أكدت طيبة عبدالرحيم الهاشمي، رئيسة معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك)، والرئيس التنفيذي لشركة أدنوك للغاز الحامض، أن «أديبك 2022» يبدأ هذا العام حقبة جديدة تعكس ريادة الإمارات العالمية في مستقبل الطاقة، حيث ينعقد الحدث الدولي في وقت يواجه العالم فيه مجموعة من التحديات الاقتصادية والسياسية التي قادت إلى تحفيز الجهود لضمان أمن الطاقة واستدامتها وإتاحتها للجميع.
وقالت في حوار مع وكالة أنباء الإمارات (وام): «إن «أديبك 2022» يجمع خبراء الطاقة من العالم معاً، ويفتح المجال للرؤى والأفكار المبتكرة من خلال توفير منصة للتعاون والنقاش بين الحكومات والجهات الفاعلة في القطاع للخروج بحلول عملية لضمان أمن الطاقة وتحقيق أهداف العمل المناخي في الوقت نفسه، كما يجمع قادة قطاع الطاقة وصناع السياسات وأصحاب القرار ورواد الأعمال والمبتكرين في العالم، ويوفر لقادة الفكر منصة مهمة لدعم مساعي التحول في قطاع الطاقة بشكل عملي وفعال ينسجم مع الاعتبارات البيئية ويضمن استمرار النمو والتقدم الاقتصادي».
الحياد الكربوني
وأشارت طيبة الهاشمي إلى أنه ومن خلال منطقة الحياد الكربوني التي تم تخصيصها لأول مرة في المعرض، سيتم استعراض الجهود المبذولة في العمل المناخي، والابتكارات التي تساعد على تلبية الالتزامات والمساعي نحو تحقيق الحياد المناخي.
بالإضافة إلى ذلك ستقوم منطقة التصنيع الذكية المحسنة بتسليط الضوء على الجهود التي ستحدد خريطة الطريق للمرحلة التالية من النمو في قطاع الطاقة والصناعة. كما يشهد «أديبك 2022» مشاركة مجموعة من الشركات والمؤسسات لأول مرة، وهو ما يسهم في إيجاد منصة عالمية للنقاش حول قضايا المناخ والانتقال في قطاع الطاقة.
وقالت: إن «أديبك» تطور بشكل كبير منذ انطلاقه قبل حوالي 38 عاماً، من معرض تجاري إقليمي إلى أكبر تجمع تقني وابتكاري في عالم الطاقة، والآن تحول إلى منصة استراتيجية مهمة لتعزيز مستقبل قطاع الطاقة حول العالم.
وأضافت إن هذا العام يشهد عودة «أديبك» مرة أخرى إلى مستويات ما قبل جائحة «كوفيد 19»، حيث من المتوقع حضور أكثر من 150 ألف شخص خلال المعرض وستشهد دورة 2022 أكبر حضور عالمي، حيث سيشارك عدد أكبر من الوزراء والدول.
مؤشرات مهمة
وتابعت: «إذا قارنا بين العام الماضي والحالي سوف نجد عدداً من المؤشرات المهمة، حيث في عام 2021 حضر حوالي 100 ألف من خبراء الطاقة بينما نتوقع حضور 150 ألفاً هذا العام، فيما وصل إجمالي مساحة المعرض في كلا العامين 140 ألف متر مربع، وبلغ عدد الشركات العارضة العام الماضي 2000 شركة ترتفع هذا العام إلى 2200 ووصل عدد شركات النفط الوطنية والعالمية العام الماضي إلى 51 شركة بينما يبلغ 54 هذا العام ووصل عدد الأجنحة الخاصة بالدول العام الماضي 26 ترتفع إلى 28 هذا العام».
وأضافت: «عقد العام الماضي حوالي 160 جلسة خلال المؤتمر بينما سيعقد نحو 360 جلسة هذا العام. وبلغ عدد المتحدثين في المؤتمر حوالي ألف شخص، بينما يصل عددهم إلى 1200 هذا العام وبلغ عدد الوفود التي حضرت المؤتمر نحو 8 آلاف العام الماضي ترتفع إلى 12 ألف شخص هذا العام».
