أكد معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، رئيس لجنة الإشراف على صندوق «حي دبي للمستقبل»، أن دبي برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تمكنت من تعزيز مكانتها العالمية، كواحدة من أهم الاقتصادات الممكنة للشركات الجديدة كونها مركزاً لبناء الاقتصادات الناجحة، من خلال توفير بنية تحتية رقمية متكاملة، وأنظمة تكنولوجية شاملة، تضمن تحقيق نمو اقتصادي وطني مستدام، وتعزيز سمعة الدولة العالمية، باعتبارها مركزاً لتنمية الشركات والقطاعات الاقتصادية الجديدة.

جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماع لجنة الإشراف على صندوق «حي دبي للمستقبل» (DF2) في ضوء إتمام عامها الأول من عمليات الاستثمار، واستعرض الاجتماع ما تم تحقيقه من تقدم خلال العام 2022، مع استكمال أكثر من 12 عملية تمويل استثمارية في الشركات الناشئة بالاعتماد على التمويل المبدئي البالغ 1 مليار درهم إماراتي.

تعزيز التنافسية

وأكد عمر سلطان العلماء أن الإمارات حريصة على توفير أفضل بيئات العمل الابتكارية التي تدعم تأسيس الجيل الجديد من الشركات الناشئة والشركات المليارية العالمية، ما يعكس رؤى وتوجهات قيادة الإمارات في دفع عجلة اقتصاد وطني قوي يسهم في تعزيز تنافسية الدولة العالمية.

وأشاد بجهود لجنة الإشراف على صندوق «حي دبي للمستقبل» خلال عامها الأول، في جذب رواد الأعمال، ودعم إنشاء الشركات الجديدة، وتوفير حلول مبتكرة للتحديات التي يواجهونها، بما يعزز قدراتهم لتحقيق النجاح، والمساهمة في تحقيق الازدهار الشامل.

صندوق تمويلي

و«صندوق حي دبي للمستقبل» هو أول صندوق تمويلي من نوعه لرأس المال الجريء في المنطقة، لدعم الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا سريعة النمو، وذلك بالتعاون مع عدد من المؤسسات الرائدة، وتلقى الصندوق ما يزيد على 1000 طلب تمويل من شركات ناشئة محلية وإقليمية وعالمية، إضافة إلى صناديق أخرى تتطلع إلى زيادة رأسمالها، ويلعب الصندوق دوراً جوهرياً في استقطاب المزيد من الشركات لمدينة دبي، الوجهة المثلى لتمكين الشركات الناشئة من الازدهار، وبالتالي دعم مسيرة النمو الاقتصادي المستدام.

وتم إطلاق الصندوق بهدف توسيع مشاركة الجهات الحكومية وشبه الحكومية لتعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للاقتصاد الرقمي، وتوفير رأس مال استثماري للمشاريع الجديدة والشركات الناشئة والتي فاقت 13 شركة منذ تأسيس الصندوق بدعم من مركز دبي المالي العالمي، ومؤسسة دبي للمستقبل التي تسعى لتعزيز مكانة دبي كمدينة مستقبلية رائدة عالمياً.

مؤشرات مبشرة

ويركز الصندوق بشكل أساسي على تزويد برامج الشركات الناشئة برأس مال أولي، وبناء منظومة ابتكار تكنولوجي قابلة للتطوير، كما يعمل الصندوق على جذب أهم رؤوس الأموال الاستثمارية إلى دبي، وكذلك شركات التكنولوجيا الناشئة لتحقيق الازدهار في بيئة دبي المتكاملة والحاضنة للمشاريع الناشئة.

وقال عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي: «تكشف النتائج السنوية للصندوق في عامه الأول عن مؤشرات واعدة ومبشرة. وبصفتنا مستثمراً رئيسياً في صندوق «حي دبي للمستقبل»، سنواصل ترسيخ مكانة الإمارة كمركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار ودعم الشركات الناشئة من خلال منظومتنا الشاملة وعالمية المستوى.

