سلّط مشاركون في مؤتمر دبي للمعادن الثمينة في نسخته العاشرة الذي اختتم أعماله بدبي أمس، الضوء على أهمية نزاهة المصادر العالمية للمعادن الثمينة والحاجة إلى الاستثمار في التكنولوجيا. ونظّم المؤتمر مركز دبي للسلع المتعددة، بالشراكة مع وزارة الاقتصاد في فندق «أتلانتس النخلة» بدبي.

ويؤدي كل من معيار الإمارات للتسليم الجيد التابع لوزارة الاقتصاد ولوائح العناية الواجبة للتوريد المسؤول للذهب التي تم تحديثها أخيراً، دوراً بالغ الأهمية في تشكيل مستقبل تجارة الذهب في الإمارات والصناعة ككل، حيث يتعين على جميع شركات تكرير الذهب وغيرها من المنشآت الخاضعة للرقابة العاملة في الدولة تلبية المعايير وأفضل الممارسات العالمية.

وركز المتحدثون كذلك على إمكانية استخدام الترميز ليس فقط لجعل تداول الذهب أكثر شفافية وقابلية للتتبع، ولكن أكثر سهولة أيضاً. وعشية انعقاد المؤتمر، أعلن مركز دبي للسلع المتعددة عن شراكة مع شركة «كومتيك جولد» لرقمنة تداول الذهب من خلال ترميز المعدن الثمين وربط كل ترميز بضمانات منصة «ترايد فلو» التابعة للمركز، مع تمكن المتداولين من شراء الذهب ابتداءً من جرام واحد فقط.

مركز رئيسي

وفي كلمته الافتتاحية، قال معالي الدكتور ثاني الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية: أصبحت الإمارات مركزاً رئيسياً لتجارة المعادن الثمينة، وبالتالي تمثل الوجهة الأنسب لاستضافة مثل هذا المؤتمر البارز. وتعزز الجهود المستمرة لكل من وزارة الاقتصاد ولجنة سوق سبائك الذهب الإماراتية التابعة لها مكانة الدولة في قلب تجارة الذهب العالمية، بالإضافة إلى ضمان تبني أعلى المعايير الدولية عبر كل المجالات الرئيسية مثل التمويل والتوريد المسؤول للذهب. أتوجه بالشكر لمركز دبي للسلع المتعددة على دوره المهم في بناء والارتقاء بقطاع الذهب في دولة الإمارات».

وخلال كلمته الترحيبية بالوفود المشاركة، قال أحمد بن سليّم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، والرئيس التنفيذي لبورصة دبي للذهب والسلع: «تؤدي دولة الإمارات دوراً محورياً في تشكيل مستقبل صناعة المعادن الثمينة، وجعل تجارة الذهب والمعادن الثمينة أكثر شفافية ونزاهة وقابلية للتتبع. وسلط مؤتمر دبي للمعادن الثمينة هذا العام الضوء على حاجة المنخرطين في السوق من أنحاء العالم إلى تبني التقنيات الناشئة مثل الترميز والبلوك تشين، والتي تمتلك إمكانية تغيير طريقة تجارة المعادن الثمينة ودفع النمو المستدام طويل الأجل لهذه الصناعة. يتشرف مركز دبي للسلع المتعددة باستضافة قادة صناعة المعادن الثمينة من حول العالم في دبي، ونتطلع إلى العمل معاً بشكل وثيق خلال الأشهر والسنوات المقبلة للمضي قدماً في هذا المجال والاستفادة من الفرص الناشئة».

وناقش بيتر شيف، كبير الاقتصاديين والاستراتيجيين العالميين في «يورو باسيفيك كابيتال»، نهاية هيمنة الدولار الأمريكي، ومستقبل البلوك تشين والعملات المشفرة، وإعادة تسييل الذهب عالمياً، وقال: «رغم أن تداول العملات المشفرة أو البيتكوين أسهل من تداول الذهب، إلا أن النظر إلى البيتكوين كبديل للذهب اعتقاد خاطئ وذلك ببساطة لأن البيتكوين يفتقر إلى القيمة الجوهرية الملموسة التي يوفرها الذهب. في الواقع، يمكن الاعتماد على التقنيات المستخدمة نفسها في تداول البيتكوين لتداول الذهب عن طريق ترميز المعدن الثمين، ما يتيح بالوقت نفسه الاحتفاظ بالقيمة الفعلية التي يوفرها الذهب. ومن خلال الطريقة ذاتها التي كان يتم استخدامها لتداول الأوراق النقدية التي تمثل أوراقاً قابلة للاسترداد بالذهب، يمكن تفعيل تقنيات البلوك تشين للتداول وتسجيل ملكية الذهب. وأنا على يقين بأن هذا هو الاتجاه الذي يجب على النظام النقدي العالمي المضي فيه قدماً للتمكن من السيطرة على مختلف أشكال التضخم على المدى الطويل، ألا وهو معيار ذهب مدعوم بتقنية البلوك تشين».

دعم

وقال ديفيد تايت، الرئيس التنفيذي لمجلس الذهب العالمي: عبر منظومة Gold247 المستندة إلى تقنية البلوك تشين، ندعم التعاون عبر سلسلة القيمة بأكملها لتعزيز نمو سوق الذهب العالمي من خلال التركيز على ضمان النزاهة وإمكانية الوصول وسهولة الاستبدال. ولدينا التزام بالعمل بطريقة مسؤولة ومستدامة، ويمكن تحقيق ذلك فقط من خلال العمل المشترك عبر القطاع بأكمله.

إصدار ثانٍ

كما شهد مركز دبي للسلع إزاحة الستار عن الإصدار الثاني من عملات السبائك الذهبية الإماراتية من المركز. واستُلهمت العملات الأربع الجديدة لعام 2022، والتي سيتم سكها وإتاحتها للشراء في أوائل 2023، من الإنجازات التي حققتها الإمارات على مدار الخمسين عاماً الماضية، وهي انعكاس لماضيها العريق ومستقبلها المشرق.