وحول مشاركة «أدنوك» ومجموعة شركاتها في «أديبك » قالت طيبة الهاشمي إنه مع النمو المتزايد لاحتياجات العالم من الطاقة، سيظل النفط والغاز جزءاً مهماً من مزيج الطاقة لعقود مقبلة. ولذلك يجب علينا الآن تخفيف تأثير النفط والغاز على المناخ وتكثيف الجهود لضمان أن تكون كل وحدة إنتاج جديدة أقل كثافة في الانبعاثات من التي قبلها. وهذه بعض الأولويات والابتكارات والإنجازات التي من المتوقع أن تطرحها «أدنوك» خلال «أديبك 2022».
الطاقة المتجددة
وقالت إنه من خلال استثمارات أدنوك وشركتي «طاقة» و«مبادلة» في شركة «مصدر»، فإننا نعمل على تسريع إنشاء منظومة عالمية لمصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
وأردفت: إن «أديبك» يعزز مكانة أبوظبي ودولة الإمارات كقوة داعمة للحوار العالمي والحلول المبتكرة لمستقبل الطاقة، حيث يستقطب الحدث 150000 شخص منهم نحو 12000 مشارك في المؤتمر. في هذا العام يمثل المشاركون أطيافاً متعددة ومتنوعة من الاهتمامات والمرجعيات الفكرية حيث تبلغ نسبة المشاركات كما يلي: «12 % الأمريكتان و15 % أوروبا و5 % أفريقيا و46 % الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و22 % آسيا.
وحول المحاور التي يناقشها الحدث وأهم الجلسات قالت إن الحدث العالمي الرائد يستقبل أكثر من 1200 متحدث من بينهم وزراء وقادة أعمال ومبتكرون من أرجاء العالم، وذلك للمشاركة والمساعدة في إيجاد الحلول الفعالة لأكثر مشكلات القطاع إلحاحاً تحت شعار «مستقبل الطاقة: مستدامة وموثوقة ومتاحة للجميع»».
منصة نوعية
وأوضحت الهاشمي أن «أديبك» يوفر منصة نوعية للقيادات المعنية بمستقبل الطاقة، من خلال جذب أبرز المؤسسات والجهات الكبرى لتقديم أحدث البيانات والتحليلات، حيث سيشهد إطلاق تقرير «نظرة على غاز الميثان»، وهو النسخة الثانية من تقرير المرصد الدولي لانبعاثات غاز الميثان التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، كما ستطلق منظمة أوبك تقريرها السنوي «آفاق النفط العالمية».
وقالت: إن «أديبك 2022» ينعقد قبل أقل من شهر من موعد «COP27» في مصر، وقبل نحوعام من «COP28» في الإمارات. إذ بإمكان «أديبك» لعب دور مهم في تسهيل النقاشات والتعاون لضمان مشاركة قطاع الطاقة في محادثات المناخ العالمي، للتأكد من أن جهود العمل المناخي تتسم بالواقعية والشمولية.
وأضافت: «نحن بحاجة إلى توفير فرص متكاملة تسمح بمشاركة قطاع الطاقة من خلال حلول وأفكار مبتكرة في الحوارات المناخية الجارية وفي تشكيل مستقبل الطاقة، كما تسمح بعرض جهود قطاع الطاقة في خفض الانبعاثات».
وقالت إن الإمارات جزء من الجهود العالمية لخفض الانبعاثات الكربونية عبر نهجها الريادي في العمل المناخي.
وتابعت: «تحتفي جوائز أديبك بالمبتكرين والمبدعين عالمياً في الطاقة حيث استقطبت هذه الدورة حوالي 1000 مشارك من أكثر من 60 دولة وهو رقم قياسي جديد في تاريخ جوائز أديبك.
كما تمنح الجوائز تقديراً وتكريماً للمشاريع والمبتكرين وأصحاب الأفكار المتميزة الذين يساهمون في إحداث التحول في قطاع الطاقة لافتةً إلى أن الجوائز تهدف إلى أن تكون قوة دافعة لتشجيع الصناعة والتحفيز لمستقبل متنوع ومستدام مليء بالفرص والإمكانات الواعدة، مع فئتين جديدتين هذا العام، للتعاون في خفض مستوى الكربون، والاحتفاء برواد الصناعة.