حافظت إمارة دبي على أدائها العالمي المتميّز في جذب مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر، بعد أن نجحت في استقطاب 492 مشروعاً خلال الأشهر الستة الأولى من 2022، وهو أعلى أداء للإمارة لفترة ستة أشهر على الإطلاق، وبنمو بلغ 80.2% مقارنة بذات الفترة من 2021، بحسب أحدث البيانات الصادرة عن دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي.

وحقّقت الإمارة المركز الأول عالمياً ضمن قائمة المدن الأكثر جذباً لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، خلال ذات الفترة، وفقاً لبيانات "إف دي آي ماركتس"، قاعدة البيانات الأكثر شمولاً حول الاستثمارات الأجنبيّة الجديدة حول العالم.

واستحوذت المشاريع الجديدة على نسبة 56% من إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التي استقطبتها دبي خلال الفترة المذكورة، بحسب تقرير "مرصد دبي للاستثمار"، الصادر عن مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي.

وبلغت قيمة تدفقات رؤوس أموال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي 13.72 مليار درهم (3.73 مليار دولار أمريكي) خلال النصف الأول من العام الجاري، محقّقةً نمواً نسبته 14.6% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وواصلت الإمارة الحفاظ على صدارتها الإقليميّة والصعود إلى المركز الثالث عالمياً في تصنيف استحداث الوظائف من الاستثمار الأجنبي المباشر، بعد استحداث 15,164 وظيفة خلال النصف الأول من عام 2022، بنمو 33.5% مقارنة بذات الفترة من 2021، بحسب بيانات فايننشال تايمز "إف دي آي ماركتس"، كما حافظت دبي على ريادتها في التوظيف المرتبط بالاستثمار الأجنبي المباشر بين دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتأكيداً على الثقة المتجددة من قبل المستثمرين، جاءت دبي في المركز الرابع عالمياً في تصنيف مشاريع إعادة الاستثمار، من حيث عدد المشروعات، والمركز العاشر عالمياً من حيث تدفقات رؤوس الأموال، والمركز الثامن من حيث استحداث الوظائف ذات الصلة.

أمان واستقرار



وفي هذه المناسبة، أعرب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، عن تقديره لكافة الجهود التي تتضافر فيما بينها لترسّخ المكانة المتميزة التي تتمتع بها دبي كوجهة رئيسية للاستثمار على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتأكيد ثقلها النوعي كشريك يحظى برصيد كبير من الثقة في الأوساط الاستثمارية والمالية العالمية، و رغم المتغيرات السريعة التي مرت بها المنطقة والعالم على مدار الفترة الماضية، وذلك بفضل ما توفره دبي من مقومات أمان واستقرار تعمق شعور المستثمرين بأنها هي الوجهة الأكثر جدارة باستضافة استثماراتهم والأقدر على توفير فرص نموها وازدهارها.

وقال سموه: "برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وضعت دبي أسساً متينة لعلاقتها بالمستثمر الأجنبي أهمها الثقة المتبادلة، وتعززها عوامل عدة من بنية تحتية تعد من الأرقى والأعلى كفاءة على مستوى العالم، وأطر تنظيمية وتشريعية مرنة تراعي المصالح المشتركة مع كافة المستثمرين سواء الأفراد منهم أو المؤسسات، وبيئة داعمة للابتكار والبحث والتطوير وجاذبة للمواهب والكفاءات المهنية المتميزة من مختلف أنحاء العالم، لتمنح تلك العوامل مجتمعة شراكاتنا مع المستثمرين مزيداً من الرسوخ والقوة التي مكنتها من تجاوز الأوضاع الاستثنائية التي اجتاحت العالم خلال السنوات القليلة الماضية، مع مواصلة مؤشرات الأداء صعودها القوي بما يبشر بمزيد من فرص النمو والازدهار خلال المرحلة المقبلة لمختلف الأنشطة الاستثمارية على أرض دبي.. ونحن ملتزمون بتوفير كل المُمكِّنات لشركائنا ضمن مختلف قطاعات الاستثمار لنصنع معاً المزيد من قصص النجاح ".

وأضاف سموه: "لاشك في أن استحواذ مشاريع الاستثمار متوسطة وعالية التقنية على 62% من إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر المُستقطبة إلى دبي في النصف الأول من العام الجاري هو دليل على سيرنا في الاتجاه الصحيح في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نحو ترسيخ مكانة دبي عاصمةً عالميةً للاقتصاد الرقمي ولاعباً مهماً في المنظومة الرقمية العالمية. وسيبقى تنويع مصادر الدخل واستقطاب الاستثمارات المستقبلية والتوسع في مجالات الاقتصاد الرقمي من الأهداف الاستراتيجية لمسيرة التطوير في دبي خلال المرحلة المقبلة".

انطلاقة سريعة

وقال سعادة هلال سعيد المرّي، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي: "شهد هذا العام انطلاقة بوتيرة سريعة، مُعزّزاً بالنجاح المتحقق باستضافة الإمارة للحدث العالمي إكسبو 2020، وعودة حركة السياحة العالميّة، وأنشطة المؤتمرات والاجتماعات والمعارض والحوافز المتنوّعة، بالإضافة إلى مجموعة من التشريعات والسياسات الخاصة بالتأشيرات، وإظهار دبي مرونة مستدامة في سياق التحديات الاقتصادية الدولية وتحديات سلاسل التوريد".

