أعلنت شركة رويال فيليبس، المتخصصة عالمياً في مجال التكنولوجيا الصحية، خلال مؤتمر صحفي في دبي عن صدور النسخة الأولى من تقرير الاتجاهات الصحية في دولة الإمارات، والتي سلطت نتائجه الضوء على الوضع الراهن لقطاع الرعاية الصحية الوطني، وكلفت فيليبس مؤسسة سينسس وايد، الشركة المستقلة والرائدة في استشارات وأبحاث السوق بإجراء الدراسة الرامية إلى تزويد مزودي خدمات الرعاية الصحية بباقة من التحليلات الدقيقة حول الاتجاهات الصحية الراهنة والتصورات العامة، بشأن قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات، بحيث يتسنى لها التكيف مع هذه التغييرات في مستويات الطلب والتعامل مع الأولويات الملحة والاحتياجات المستقبلية على حد سواء، وأكد التقرير وجود قبول واسع النطاق للتكنولوجيا الصحية الرقمية في دولة الإمارات، مع إعراب 95% من المشاركين في الدراسة عن ثقتهم بالدور المحوري، الذي تلعبه التكنولوجيا في إدارة حالتهم الصحية بطريقة أكثر كفاءة، وأن 88% من المشاركين أعربوا عن رغبتهم باعتماد منهجية أكثر استباقية لمراقبة الحالة الصحية وجودة حياتهم، في حين يعتقد 72 % من المشاركين أن الحوارات الافتراضية مع أطبائهم تتسم بالقدر ذاته من الفعالية، التي تقدمها الفحوصات الطبية الشخصية، وأن 82% من سكان دولة الإمارات يعتقدون ضرورة وضع الممارسات المستدامة على رأس أولويات قطاع الرعاية الصحية.

منهجية رعاية 

قال مارك أنطوان زورا، العضو المنتدب والمدير الإقليمي لشركة فيليبس الشرق الأوسط في منطقة الخليج وشرق المتوسط: «نرى في فيليبس أن نتائج الدراسة تؤكد المرحلة المتقدمة التي وصلتها دولة الإمارات في مساعيها للانتقال بقطاع الرعاية الصحية من منهجية رعاية المرضى المعمول بها، إلى منهجية الرعاية الصحية القائمة على القيمة. وتبدأ عملية التحول هذه بزيادة التركيز على التدابير الوقائية الاستباقية، لا سيما تلك المدعومة بالتقنية المتقدمة الكفيلة بتحسين النتائج الصحية عند كل مراحل الرعاية، بما فيها التشخيص والعلاج والرعاية اللاحقة». 

ومن جانبها، قالت لوسي ستيوارت، رئيسة وحدة خدمات العملاء لدى سينسس وايد: «في حين يعتقد السكان أنهم في حال صحية جيدة بشكل عام ما زالوا يرغبون بأن يكونوا أكثر استباقية وجاهزية لاعتماد التكنولوجيا الصحية الرقمية، لتحقيق مستقبل أكثر صحة لأنفسهم والكوكب بأسره».

ويتوقع أن تترك التغيرات، التي كشفها تقرير فيليبس للاتجاهات الصحية في دولة الإمارات في تصورات المستهلكين وسلوكياتهم أثراً طويل الأمد على طريقة تفكير الناس حول التفاعل مع قطاع الرعاية الصحية في المستقبل. 

وفيما يلي النقاط الثلاث الأبرز التي وردت في نتائج التقرير:

العيش الصحي والوقاية

أسفرت أزمة «كوفيد 19» عن زيادة الوعي الصحي بين سكان دولة الإمارات، مع اعتماد 95% من المشاركين في الدراسة لمنهجية أكثر استباقية للوقاية الصحية، بينما كشف 70% أنهم باتوا أكثر قدرة على مراقبة حالتهم الصحية منذ بداية الأزمة. 

ومن ناحية أخرى رأت نسبة لا تقل عن 89% من المشاركين في الدراسة أنهم يتمتعون بحالة صحية «جيدة»، وكشفت نسبة كبيرة وصلت إلى 90% من المشاركين أنهم أصبحوا أكثر استباقية من حيث الاهتمام بصحتهم وجودة حياتهم. وإلى جانب ذلك يدرك سكان دولة الإمارات دور العوامل المختلفة في التأثير على صحتهم، وأقروا بدور صحة الفم في التأثير على صحتهم العامة (87%) وصحة القلب (75%). 

يحظى هذا التوجه نحو تحسين الصحة بدعم قوي من أربعة عوامل رئيسية تسهل على الناس إمكانية التركيز على حالتهم الصحية: الفهم الأفضل لجوانب العيش الصحي (53%)، الوصول إلى السجلات الطبية الشخصية والحفاظ عليها (52%)، وبرامج التوجيه التي توفر دعماً صحياً موجهاً، لضمان البقاء على المسار الصحيح (48%)، وقدرة الأطباء على الوصول إلى المعلومات بصرف النظر عن المستشفى (48%). 

