أكد الدكتور سعيد القمزي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية أوزبكستان أن الشركات في أوزبكستان تدرك أن دبي ودولة الإمارات بشكل عام هي مركز أعمال عالمي مزدهر مع مناخ مهيأ وخصب للأعمال والاستثمار، فيما أشار مسؤولون حكوميون في أوزبكستان أن دبي تلعب دوراً حيوياً في فتح أسواق جديدة للصادرات الأوزبكية بفضل ما تتمتع به الإمارة من إمكانات متقدمة.
وقال الدكتور سعيد القمزي في تصريحات لـ«البيان» إن المستثمرين يسعون في تطوير شبكات التسويق الخاصة بهم في الإمارات كجزء من الجهود المبذولة لتعزيز مبيعات التصدير وإعادة التصدير، حيث أن الإمارات تعد جسراً للوصول إلى دول الشرق الأوسط والمناطق المجاورة لها، وكمركز لاستيراد البضائع من الدول الأجنبية الأخرى إلى أوزبكستان.
وأكد أن العلاقات التجارية بين الإمارات وأوزبكستان تطورت تطوراً كبيراً. وعلى وجه الخصوص، العام الماضي، تضاعف حجم التبادل التجاري بين الإمارات وأوزبكستان حيث تجاوز 500 مليون دولار مشيراً إلى أنه في ظل هذا الاتجاه الإيجابي للمستقبل، فمن المتوقع أن مؤشرات التبادل التجاري بين البلدين ستستمر في النمو بالوتيرة نفسها.
وأوضح القمزي أن التعاون الوثيق بين المؤسسات في البلدين، بما في ذلك غرف التجارة ووكالات التصدير، يوفر التبادل المنتظم للمعلومات حول السلع والخدمات ذات الإمكانات التصديرية في أسواق البلدين، وكذلك ستساعد الاجتماعات التي تم تنظيمها من قبل غرفة دبي العالمية في إطار هذه البعثة التجارية على توسيع التجارة المتبادلة بين البلدين، كما تحرص أوزبكستان على زيادة تصدير المنتجات الزراعية والمنسوجات والأثاث إلى الإمارات.
سلع أساسية
ولفت القمزي إلى أن الدولة تستورد بشكل رئيسي من أوزبكستان سلعاً أساسية مثل المنتجات الزراعية وخاصة الفواكه الطازجة والمجففة والمكسرات والزبيب ومنتجات المنسوجات، بما في ذلك الحرير ومنتجات الأقمشة، ومن بين المنتجات الرئيسية المصدرة من الإمارات إلى أوزبكستان السلع الإلكترونية والآلات والمعدات، ومركبات النقل والسيارات بكافة أنواعها، ومواد البناء، والأثاث، والمنتجات المعدنية الحديدية وغير الحديدية.
دور حيوي
من جانبهم، أكد مسؤولون حكوميون في أوزبكستان أن دبي تلعب دوراً حيوياً في فتح أسواق إقليمية وعالمية جديدة وواعدة للصادرات الأوزبكية بفضل ما تتمتع به الإمارة من إمكانات لوجستية متقدمة وبنية تحتية وخدمية متطورة وارتباط قوي وواسع مع خطوط النقل دولياً.
وفي تصريحات لـ«البيان» خلال فعاليات منتدى الأعمال الذي نظمته غرفة دبي العالمية، إحدى الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي.
في طشقند الأربعاء بالتعاون مع السفارة الإماراتية في أوزبكستان ووزارة الاستثمار والصناعة والتجارة في أوزبكستان، أكد المسؤولون أن مجموعة متنوعة من القطاعات تزخر بفرص واعدة أمام الشركات الإماراتية في أسواق أوزبكستان وفي مقدمتها الصناعات الغذائية وقطاع البنية التحتية والمعدات والآلات الصناعية إلى جانب الصناعات المعدنية والإلكترونية وصناعة النسيج.
وأكد سرفار خاميدوف، نائب وزير الاستثمار والصناعة والتجارة في أوزبكستان أن بلاده ترتبط مع الإمارات بعلاقات استراتيجية، مشيراً إلى أن زيارة رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف إلى الإمارات في 2019 أحدثت نمواً كبيراً في التبادل التجاري والتعاون الاستثماري والثقافي بين البلدين.
ولفت إلى أن قيمة الاستثمارات المشتركة مع الإمارات في أوزبكستان تبلغ 5 مليارات درهم تتوزع على ما يقارب 20 مشروعاً في قطاعات متنوعة تشمل البنية التحتية والزراعة والرعاية الصحية والطاقة بما يشمل الطاقة المتجددة.
