توقع خبراء أن يرسم أسلوب العمل الهجين (المختلط) المستقبل الطبيعي لبيئات العمل، مؤكدين نجاح التجربة بشكل كبير في الإمارات بفضل أخذ شركات الأمن السيبراني وحلول الاتصال عن بعد السبق هذه المرة وابتكار حلول قادرة على نقل أدوات الإنتاجية بأمان إلى السحابة وحماية المستخدم النهائي لشبكة معلومات الشركة أينما وُجِد، ونقل العاملين عن بعد بعيداً عن العزلة، ومن «الواقع الجديد» إلى المستقبل الجديد.
فرض انتشار نموذج العمل الهجين، وعن بعد، على الشركات في الإمارات والعالم اليوم إعادة تشكيل شبكاتها بشكل وسع من مساحة وانتشار بياناتها ما جعلها أكثر عرضة للتهديدات السيبرانية، فيما يؤكد أكثر من نصف صانعي القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أن «فجوة أمان الوصول عن بُعد» لا تزال أكبر عقبة أمام تمكين العمل الهجين.
ويعرف العمل الهجين - أو المختلط - بأنه نموذج عمل مرن يدعم العاملين في اختيار مكان العمل الأكثر إنتاجية بالنسبة لهم وهو مزيج من العمل في المكتب وعن بُعد وأثناء التنقل. ويهدف نهج العمل الهجين إلى زيادة الإنتاجية والرضا الوظيفي ويمكّن أعضاء الفريق من التنقل بين مواقع مختلفة اعتماداً على العمل الذي يحتاجون لإنجازه مع معالجة التحديات الرئيسية للعمل عن بُعد، وهي الأمن السيبراني والعزلة الاجتماعية.
تحوّل كبير
وقال رام نارايانان، مدير «تشيك بوينت سوفتوير» في الإمارات في تصريحات لـ«البيان»، إن التحول إلى العمل الهجين كان كبيراً للغاية خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن هذا الانتقال السريع للعمل عن بعد كان مدفوعاً بالضرورة وليس بالابتكار الطبيعي داخل السوق، أي أن بعض الشركات ليست مستعدة بشكل كافٍ فيما يتعلق بإعداد الأمان الخاص بها. ونوّه نارايانان بأنه كلما زاد توزيع المستخدمين وعدد الأجهزة التي تتصل عن بعد، زادت مساحة سطح الهجمات المحتملة المتوفرة للمهاجمين.
وأضاف: «يشير تقرير أمان القوى العاملة لعام 2022 من «تشيك بوينت سوفتوير» إلى أن إبقاء مساحة العمل الهجين محمية هو أحد أكبر التحديات التي تواجه الشركات اليوم، وتسمى اليوم «فجوة أمان الوصول عن بُعد»، حيث تسمح 70% من المؤسسات بالوصول إلى تطبيقات الشركة من الأجهزة الشخصية. ووفقًا للتقرير، تستخدم 5% فقط من الشركات جميع إعدادات أمان الوصول عن بُعد الموصى بها عند الاستعداد لتسهيل العمل الهجين».
ولفت رام نارايانان إلى أن عمليات الشركات أصبحت اليوم «موزعة بشكل كبير»، حيث تتفرع التطبيقات في كل مكان والشبكات في جميع الاتجاهات. ويتمثل التحدي الآن في دمج نقاط المنتج المتعددة هذه في حزمة أمان موحدة ومتماسكة، وهنا يأتي دور «تأمين خدمة الوصول الآمن للحواف» أو ما يعرف في الصناعة بـ«SASE»، حيث يتم نقل الأمان إلى حيث توجد التطبيقات والمستخدمون والنقاط النهائية، مما يؤدي إلى إيجاد حلول مرنة وموحدة بزمن انتقال منخفض يضع تجربة المستخدم وأداء الشبكة وأمان الشبكة على قدم المساواة. تتمثل الخطوة التالية للشركات في إيصال حلول الأمان الموجودة إلى المستخدمين والأجهزة من أجل القضاء على أي ثغرات أمنية محتملة.
حماية وتكيف
وقال آلان بينيل، نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا، في شركة «فورتينت» المتخصصة بالأمن السيبراني، إن معظم الشركات أصبح لديها اليوم شبكات للعمل الهجين، وعلى الرغم من أنها توفر المزيد من المرونة، إلا أنه قد يكون من الصعب تأمين تلك الشبكات لأنه من الصعب للغاية الحصول على رؤية وتحكم مركزي في بيئة موزعة ومعقدة، ولفت إلى أنه في الشبكة الهجينة يجب أن تتوفر الحماية عبر كامل الشبكة مع قابلية التكيف مع متطلبات العمل المتغيرة.
وأضاف: «لتأمين الشبكات الهجينة المعقدة، تحتاج المؤسسات إلى توحيد ودمج حلول الأمن السيبراني. وتتمثل الخطوة الأولى الجيدة في نشر جدار حماية باعتباره العمود الفقري لاستراتيجية أمان شبكة هجينة موحدة. يجب أن تفكر المؤسسات في حل جدار الحماية من الجيل التالي (NGFW) القادر على توفير الأمان إلى المستخدمين أين ما كانوا وتقليل سطح الهجوم من خلال تجزئة الشبكة لمنع انتشار التهديدات. ويمكن لحل FortiGate NGFW العمل على أي حافة لدمج الشبكات وتنسيق سياسة مركزية سهلة الإدارة، ومشاركة المعلومات الاستخباراتية في الوقت الفعلي، والاستجابة للتهديدات المرتبطة، بالإضافة إلى تحليل سلوك المستخدم والكيان والقدرة على تقليل الثقة أو إبطالها إذا بدأ المستخدم أو الجهاز في التصرف بشكل مريب».
حلول الصوت
وأكد رايان بور، رئيس المبيعات الفنية وهندسة التطبيقات، والصوت الاحترافي في «سنهايزر» الشرق الأوسط، أن الإمارات أصبحت من أهم أسواق تكنولوجيا العمل الهجين بفضل التعامل السريع والنموذجي لحكومة الدولة الذي أمن لأغلبية العاملين في الدولة إمكانية العمل عن بعد. ولفت إلى أن حلول «سنهايزر» تدعم بيئة العمل الهجين في الإمارات والعالم من خلال منتجاتها التي توفر التواصل بالصوت بجودة احترافية وتدفقات عمل رقمية مبسطة، وذلك سواء في بيات التعليم في الجامعات أو الاجتماعات الشخصية والمختلطة في الشركات.
وقال: «تعد أحدث ابتكارات «سنهايزر» المتقدمة لمديري تكنولوجيا المعلومات والصوت والفيديو ومتخصصي الأعمال بإيجاد حلول فعّالة لمواجهة التحديات الجديدة التي تواجه الموظفين والطلبة عن بعد وأهمها العزلة الاجتماعية. وكجزء من التحول الرقمي العالمي، تؤثر رقمنة أجهزة الصوت والفيديو على الجامعات بشكل خاص بسبب حاجة الطلبة إلى أفضل الأدوات لتبادل أفكارهم وتواصلهم بعيداً عن العزلة».
وأضاف رايان بور: «حان الوقت للمؤسسات للاستثمار في الأنظمة البيئية الصوتية الفعالة، والتي لا تربط الحاضرين الافتراضيين بالمقدمين فحسب، بل تضمن أيضاً جودة صوت جيدة في الغرفة بين جميع المشاركين».