مزايا التكنولوجيا الصحية

سرعت أزمة كوفيد 19 من مساعي اعتماد التكنولوجيا الرقمية في قطاع الرعاية الصحية، وزادت من ثقة الناس بالتكنولوجيا الصحية بشكل عام. كشفت دراسة فيليبس للاتجاهات الصحية في دولة الإمارات أن 95% من المشاركين يعتقدون أن التكنولوجيا قادرة على مساعدتهم لمراقبة حالتهم الصحية بشكل أكثر كفاءة نظراً لسهولة استخدامها (51%)، وسرعة الوصول إلى الأخصائيين وخبراء الرعاية الصحية (51%) وسهولة الوصول إلى النتائج (50%)، وإمكانية تخزين جميع بياناتهم الصحية في مكان واحد (46%). 

تعتمد غالبية سكان دولة الإمارات على مزايا الحلول الصحية الرقمية، حيث أكد 67% من المشاركين اطلاعهم على حلول التطبيب عن بعد، كما أشارت الدراسة إلى أن 90% من المشاركين قد ينظرون في إمكانية استخدام حلول التطبيب عن بعد، بينما يرى 72% منهم أن الحوارات الافتراضية مع أطبائهم تتسم بالقدر ذاته من الفعالية، التي تقدمها الفحوصات الطبية الشخصية. 

تؤكد البيانات الصادرة عن الدراسة أن سكان دولة الإمارات متوافقون على فكرة توفير إمكانية الوصول إلى بياناتهم الشخصية لأغراض تطوير الحلول، مع إعراب 38% منهم عن انفتاحهم لفكرة استخدام بياناتهم الشخصية بالكامل، وسماح 37% منهم باستخدام الجزء الأكبر من بياناتهم الشخصية، مع موافقة 20% فقط من المشاركين على استخدام جزء بسيط من بياناتهم الشخصية لهذه الأغراض.

تطرح هذه النتائج فرصة كبيرة لإعادة رسم ملامح قطاع الرعاية الصحية، من خلال الاستفادة من أحدث ابتكارات التطبيب عن بعد، لا سيما تلك التي توفر العديد من مزايا، بما فيها سهولة الوصول إلى أخصائيي الرعاية الصحية، بصرف النظر عن مكان وجودهم الفعلي، مع زيادة فرص التعاون وتوفير التكاليف لصالح المرضى ومزودي خدمات الرعاية الصحية، وزيادة كفاءة الرعاية والحد من أوقات الانتظار، وتوفير نقاط اتصال أكثر انتظاماً وتنظيماً، بحيث تسهم هذه العوامل كاملة في تحسين نتائج المرضى في نهاية المطاف.

الاستدامة أحد الاعتبارات الرئيسية للرعاية الصحية 

ومن ناحية ثانية، كشف تقرير فيليبس للاتجاهات الصحية في دولة الإمارات أن سكان الدولة (82%) يشيرون لضرورة وضع الاستدامة على رأس أولويات شركات الرعاية الصحية، كما سلطت أهم الاعتبارات التي أعرب عنها المشاركون الضوء على أهمية منح الأولوية للممارسات التي لا تضر بالبيئة، مع إشارة 51% من المشاركين إلى أن هذا الجانب من ضمن أهم أولوياتهم، ويرى نحو نصف المشاركين (48%) أنه يجب على شركات الرعاية الصحية أن تزاول أعمالها بطريقة مستدامة، بينما كشف 41% منهم أنه ينبغي على هذه الشركات العمل من أجل تحقيق الحياد المناخي.

تشير هذه النتائج إلى أن سكان دولة الإمارات يقدرون بشكل كبير الممارسات التجارية المستدامة؛ ما يبرز الحاجة المتزايدة في أوساط قادة قطاع الرعاية الصحية لتحقيق الرعاية الصحية المستدامة.

وأضاف زورا: «شعرت بالتفاؤل لرؤية هذا الانسجام الكبير بين مجتمع الرعاية الصحية وسكان دولة الإمارات. تتجه العديد من الشركات الرائدة في قطاع الرعاية الصحية لاعتماد تكنولوجيا الرعاية الصحية، لتساعدهم على استبدال العمليات والتقنيات المتقادمة والأقل كفاءة لصالح الاستدامة. وفي ضوء تزايد تقبل المرضى للابتكارات المستدامة نعتقد أن القطاع أمام فرصة استثنائية لتعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية عالية الجودة والاستدامة، بالتوازي مع تحسين النتائج والنهوض بقطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات وخارجها».

دراسة مستقلة

وأجريت دراسة فيليبس للاتجاهات الصحية في دولة الإمارات عبر الإنترنت من قبل مؤسسة سينسس وايد، الشركة المستقلة والرائدة في استشارات وأبحاث السوق. شارك في الدراسة 495 شخصاً من دولة الإمارات، تتراوح أعمارهم بين 18-64 عاماً، مع التأكد من توزيع الحصص بين المشاركين بما يضمن تمثيل مختلف المناطق والمجموعات الاجتماعية الاقتصادية في الدولة على حد سواء. حددت الدراسة حصص الجنسين بين المشاركين عند 50% لكل منهما، وأُجري الاستبيان بين مايو ويونيو 2022.