كشفت زازين بروبرتيز، الشركة الرائدة في مجال التطوير العقاري، عن تحليلاتها الخاصة بأحدث التوجهات المرتبطة بجهود الاستدامة في قطاع العقارات الإماراتي، الذي واصل نموه خلال العام الماضي. ويُعتبر تشييد العقارات مسؤولاً عن حوالي 40% من الاستهلاك العالمي الأساسي للطاقة، وأظهرت الدراسات أن تشييد مبانٍ مستدامة وأكثر توفيراً للطاقة يخفض متطلبات الطاقة بنسبة 50%.

وفي هذا الإطار، تؤكد دولة الإمارات، باعتبارها الدولة العربية الأولى التي توقع على اتفاقية باريس للمناخ، التي تهدف إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، على دورها الإقليمي الرائد والتزامها بالمشاركة الفعالة في خفض استهلاك الطاقة والحد من انبعاثات الكربون.

وتعتمد دولة الإمارات منهجية عقارية ناجحة لتعزيز الاستدامة، تقوم على التوسع في مشاريع المباني الخضراء من خلال، على سبيل المثال، الاعتماد التدريجي لبرامج إدارة الطاقة وإعادة تأهيل المباني وخيارات الأسطح الخضراء والمباني الذكية. وأتت هذه الجهود ثمارها، حيث صنّف استبيان أُجري مؤخراً حول المباني المستدامة دولة الإمارات في المرتبة الرابعة عشرة على مستوى العالم مع 869 مبنى أخضر.

وشهدت السياحة المستدامة في الإمارات نمواً أيضاً، وجاءت دبي في المرتبة الأولى على مستوى جذب الاستثمار الأجنبي في قطاع السياحة العام الماضي، متفوقة على باقي إمارات الدولة، حيث استقبلت 7.28 ملايين زائر لتحقق إجمالي عائدات بلغ 1.7 مليار دولار. وحافظت الإمارات على هذا المسار خلال النصف الأول 2022.

حيث تجاوزت عائدات السياحة فيها 5 مليارات دولار. وتساعد مبادرات، مثل خطة تنمية السياحة البيئية في رأس الخيمة باستثمارات تبلغ 500 مليون دولار، على مواصلة جذب الاستثمارات التي تسهم في نمو الاقتصاد الكلي لدولة الإمارات وتطوير المشهد العقاري في الدولة.

وأولت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اهتماماً متزايداً لتعزيز السياحة المستدامة من خلال تطوير مدن مستدامة، وتعد نيوم، المدينة الخالية من الانبعاثات الكربونية في المملكة العربية السعودية.

والتي تبلع تكلفة تطويرها 500 مليار دولار أمريكي، مثالاً بارزاً على وجهات الجذب التي تشجع الاستثمار وتسهم في تنشيط السياحة ونمو الاقتصاد وبناء مستقبل أكثر استدامة، كما يلعب مشروع مشيرب قلب الدوحة دوراً رئيسياً في إضفاء المزيد من الاستدامة على المدينة الحالية كونه يوسع نطاق العقارات المستدامة.

وقال مادهاف دهار، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشؤون العمليات في زازين بروبرتيز: تشكل التدابير الخاصة بالمناخ عاملاً محفزاً لدفع النمو الاقتصادي، وهو ما يشهد تركيزاً متزايداً في المشهد العقاري الإماراتي، ويأتي في توقيت مثالي كما يعود بفوائد كبيرة.

وتتجسد مزايا التوسع في تطوير العقارات المستدامة في تحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً على المستويين المحلي والعالمي، من خلال المبادرات المحلية، مثل خطة دبي الحضرية 2040 والمبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050؛ والمبادرات العالمية، مثل اتفاقية باريس للمناخ.

وأشار استبيان أجرته شركة نايت فرانك مؤخراً إلى أن أقل من 25% من المحافظ الاستثمارية العالمية لدى غالبية المشاركين من منطقة الشرق الأوسط تُعتبر مستدامة، فيما أكد 75% منهم أن الأهداف المتعلقة بالتخلص من انبعاثات الكربون ستلعب دوراً مهماً في اتخاذ القرارات في قطاع العقارات مستقبلاً. 

وأضاف: «رفعنا منذ اللحظة الأولى لدخولنا سوق العقارات في الإمارات شعار الاستدامة كأساس لجميع مشاريعنا، انطلاقاً من إدراكنا أن مستقبلنا نصنعه اليوم. ونتطلع إلى مواصلة دعم الأجندة الخضراء في دولة الإمارات من خلال إطلاق المشاريع المزودة بوسائل الراحة المتكاملة، مثل مشروع زازين غاردنز المرتقب في منطقة الفرجان. وفي نهاية المطاف، نسعى إلى توفير حياة عالية الجودة للجميع والمساهمة في جعل دبي أفضل مدينة بالعالم».