وأضاف: "من خلال خارطة طريق واضحة ومستقرة تتطلع إلى المستقبل، مدفوعة برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تعمل الإمارة على تسريع وتيرة تطورها لتحقيق أهداف مبادئ الخمسين، وفي مقدمتها إنشاء الاقتصاد الأفضل والأكثر ديناميكية في المنطقة والعالم على مدى السنوات الخمسين القادمة. إن إنجازاتنا في جذب الاستثمار تؤكد التزامنا بالعمل على تعزيز مكانة دبي الريادية ورفع تنافسيتها الاقتصادية والسياحية، وتوسيع آفاق التجارة الدولية، ومواكبة التطورات المستقبلية، ما يُسهم بدوره في ترسيخ الرؤية الاستراتيجية للقيادة الرشيدة في جعل دبي المدينة الأفضل عالمياً للعيش والعمل".

أنواع الاستثمارات الأجنبيّة

ويضع النمو الإيجابي للاستثمار الأجنبي المباشر إمارة دبي في مرتبة متقدمة على مستوى العالم ضمن المقاييس الرئيسية، بما في ذلك جذب مشاريع ورؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر، بمختلف أنواعها، سواءً الجديدة أو مشاريع إعادة الاستثمار والدمج والاستحواذ وأشكال الاستثمار الجديدة. وتظهر بيانات "مرصد دبي للاستثمار" أن نسبة مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة بلغت 56% إجمالي عدد المشاريع في عام 2022، بينما توزعت باقي المشاريع بنسبة 29% لمشاريع أشكال الاستثمار الجديدة، 6% لمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر من رأس المال المغامر، و5% لمشاريع الاندماج والاستحواذ، و3% لمشاريع إعادة الاستثمار، و1% للمشاريع المشتركة.

وكشفت بيانات "مرصد دبي للاستثمار" عن استحواذ مشاريع الاستثمار متوسطة وعالية التقنية على 62% من إجمالي مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في النصف الأول 2022، و38% لمشاريع الاستثمار منخفضة التقنية، الأمر الذي ينسجم مع توجّهات الدائرة في تقديم كل الدعم لعملية التحول الهيكلي التي تشهدها إمارة دبي إلى اقتصاد رقمي متنوع ومبدع هدفه جذب المواهب العالمية المتخصّصة ورؤوس الأموال. وتجدر الإشارة إلى أنّ مرصد دبي للاستثمار حصل مؤخراً على اعتراف دولي كأفضل ممارسة عالميّة في تتبع ورصد الاستثمارات، من قبل لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ.

أبرز دول المصدر والقطاعات الجاذبة للاستثمارات

وفيما يتعلق بدول المصدر، فقد جاءت الدول الخمسة الأبرز في تدفقات رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر إلى إمارة دبي في النصف الأول 2022، بحسب بيانات "مرصد دبي للاستثمار" على النحو التالي: المملكة المتحدة 36%، الولايات المتحدة 20%، فرنسا 10%، سنغافورة 5%، وسويسرا 4%. فيما جاء ترتيب أبرز خمس دول من حيث تدفقات مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي كالآتي: الولايات المتحدة 18%، المملكة المتحدة 15%، الهند 13%، سنغافورة وفرنسا 4% لكل منهما.

وكشف تصنيف القطاعات الخمسة الأبرز من حيث تدفقات رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر إلى إمارة دبي في النصف الأول، بحسب بيانات "مرصد دبي للاستثمار"، عن تصدّر قطاع "المقاولون التجاريون المتخصصون" بنسبة 28%، يليها قطاع تشييد المباني غير السكنيّة 12%، قطاع الإسكان وخدمات الطعام 12%، قطاع معالجة البيانات واستضافتها والخدمات ذات الصلة 6%، وتوليد الطاقة الكهربائيّة 4%. أما من حيث عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في ذات الفترة، فقد تصدر قطاع تجارة الجملة والتجزئة وقطاع الإسكان وخدمات الطعام بنسبة 11% لكل منهما، يليهما قطاعات تصميم أنظمة الحاسوب والخدمات ذات الصلة، ونشر البرمجيات، والخدمات الإداريّة والمساندة، بنسبة 7% لكل منها.

تفوّق عالمي

وأظهرت بيانات فايننشال تايمز "إف دي آي ماركتس"، نجاح إمارة دبي في تحقيق الصدارة العالمية في العديد من قطاعات الاستثمار الأجنبي المباشر الفرعيّة، إذ جاءت الإمارة في المركز الأول عالمياً من حيث عدد مشاريع أنشطة الصناعات الإبداعيّة، كما تصدّرت كذلك عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي في كلّ من قطاعات: خدمات الأعمال، والخدمات الماليّة، والنقل والتخزين، والمعدات الصناعيّة، والمبيعات والتسويق والدعم.