ولفت إلى أن شركة «مصدر» تلعب دوراً ريادياً في قطاع الطاقة المتجددة في أوزبكستان وأضاف: نطمح للمزيد من المشاريع المشتركة مع الشركات الإماراتية لتطوير مشاريع جديدة.
ونوّه خاميدوف أن بعثة غرفة دبي العالمية، وفعالية منتدى الأعمال الذي عقدتها في طشقند مع تنظيم اجتماعات عمل ثنائية بين الشركات، تسهم بشكل كبير في تعزيز الشراكات بين القطاع الخاص ورجال الأعمال من البلدين، حيث نجحت الإمارات وأوزبكستان في تعزيز العلاقات البينية على المستوى الرسمي والتعاون الوثيق بين الشركات الحكومية وشبه الحكومية وأضاف:
«نعمل حالياً مع شركائنا في الإمارات وفي مقدمتهم غرف دبي على تطوير الشراكات والروابط بين شركات القطاع الخاص، حيث أسهم الارتقاء بالتعاون الحكومي بين البلدين في تعزيز ثقة مجتمع الأعمال من البلدين في الآفاق والفرص الواعدة للتجارة والاستثمار في مختلف القطاعات».
آفاق واعدة
ولفت إلى وجود العديد من الفرص التجارية أمام الشركات من دبي والإمارات، إذ أن أوزبكستان أكبر منتج للفواكه والخضراوات الطازجة في دول وسط آسيا بإنتاج يفوق 22 مليون طن سنوياً، وبالتالي هناك آفاق واعدة في الصناعات الغذائية إلى جانب تصدير الأغذية الطازجة من فواكه وخضروات.
بالإضافة إلى صناعة النسيج، فأوزبكستان منتج رئيسي للقطن وكانت تصدر القطن الخام سابقاً فيما تركز حالياً على بناء سلسلة قيمة متكاملة لصناعة وتصدير المنسوجات القطنية الجاهزة.
سوق مهمة
ومن جانبه أوضح مرات ميرزاييف مدير وكالة تنمية الاستثمار التابعة لوزارة الاستثمار والصناعة والتجارة في أوزبكستان أن دبي تحتل مكانة متقدمة كسوق مهمة للصادرات الأوزبكية باعتبارها بوابة لفرص أوسع على مستوى المنطقة ككل عبر إمكاناتها اللوجستية المتقدمة، مشيراً من جانب آخر إلى أن دبي نجحت بكل تميز في تطوير قطاع التقنيات الحديثة في مجالات الثورة الصناعية الرابعة .
مما يشكل تجربة مهمة بالنسبة لأوزبكستان للتركيز على هذا القطاع وخاصة في قطاع الإلكترونيات.وإضافة إلى تطوير البيئة المواتية للاستثمار، تعمل الحكومة على دعم الشركات الأجنبية بما فيها الإماراتية عبر آليات مختلفة مع تقديم كل ما يلزم حول أفضل مواقع تأسيس الشركات بما يناسب تخصصاتها عبر المناطق الاقتصادية المتخصصة.
وأوضح ميرزاييف أن أوزبكستان بلد مصدر للفواكه والخضراوات الطازجة لكن فترة صلاحية هذه المنتجات محدودة بالنسبة للتصدير إلى الأسواق الخارجية، لذا يتم التركيز على معالجة الأغذية تحديداً لإطالة صلاحية الصادرات الغذائية لعدة أشهر.
لذا يزخر هذا القطاع بفرص واعدة للشركات الإماراتية التي تتمتع بالخبرات والتقنيات اللازمة في هذا القطاع خاصة في ظل مكانة دبي ودولة الإمارات كبوابة تجارية لأسواق شمال أفريقيا ودول المنطقة ككل.
ولفت ميرزاييف إلى أن أوزبكستان استوردت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة معدات وآلات وتجهيزات بقيمة تجاوزت 15 مليار دولار مما يعكس توسع القطاع الصناعي بشكل كبير، وهذا النمو تطلب استيراد قطع غيار ومعدات للصيانة بقيمة 4 مليارات دولار.
وأشار إلى أن هناك فرصاً للصناعات المعتمدة على النحاس والمعادن غير الحديدية إلى أوزبكستان بما يشمل الصناعات الإلكتروميكانيكية والمحركات الصناعية وغيرها. وأشار إلى أن قطاع البنية التحتية مهم جداً ويزخر بالفرص.