قال مسؤولون في شركة «إي دبليو تي بي آريبيا كابيتال»، إن المنصة الاستثمارية الصينية والشركة المختصة بإدارة صناديق رأس المال الاستثماري في سوق الشركات النامية، بصدد إطلاق صندوقها الثاني للاستثمار بقيمة مليار دولار، والذي يهدف إلى تعزيز الاستثمارات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكد المسؤولون في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن الإمارات تملك جميع المقومات لتكون مركزاً رائداً لتأسيس الشركات الناشئة التي تتجاوز قيمتها المليار دولار، مشيرين إلى النجاحات الكبيرة التي حققتها شركات مثل كريم وسويڤل وفوري.
وقال جيري لي الشريك المؤسس في «إي دبليو تي بي آريبيا كابيتال»، إن «شركة إي دبليو تي بي آريبيا كابيتال» تلعب دور منصة لتسهيل مهمة أكثر من 100 شركة صينية تقنية عملاقة لدخول سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال الاستثمارات الخاصة أو عمليات الاستحواذ التي قامت وستقوم بها، معبراً عن طموحه بدعم قيادة هذه الشركات نحو مرحلة النضج والمساهمة في مجال تأسيس الشركات الناشئة التي تتجاوز قيمتها المليار دولار.
وأضاف أن الصندوق سيسهم في الاستمرار في استقطاب التقنيات الرائدة من الأسواق الأجنبية ليكون إضافة قيّمة لمساعي تعزيز الإمكانات التقنية في المنطقة، إلى جانب دورها في رفع سوية منظومة ريادة الأعمال على المستويين المحلي والإقليمي.
وتأسست شركة إي دبليو تي بي آريبيا كابيتال بوصفها منصة استثمارية وشركة مختصة في إدارة صناديق رأس المال الاستثماري في سوق الشركات النامية، ولها مقرات بالرياض في المملكة العربية السعودية وبكين في الصين. وتحظى الشركة بدعم كبير من مستثمرين بارزين، مثل صندوق الاستثمارات العامة، وصندوق الثروة السيادية السعودي، وإلكترونيك وورلد تريدينغ بلاتفورم، التي أطلقتها مجموعة علي بابا.
بوابة
من جانبها قالت جيسيكا وونغ الشريك المؤسس في «إي دبليو تي بي آريبيا كابيتال»، إن الشركة تُركز جهودها على تطوير منظومة رقمية محلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال لعب دور بوابة للتقنيات الصينية الرائدة لتأسيس حضور قوي ومستدام في المنطقة.
وأضافت: «أطلقنا صندوقنا الأول بقيمة 400 مليون دولار، واستثمرنا في 16 شركة تقنية، نجحت 13 منها بالفعل في تعزيز حضورها بنجاح في السعودية. وتشمل استثمارات الشركة مشاريع في غاية النجاح مثل الشركة السعودية للحوسبة السحابية، المزود الرائد للخدمات السحابية على مستوى المملكة، وجيه آند تي لوجيستكس، والتي أصبحت أسرع شركات الخدمات اللوجستية نمواً في المملكة.
وعلى سبيل المثال، عقدت شركة الاتصالات السعودية (إس تي سي)، المُدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) شراكة منذ حوالي عام مضى مع تحالف بقيادتنا في شركة إي دبليو تي بي آريبيا كابيتال، من أجل تطوير وحدة حوسبة سحابية برأس مال قدره 894 مليون ريال سعودي (238 مليون دولار).
وحول أسباب الاهتمام المتزايد للمستثمرين الصينيين في المملكة العربية السعودية وسائر أنحاء الشرق الأوسط عموماً، أفادت وونغ: «انطلاقاً من مساعينا لدخول السوق واغتنام الفرص المحلية فيها ومن موقعنا كصندوق استثماري قائم على التقنية، تُغطي محفظتنا الاستثمارية العديد من الأسواق العالمية، مثل جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا وأوروبا وأفريقيا وغيرها. حوّلنا تركيزنا إلى المنطقة في أعقاب الإصلاحات المالية المتواصلة التي تشهدها المنطقة، لا سيما في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.
استقطبت الشركات الناشئة، التي تتخذ من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مقراً لها، استثمارات تجاوزت قيمتها 1.2 مليار دولار خلال النصف الأول لعام 2021، فيما تُمثل نمواً سنوياً بنسبة 64%، علماً أن 71% منها استُثمرت في هاتين السوقين على وجه التحديد (بشكل رئيسي من خلال المناطق الحرة للمراكز المالية المختلفة، مثل مركز دبي المالي العالمي وسوق أبوظبي العالمي)، بالإضافة إلى مصر.
ولفتت وونغ إلى أن ديموغرافية المنطقة تجعلها مثالية للاستثمار. وأوضحت: «تحتضن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 7.5% من إجمالي سكان العالم، ويُشكل الشباب ممن لم يتجاوزا الـ 25 من العمر نسبة 50% من إجمالي سكان المنطقة، الذين يصل تعدادهم لـ 600 مليون نسمة. ويُوفر هذا بيئة خصبة لتأسيس قاعدة عملاء منفتحة حيال نماذج الأعمال المبتكرة ونمو ثقافة ريادة الأعمال».
موقع
وأشارت وونغ إلى أنه لطالما استفادت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من موقعها الجغرافي كبوابة لكل من أفريقيا وآسيا. وأضافت: «يُعد قرب المنطقة من أفريقيا وآسيا عامل جذب رئيسياً للشركات الناشئة الراغبة بالاستفادة من هذه الأسواق الناشئة الواسعة، علماً أن حوالي ثلث سكان العالم يقطنون على بُعد أربع ساعات بالطائرة عن دبي فقط».