تنطلق اليوم في مركز دبي التجاري العالمي، فعاليات الدورة 28 من معرض جلفود، الفعالية الأكبر في العالم لتوريد الأغذية والمشروبات، والذي يستمر حتى 24 فبراير الجاري، وتعد هذه الدورة الأكبر من نوعها.
وتم تأكيد مشاركة ما يزيد على 5 آلاف جهة عارضة، منها 1500 جهة تشارك للمرة الأولى في الفعالية. ويُعزى جزء من التوسع القياسي في حجم المعرض إلى إطلاق منصة جلفود بلس، القاعة الجديدة المصممة خصيصاً للفعالية، التي تتيح للمشاركين في المعرض لأول مرة استعراض منتجاتهم على امتداد مساحة إضافية، تصل إلى 10 آلاف متر مربع.
وكشف مارك نابير نائب الرئيس، قسم المعارض- مركز دبي التجاري العالمي، أن معرض جلفود 2023، سيشهد عرض 100 ألف منتج جديد من 125 دولة.
ولفت في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي» إلى أن «جلفود» يتمتع بمسيرة حافلة، بصفته الفعالية الموثوقة عالمياً في عالم الأغذية والمشروبات، وباعتباره مساهماً بارزاً في نمو اقتصاد دبي، حيث شهدت الدورة الماضية من المعرض، عقد اتفاقيات تجارية تخطت قيمته 36.7 مليار درهم (10 مليارات دولار)، واستقطبت أكثر من 100 ألف زائر، ما يعزز سمعة دبي بصفتها مركزاً عالمياً للأغذية والمشروبات، كما يدعم مكانة دولة الإمارات في ريادة مسيرة تحول القطاع وجهود معالجة الأزمات التي يواجهها عالمياً.
وأوضح نابير أن جزءاً من التوسع القياسي في حجم المعرض بدورته الحالية، يعود إلى إطلاق منصة جلفود بلس، القاعة الجديدة والمصممة خصيصاً للفعالية، والتي توفر للمشاركين في المعرض لأول مرة فرصة استعراض منتجاتهم على امتداد مساحة إضافية تصل إلى 10 آلاف متر مربع، ما يتيح عرض عدد غير مسبوق من المنتجات المبتكرة، مشيراً إلى أنه تأكيد مشاركة أكثر من 5000 جهة عارضة خلال دورة هذا العام، من بينهم 1500 من المشاركين الجدد.
ويتضمن المعرض 25 صالة تمتد على مساحة 1.1 مليون قدم مربعة، ما يجعلها الدورة الأكبر حتى اليوم للمعرض، مع زيادة مساحة المعرض بنسبة 30 %، مقارنة بالأعوام السابقة، ومن المتوقع استقطاب عدد كبير من الزوار، بفضل هذا النمو اللافت.
ولفت نابير إلى أن المعرض بدورته الـ 28، يواصل تعزيز التعاون بين مجتمعات الأطعمة والمشروبات في العالم، ليمثّل مركزاً لتوجهات القطاع، وقوةً عالميةً في مجال التوريد.
ويدعم جهود الاستدامة من خلال فعاليات عديدة، بما في ذلك مؤتمر جلفود إنسباير، وجلفود توب تيبل وجلفود جرين، المقامة للمرة الأولى تحت إشراف طهاة عالميين حاصلين على نجمة ميشلان الخضراء، في مبادرة جديدة منا لإنشاء منصة شاملة للمأكولات والمشروبات المستدامة، وأشار إلى أن انطلاق مؤتمر جلفود إنسباير، سيتم بكلمة افتتاحية، تلقيها معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة.
ويتناول المعرض على مدار أيامه الخمسة، أبرز المواضيع المهمة في وقتنا الحالي، من خلال استضافة مجموعة من المتحدثين العالميين، بمن فيهم: ستيفن ويب، الرئيس التنفيذي للمعهد العالمي للأمن الغذائي، وخلود النويس، الرئيس التنفيذي للاستدامة في مؤسسة الإمارات، ويزن القضماني، المدير العام لمزرعة الإمارات الحيوية، والدكتور سيدهارث مانفاتي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمؤسسة كلير ميت، وأليسيو دانتينو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمنصة فوروارد فودينج وغيرهم.
التنوع الحيوي
يسلط جلفود هذا العام الضوء للمرة الأولى على الطهاة العالميين، الذين يقودون جهود دعم التنوع الحيوي في قطاع المطاعم، من خلال دروس متخصصة، وورش عمل يقدمها طهاة متميزون، يسهمون بإحداث تغيير حقيقي عن طريق مبادرات الاستدامة وتجنب هدر الطعام، بمن فيهم بيتر بيهيل، الناشط في مجال المطاعم المستدامة وكبير الطهاة في فوتوجرافيسكا بحسب نابير، الذي يشير إلى أن الحدث سيشهد إطلاق تحدي يوث إكس للطهاة الشباب للمرة الأولى، والذي يهدف لدعم طلاب اختصاص الطهو في تسريع وتيرة تطورهم المهني في مجال الطهو الاحترافي.
