تجاوز القطاع العقاري في دبي خلال العام الجاري كل التوقعات، وحقق أداءً مبهراً بجميع المقاييس في ظل حالة الازدهار الشامل الذي يشهده اقتصاد الإمارة، حيث تم تسجيل 97447 صفقة بيع عقارية في دبي بقيمة 265.4 مليار درهم منذ بداية العام الجاري حتى أمس، فيما وصل إجمالي قيمة التصرفات العقارية المسجلة في دبي خلال 2022 إلى 430.2 ملياراً.
وبلغ النمو 78 % مقارنة مع قيمة مبيعات العام الماضي، التي بلغت 148.8 ملياراً، وأكثر من 61 % مقارنة بعدد الصفقات في 2021، الذي بلغ 60213 صفقة بيع. وتفوقت مبيعات 2022 بنسبة 21 % عن إجمالي قيمة المبيعات المحققة في 2021 و2020، التي بلغت 218.6 مليار درهم مجتمعة.
تحويل التحديات لفرص
وكعادتها في تحويل التحديات إلى فرص، واجهت دبي الأزمة العالمية التي فرضتها الجائحة بمبيعات عقارية إجمالية بلغت 484 مليار درهم خلال الأعوام الثلاثة منذ اندلاع الجائحة عام 2020 حتى الآن، مع توقعات باستمرار الزخم الذي يشهده القطاع العام المقبل رغم التحديات العالمية، وذلك بفضل استمرار الجهود الدؤوبة على كافة المستويات، والهادفة إلى ترسيخ جاذبية دبي وتعزيز مكانتها وجهةً مفضلة عالمياً للعيش والعمل والاستثمار والسياحة.
وارتفعت قيمة الرهون العقارية من 128.3 مليار درهم في 2020 إلى 134.7 مليار درهم في 2022. ومع إضافة الهبات التي بلغت 29.9 مليار درهم حتى أمس، يصل إجمالي قيمة التصرفات العقارية المسجلة في دبي خلال 2022 إلى 430.2 مليار درهم مقارنة بـ297.1 مليار درهم تصرفات العام الماضي، و169.2 مليار درهم تصرفات 2020، وبذلك تكون دبي سجلت خلال الأعوام الثلاثة من الجائحة تصرفات إجمالية بقيمة 896.3 مليار درهم.
وتضمنت صفقات المبيعات العقارية في دبي خلال 2022 ما يقارب 70868 صفقة بيع لوحدات سكنية، مقارنة بـ41262 صفقة العام الماضي، إلى جانب 9730 صفقة بيع للمباني، مقابل 8392 صفقة في 2021، إضافة إلى 16849 صفقة بيع للأراضي، مقارنة بـ8392 صفقة العام الماضي.
مبيعات على الخريطة
وارتفعت قيمة مبيعات العقارات على الخريطة من 44.5 مليار درهم العام الماضي إلى 94.8 مليار درهم العام الجاري، بنمو 113 %، وتضمنت 37399 صفقة بيع لوحدات سكنية، و6538 صفقة بيع لمبانٍ، مقارنة بـ18590 وحدة سكنية، و5349 مبنى في 2021.
وازدادت مبيعات العقارات الجاهزة من 36274 صفقة بيع بـ 104.4 مليارات درهم العام الماضي إلى 53509 صفقات بقيمة 170.6 مليار درهم، بنمو 47 % في عدد الصفقات، و154 % في قيمة الصفقات.
وتضمنت مبيعات العقارات الجاهزة خلال العام الجاري 33468 صفقة بيع لوحدات سكنية، و3192 صفقة بيع لمبانٍ، و16849 صفقة بيع لأراضٍ، مقارنة بـ22672 صفقة بيع لوحدات سكنية، و3043 صفقة بيع لمبانٍ، و10559 صفقة بيع لأراضٍ في 2021.
مشاريع مبتكرة
وساعد تزايد زخم المبيعات وتنامي الإقبال العالمي على شراء عقارات في دبي على تحفيز شركات التطوير على إطلاق مشاريع مبتكرة مع التركيز على الجودة والتجديد في المرافق النوعية والخدمية، وشكلت مشاريع العقارات فائقة الفخامة أبرز ملامح المشهد العقاري خلال العام الجاري، حيث سجلت هذه الفئة صفقات قياسية، كان أضخمها بيع فيلا للملياردير الهندي موكيش أمباني بقيمة 600 مليون درهم في نخلة جميرا، ما يعكس تنامي جاذبية دبي لكبار أثرياء العالم.
ويأتي الارتفاع القياسي للقطاع العقاري في ظل الميزات التنافسية التي تتمتع بها دبي وتدعم نمو كل القطاعات على المدى الطويل، وترسخ قدرة الإمارة على تجاوز التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي، وتتجسد أهم مقومات القطاع العقاري التي ترسخ نموه على المدى الطويل في العوائد الإيجارية الأعلى نسبياً التي يوفرها للمستثمرين مقارنة مع المدن الرئيسية في العالم، إلى جانب الأسعار التنافسية لكل قدم مربعة، وانخفاض كلفة شراء المنزل بشكل عام عند المقارنة مع أهم أسواق العقارات الدولية الأخرى، إضافة إلى الابتكار الذي تتسم به مشاريع دبي العقارية، والجودة في التنفيذ والبناء، وهناك أيضاً المرافق النوعية الجديدة التي بدأ المطورون بإدخالها إلى مشاريعهم، كما تشكل الضريبة الصفرية على العقار السكني عاملاً حيوياً في جذب المستثمرين الدوليين.
مقومات
وعلى صعيد مقومات دبي الكلية التي ترفد استدامة نمو العقارات، فهي تشمل التطوير المستمر والحثيث في البنية التحتية والخدمية التي تعد من الأفضل عالمياً، إلى جانب الأمن والأمان، ونمط الحياة العصري، فضلاً عن دور التأشيرات طويلة الأمد، ومن ضمنها التأشيرات المرتبطة بالاستثمار العقاري، والتي انعكست إيجاباً على شراء العقارات من كل الجنسيات، إضافة إلى السياسات الحكومية التي تواصل الارتقاء بالجاذبية الاستثمارية والتجارية لدبي بشكل عام، ما يستقطب المزيد من رجال الأعمال والخبراء والشركات.