وتماشياً مع رؤيتنا الرامية لقيادة مستقبل قطاع الخدمات المالية، والذي يعد ركيزة مهمة للصندوق أيضاً، فقد ساهمت مسيرتنا الحافلة بالإنجازات وجهودنا الحثيثة في استقطاب العديد من الشركات العاملة ضمن مجالي التكنولوجيا المالية والابتكار إضافة إلى أفضل المواهب والخبرات العالمية. ونتطلع للاستفادة من هذا الزخم وبذل المزيد من المساعي خلال عامنا الثاني 2023، وبالتالي جذب المزيد من الشركات الناشئة، للارتقاء بالقطاعات الرئيسية ودعم الاقتصاد».

دعم الابتكار

وقال خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: «تهدف المؤسسة إلى جعل دبي واحدة من أهم مدن العالم. ولعل مكانتنا كمستثمر رئيسي بصندوق «حي دبي للمستقبل» توضح محورية دورنا في إعادة صياغة وإلهام وتوجيه مستقبل الإمارة بالتعاون مع شركائنا في القطاعين العام والخاص.

ونظراً لدوره في تمكين المواهب المحلية والعالمية من تبني حلول الثورة الصناعية الرابعة؛ يعتبر الصندوق محركاً رئيسياً لمنظومة الشركات الناشئة، حيث يعمل كمحفز يمكن رواد الأعمال من تحقيق مستقبل أكثر استدامة يعتمد على الابتكار».

وأضاف: «نتطلع إلى دعم المزيد من الشركات الناشئة التي تتمتع بالإمكانات والأفكار الملائمة لدفع عجلة اقتصاد دبي والمساهمة في ترسيخ مكانة الإمارة على خارطة الابتكار العالمي وريادة الأعمال وتعزيز الشراكات والبحوث وجذب المواهب التي من شأنها إعادة رسم ملامح المستقبل للعالم أجمع».

فرص جديدة

وقال عارف أميري الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي: «من المتوقع أن يتضاعف حجم الاقتصاد العالمي بحلول 2050، وذلك بفضل التحسينات المستمرة في مجال الإنتاج والمعتمدة على التكنولوجيا والابتكار، حيث سيقترن هذا النمو بتغيرات عدة.

وعليه فسيمكن صندوق «حي دبي للمستقبل» ومركز دبي المالي العالمي حصول دبي على حصة كبيرة من هذا النمو من خلال تزويد الشركات الناشئة والمستثمرين والشركات الخاصة بفرص جديدة للشراكة والعمل معاً، حيث سيساعد تمويل الشركات الناشئة التي ترتكز على تطوير قطاعات اقتصادية مستقبلية في تشكيل وتعزيز دورها الحيوي في النمو الاقتصادي المستدام على مستوى الإمارة والمنطقة ككل.

إضافة إلى ذلك، ستعمل الاستثمارات المقدمة من قبل الصندوق إلى إحداث تأثير إيجابي في المشهد الاقتصادي، شاملاً بذلك ملايين الأشخاص والعديد من الاقتصادات العالمية. ومع نمو المحفظة الاستثمارية للصندوق، نتطلع إلى رؤية المزيد من الشركات الناشئة تحصد مزيداً من النجاحات والتوسع في أعمالها، بما يعزز من مكانة دبي وتصدرها كمركز عالمي رائد للابتكار والتكنولوجيا».

مهمة الصندوق

تم تكليف الصندوق بمهمة دعم شركات اقتصاد المستقبل التي ستعمل في «حي دبي للمستقبل»، لتأهيل القدرات والأفكار المبتكرة وتعزيز مستويات النمو الاقتصادي في دبي، بالإضافة إلى المساهمة الفعالة في ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة عالمية لاستقطاب المواهب العالمية ورواد الأعمال، وذلك بإطلاق مجموعة من المبادرات والبرامج الهادفة إلى ترسيخ مكانة دبي كوجهة رئيسية لتأسيس وتطوير الأعمال، وذلك لامتلاكها بيئة استثمارية متكاملة وتسهيلات استثنائية للشركات الناشئة وعلاوة على ذلك، سيعمل الصندوق على دعم الشركات الناشئة في الجولة التمويلية A+، وبالتالي تحقيق أهداف أشمل تتمثل في تطوير اقتصاد المستقبل وصناديق رأس المال الجريء للجهات المستثمرة في دبي.