ويتضمن التحدي منافسة تجمع فرق من الطهاة الشباب الموهوبين، من أبرز مدارس الطهو الدولية للفوز بوظيفة بدوام كامل في أحد المطاعم المرموقة في المنطقة.
حلول مبتكرة
وأشار نابير إلى أن الحدث يضم أكثر من 125 جناحاً وطنياً، وتشارك العديد من الدول للمرة الأولى، مثل نيبال وأرمينيا وكمبوديا والعراق. كما تعود أجنحة جنوب أفريقيا وأستراليا إلى المعرض مجدداً، حيث يتزايد وعي الدول والمنظمات بأهمية إدارة مشكلة الجوع العالمية والأمن الغذائي، وتنفيذ الحلول المبتكرة، لتوفير وصول أفضل إلى الأغذية الصحية والمفيدة، والحد من التأثير في البيئة.
ولفت من جانب آخر إلى أن دولة الإمارات تستعد لاستضافة مؤتمر الأطراف «كوب 28» في العام الجاري، ويوفر «جلفود» بلا شك فرصة مهمة لجمع الجهات المعنية في قطاع الأغذية والمشروبات خلال الربع الأول من العام، ومواصلة التحول نحو إنتاج الأغذية المستدامة واستهلاكها.
وتتصدر دولة الإمارات هذا التحول، حيث شهدت مثلاً زيادة في خيارات الأغذية المحلية والنباتية، وتنفيذ استراتيجيات صفر نفايات من قبل المطاعم في الدولة، ما يساعد على تعزيز تنوع ومرونة المنظومة الغذائية.
أبرز التوجهات
يغطي «جلفود 2023» مختلف التوجهات، بما يشمل النمو المتسارع لقطاع التجارة الإلكترونية والعلامات التجارية النظيفة والبدائل النباتية.
كما يناقش أبرز المواضيع الملحة، بما في ذلك إنتاج الأغذية المستدامة، والأمن الغذائي، وآفاق الويب 3، والوصول والتثقيف الغذائي، والحد من الهدر وتأمين سلاسل التوريد العالمية وفقاً لنايبر، الذي يشير إلى أن هذه الدورة من الحدث، ستشهد إطلاق فعالية «دبي لفن الطهي العالمي»، وهي مبادرة جديدة، تمنح الطهاة المقيمين في دولة الإمارات منصة للتعاون على رسم ملامح الهوية الثقافية لدبي، ما يسهم في تعزيز مكانة الإمارة، بصفتها عاصمة عالمية للطهو.
وتشمل المبادرة تعاون الطهاة المقيمين في دولة الإمارات، مع نظرائهم من سنغافورة لتقديم دروس طهو عملية، ووجبات عشاء في مختلف أنحاء دبي طول فترة المعرض.
«جلفود جرين»
كما يشهد الحدث فعالية «جلفود جرين»، هي مبادرة استدامة عالمية، تهدف لإطلاق ومواصلة الحوارات في قطاع المأكولات والمشروبات، بهدف تحفيز الانتقال نحو إنتاج الأغذية واستهلاكها بطرق مرنة ومستدامة. وتتمثل استراتيجية الحدث، في تسليط الضوء على رواد قطاع الأغذية، ودعم جهودهم لتحفيز التحول في الأنظمة الغذائية، مع اقتراب موعد مؤتمر كوب 28، مع إنشاء نموذج يحتذى به مستقبلاً.
وفي إطار «جلفود جرين»، تم إطلاق حملة «جلفود فوريست» الدولية لغرس الأشجار، والتي تمثّل حلاً طبيعياً لتعزيز التزامات الاستدامة في الفعاليات، وتهدف إلى الحفاظ على الأشجار واستعادتها وغرسها في جميع أنحاء العالم، ما يساعد على الحد من التغير المناخي.
يشكل قطاع الأغذية، أحد المصادر الرئيسة لانبعاثات الكربون، لذا، تتيح مبادرة «جلفود فوريست» فرصة المشاركة وغرس الأشجار، ودعم استعادة الغابات في العالم أمام جميع المشاركين في الفعالية، من الجهات العارضة والزوار والمهتمين.
وبدأت المبادرة بالفعل جهودها لغرس الأشجار في أربع دول، هي دولة الإمارات وأوغندا والإكوادور وإندونيسيا، وتمت زراعة أشجار مثمرة في عدد من المواقع، لدعم الاكتفاء الذاتي للعائلات والمجتمعات المحلية.
كما تشهد دورة هذا العام، انطلاق فعاليات جوائز «جلفود جرين»، التي تستقبل الترشيحات في خمس فئات، تشمل جائزة قطاع الخدمات الغذائية الخضراء، وجائزة إدارة النفايات، وجائزة الابتكار في الأغذية الخضراء، وجائزة أفضل خبير استدامة في العام، وجائزة أفضل شركة استدامة في العام. وتحتفي جوائز «جلفود جرين» بالتميز في مجال الاستدامة، وتشجع على اعتماد أفضل الممارسات الصديقة للبيئة، على امتداد قطاع المأكولات والمشروبات.