انطلقت في أبوظبي أعمال الدورة الـ 13 للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، بحضور 1800 مشارك، من بينهم رؤساء دول ووزراء وشخصيات حكومية رفيعة المستوى، وممثلون عن القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، ومنظمات عالمية وصناع قرار في مجال الطاقة.
وأكد أعضاء «آيرينا» المشاركون في اجتماع الجمعية العامة، دعم الإمارات في رئاستها لمؤتمر الأطراف «كوب 28»، من خلال تقديم أحدث المعارف المتعلقة بتحول نظام الطاقة نحو المصادر المتجددة والنظيفة، والاستفادة من التعاون الدولي، من خلال المنصة العالمية للوكالة، ذلك أن تكوين فهم مشترك لخارطة طريق العمل المناخي حتى عام 2030، يعتبر أمراً بالغ الأهمية لوضع أجندة عالمية للطاقة.
ونيابة عن سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ألقى معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف «كوب 28»، كلمة الإمارات، أكد فيها أن الدولة مستمرة في دعم «آيرينا»، وجهودها في نشر مشروعات الطاقة المتجددة.
دور تشريعي
من جهته، أكد معالي الدكتور علي راشد النعيمي رئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي، رئيس مجموعة المجلس في الاتحاد البرلماني الدولي، على الدور التشريعي المهم للبرلمانيين والمؤسسات البرلمانية، في التعامل مع قضايا المناخ، وأهمية المرونة في هذا الإطار.
وقال في كلمة ألقاها خلال افتتاح منتدى المشرعين في «آيرينا»، إنه يجب نشر الوعي لدى البرلمانيين بشأن التغير المناخي وآثاره، قبل البدء بمطالبتهم بتبني قضايا المناخ، وأن لدى «آيرينا» ورؤساء البرلمانات دوراً هاماً في هذه التوعية، من خلال وضع برامج توعية مخصصة لذلك. ونبه إلى أن التغير المناخي خطر عالمي، ومؤثر بشكل كبير في مستقبل الأجيال القادمة، وعلينا التكاتف جميعاً للتصدي له.
موافقة
ووافقت الجمعية العامة على تولي الهند رئاسة الدورة الحالية لـ «آيرينا»، واختيار الدول الأربع النواب، كما وافقت على اختيار كندا مقرراً للدورة الحالية، وتحديد الدول الأعضاء في لجنة الأوراق الثبوتية، ومنها الإمارات، إضافة إلى اعتماد المراقبين، وفق بنود جدول أعمال الاجتماع.
وقال فرانشيسكو لا كاميرا مدير عام «آيرينا» في كلمته: لم يعد لدينا وقت لمواجهة التغير المناخي، مشدداً على أن «آيرينا» لديها القدرة على إحداث الفارق في التوجه للطاقة المتجددة، خاصة أن عدد أعضاء «آيرينا» بلغ 168 عضواً، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، و9 دول قيد الانضمام، وثلاث دول أخرى مشاركة.
وأشار إلى أن الدورة الحالية لاجتماعات «آيرينا»، تناولت عدداً من القضايا والتحديات، وفي مقدمها التحول الطاقي، الشحن البحري والبنية التحتية، ووضع استراتيجية متوسطة المدى لعمل «آيرينا» خلال السنوات الخمس المقبلة، وتقييم التقدم المحرز في تحول قطاع الطاقة العالمي، ووضع أجندة عمل لتسريع وتيرة التحول الطاقي.
وقال: على الرغم من تقدم مسارات تحول قطاع الطاقة في جميع أنحاء العالم، إلا أنه ينبغي تسريع الجهود المبذولة، مع ضمان توزع الفوائد بالتساوي على البلدان والمجتمعات.
ويلعب التعاون الدولي دوراً محورياً في إفساح المجال أمام جميع البلدان، لتسريع تبني الحلول المقاومة للتغير المناخي، وتأمين مصادر التمويل اللازمة لتحقيق أهدافها. وتوفر «آيرينا» منصة فريدة لإعداد أجندة عالمية للطاقة في مؤتمر «كوب 28» وما بعده.
طاقة متجددة
وأكد المشاركون في الجلسة الافتتاحية، ضرورة تسريع الخطى نحو الطاقة المتجددة، ومضاعفة حصتها إلى ثلثي الطاقة في العالم بحلول 2030، ونسبة 100 % بحلول 2050، محذرين من تداعيات التغير المناخي، وتشابك الأزمات والاضطرابات الجيوسياسية حول العالم، مع استمرار آثار جائحة «كوفيد 19»، وضعف سلاسل الإمداد.
وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في كلمة تم بثها خلال الجلسة الافتتاحية: علينا تجنب الكارثة البيئية، مؤكداً أن الطاقة المتجددة كفيلة بضمان أمن الطاقة، داعياً إلى ضرورة وجود ميثاق تعاون خلال هذا العقد، لتسريع الخطوات نحو الطاقة المتجددة لخلق مستقبل أفضل للجميع.
وأكد تشابا كوروشي رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة: إن التغير المناخي من القضايا الأكثر إلحاحاً في عصرنا، ويؤثر فينا، وفي من يأتون بعدنا، مشيراً إلى أن الوقود الأحفوري يمثل 75 % من انبعاثات الغازات الدفينة، وحوالي 90 % من كافة الانبعاثات الكربونية، منوهاً بأن النجاح في مواجهة التغير المناخي، يتوقف على الانتقال إلى استخدام طاقة خالية من الكربون.
وتابع: نحن في سباق محموم مع الزمن، وبحاجة لإجراءات شجاعة لمواجهة التغير المناخي، ولدينا الوسائل والمعارف، ونحتاج الإرادة.
تعاون
وقالت ألكسندرا هيل وزيرة الشؤون الخارجية في السلفادور: خلال رئاستنا للدورة الثانية عشرة لـ «آيرينا» خلال عام 2022، استطعنا إبراز شعار انتقال الطاقة من الالتزام إلى العمل، والتزمنا بالعمل لعالم أكثر استدامة، وعملنا على تشجيع التقارب والتعاون بين «آيرينا» والمنظمة البحرية الدولية، مستعرضة ما تم إنجازه في قطاع الطاقة المتجددة بالسلفادور.