشكل عملي وفعال ينسجم مع الاعتبارات البيئية وضرورات تحقيق النمو الاقتصادي في الوقت ذاته، وتجمع دورة هذا العام مختلف الجهات الفاعلة في القطاع لتسليط الضوء على التدابير المتخذة لتلبية احتياجات العالم من الطاقة، وتسريع جهود إزالة الكربون من أنشطة إنتاج النفط والغاز، إلى جانب تخصيص الاستثمارات اللازمة للتنويع، واعتماد مصادر طاقة جديدة أكثر استدامة».
وأضاف: تزامناً مع استعداد الإمارات لاستضافة مؤتمر «كوب 28» نؤكد أن المؤتمر سيوفر منصة لإيصال أصوات مختلف شرائح المجتمع في الدول النامية والمتقدمة والقطاعين العام والخاص، بما في ذلك قطاع الطاقة المسؤول، بالتزامن مع حرصنا على بناء الزخم الضروري للمضي قدماً بعملية التحول، ويمثل «أديبك» منصة عالمية رائدة تساعد في تطوير منهجية أكثر شمولية من خلال الاستفادة من الحلول والمهارات المتوفرة في قطاع الطاقة الحالي لرسم ملامح مستقبل الطاقة».
وفي دورته لهذا العام، يتناول المعرض أهمية اعتماد منهجية متوازنة للمضي قدماً في مساعي تحول الطاقة، فضلاً عن تسريع جهود تحقيق الحياد الكربوني في موارد الطاقة الحالية وتنويع مصادر الطاقة المستقبلية، وينطلق «أديبك 2022» قبل أسبوع من موعد إقامة الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب27» في مصر، وبالتزامن مع استعداد دولة الإمارات لاستضافة دورته الثامنة والعشرين «كوب28»، ويركز المعرض على دور القطاع في العمل المناخي وسبل الوفاء بالتزامات الحياد المناخي على أرض الواقع، من خلال الحد من الانبعاثات.
وتنطلق أعمال «أديبك 2022» بكلمة رئيسية يلقيها معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها.
ويشهد المؤتمر إطلاق تقرير «عين على غاز الميثان» النسخة الثانية من تقرير المرصد الدولي لانبعاثات غاز الميثان التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والذي يسلط الضوء على التقدم المحرز في جوانب تحديد مستهدفات الحد من انبعاثات غاز الميثان ومتابعتها وتحقيقها، مع تركيز خاص على قطاع النفط والغاز من خلال اتفاقية شراكة النفط والغاز والميثان 2.0، وستطلق منظمة أوبك تقريرها السنوي «آفاق النفط العالمية» لتسليط الضوء على مختلف التحديات والفرص المستقبلية المحتملة التي تنتظر قطاع النفط.
ويستضيف «أديبك 2022» سلسلة من المؤتمرات التي تقدم الكثير من التحليلات الاستراتيجية والفنية، بما فيها مؤتمر أديبك 2022 الاستراتيجي والجلسات المتمحورة حول الهيدروجين، وهناك 350 جلسة حوارية يشارك فيها ما يزيد على 1,200 متحدث، بما فيهم أكثر من 40 من الوزراء والرؤساء التنفيذيين وصناع السياسات.
5 محاور
ويركز برنامج مؤتمر «أديبك» هذا العام على خمسة محاور استراتيجية هي:
• التأثيرات طويلة الأمد للجغرافيا السياسية على الاقتصاد العالمي وقطاع الطاقة.
• تمهيد الطريق للدورتين 27 و28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب»
• التحول في قطاع الطاقة: التكيف مع المقومات الجديدة لعملية التوريد وحلول الطاقة الجديدة منخفضة الانبعاثات الكربونية.
• الابتكار وتحول الطاقة: ريادة عصر جديد من التطور التكنولوجي.
• أجندة الإدارة الجديدة: القوى العاملة المستقبلية وقادة الغد
ويشهد ملتقى أديبك 2022 إطلاق «منطقة الحياد الكربوني» ومؤتمر «الحياد الكربوني»، والذي يركز بشكل خاص على الميثان والهيدروجين والتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه وأنواع الطاقة الجديدة، وتتطرق الجلسات الحوارية الوزارية إلى أكثر القضايا الجيوسياسية والاقتصادية ومسائل الاستدامة إلحاحاً حول العالم، خاصة تلك المتعلقة بمستقبل إمدادات الطاقة وأمنها ويسر تكلفتها، أبرزها جلسة تحت عنوان «الواقع الجيوسياسي الراهن: سُبل تعامل قطاع الطاقة مع التغيير»، وأخرى بعنوان «كوب 27: أبرز الاعتبارات السياسية لتحقيق طموحات الحياد المناخي في ظل التغيرات الحالية».
قائمة
تشمل قائمة المتحدثين الاستراتيجيين البارزين معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي والعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها؛ ومعالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، إلى جانب العديد من الرؤساء التنفيذيين لأبرز شركات الطاقة العالمية، مثل بي بيه، وأوكسي، وإيني، وإنبيكس، وأو إم في، وغيرهم من كبار المتحدثين رفيعي المستوى.