أكد تيم كلارك، رئيس طيران الإمارات أن صناعة الطيران العالمية يجب أن توفر البنية التحتية للمستقبل، وتؤهل الكوادر القيادية والبشرية من أجل الاستعداد والجاهزية للسنوات العشرين أو الثلاثين المقبلة.

وفي كلمة ألقاها خلال فعاليات مؤتمر الاتحاد الدولي للنقل الجوي للسلامة 2022 - الذي انطلق، أمس، في دبي ويستمر حتى الغد، وينظمه الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» وتستضيفه شركة طيران الإمارات - أوضح كلارك ضرورة الاستثمار في الأنظمة والتقنيات والبشر ومقومات البنية التحتية، من أجل تعزيز معايير الأمن والسلامة في قطاع الطيران، ولفت إلى المصاعب التي واجهتها العديد من المطارات العالمية خلال الصيف الماضي، مشيراً إلى أن القطاع يتعامل مع الطلب الحالي بصعوبة فماذا عن النمو المستقبلي؟ داعياً الدول للاستثمار في تحسين وتوسيع البنية التحتية للمطارات وتحديث أنظمة الملاحة الجوية، وضخ استثمارات كافية في برامج الدعم لتطوير الكوادر البشرية الماهرة اللازمة.

أين المساءلة؟

وأضاف: «أكبر الشركات المصنعة في مجال الطيران التجاري تفشل في تقديم برامج الطائرات المتوقع أن تحل محل الأساطيل القديمة وفقاً للمعايير والجداول الزمنية، أين المساءلة والرقابة من كبار المديرين؟ نحن جميعاً مسؤولون بشكل جماعي عن العمليات الآمنة اليوم، وإرساء الأسس لعمليات آمنة وأكثر أماناً في المستقبل».

المستوى المطلوب

وأكد كلارك أن الجميع يجب أن يقوموا بأدوارهم ويرفعوا أصواتهم، وأن يرتقوا إلى المستوى المطلوب، بما يشمل الوكالات الحكومية والهيئات التنظيمية والناقلات الجوية والمطارات. وأضاف: وفي الوقت الذي نتواصل مع بعضنا البعض لرسم السياسات والبروتوكولات وخطط العمل، فإنني أحث الجميع، وخصوصاً كبار القادة، على التفكير ليس فقط في المدى القصير، ولكن أيضاً في الإرث الذي ينجم عن القرارات، التي يتخذونها اليوم. يجب علينا جميعاً أن نقود أعمالنا لتكون أفضل، لدعم النمو والتقدم، لفعل الأشياء بصورة صحيحة وبنزاهة، فالسلامة أولاً، دائماً وأبداً، في الحاضر والمستقبل».

وأضاف كلارك: في مثل هذا اليوم قبل 37 عاماً، ولدت طيران الإمارات، إذ أطلقنا 25 أكتوبر 1985 أولى رحلاتنا إلى كل من كراتشي ومومباي، ولقد كانت حقبة زمنية مختلفة، فطائرتانا في ذلك الوقت، إيرباص A300 B4 وبوينج 737 - 300، لا تضاهيان سعة الركاب أو أحجام البضائع أو مدى وكفاءة طائرات الجسم العريض اليوم. وكان مطار دبي آنذاك، والمطارات بشكل عام بسيطة إلى حد ما في المرافق والخدمات، وبعيدة كل البعد عن المحاور الضخمة والمدن الحافلة بمختلف الأنشطة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، التي توجد بها بعض المطارات اليوم.

لقد تغيرت أعمال الطيران، وتغيرت توقعات المستهلك، وتغير النظام العالمي، لكن الشيء الوحيد الذي لن يتغير، وينبغي له ألا يتغير أبداً هو تركيزنا الدؤوب على السلامة، وتابع قائلاً: مع استمرار التعافي في العامين المقبلين بعد الجائحة تتوقع أياتا أن صناعتنا ستعود إلى مسار نموها لتصل إلى 7.8 مليارات رحلة ركاب سنوياً بحلول عام 2040.